هدوء نسبي في جرود القلمون... والنظام السوري يقصف الغوطة

هدوء نسبي في جرود القلمون... والنظام السوري يقصف الغوطة

23 يوليو 2017
هدوء بعد يومين من المعارك بالجرود (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -
يسود هدوء نسبي، منذ منتصف الليلة الماضية، جبهات القتال بين "سرايا أهل الشام" و"هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقًا) من جهة، و"حزب الله" اللبناني من جهة أخرى، يتخلله إطلاق قذائف مدفعية من قبل الأخير.

ويأتي هذا الهدوء قبيل بدء مفاوضات من أجل إخلاء مسلحي الجرود نحو مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، أفاد عضو المركز الإعلامي في القلمون الغربي، حسين أبو علي، بأن هدوءًا نسبيًّا يسود جرود عرسال منذ منتصف الليل وحتى صباح اليوم.

ويأتي هذا الهدوء كذلك بعد يومين من بدء "حزب الله" هجومًا في القلمون الغربي، انطلاقًا من مواقعه في الحدود السورية اللبنانية، بدعم جوي من النظام السوري.

وفي الشأن، ذكرت "هيئة تحرير الشام"، ليلة أمس، على منصاتها الإعلامية، أنها قتلت مجموعة من عناصر "حزب الله" في كمين استهدف سيارة في منطقة الرهوة في جرود عرسال، وهو ما رد عليه الحزب بقصف مدفعي مكثف على الجرود.

من جانبه، قال "المركز الإعلامي الحربي"، التابع لـ"حزب الله"، إن الأخير قتل 46 مسلحًا وجرح العشرات من خصومه في اليوم الثالث من المعارك في جرود عرسال اللبنانية، فضلًا عن 23 قتيلًا في جرود فليطة السورية.

وأضاف أن مقاتلي "حزب الله" سيطروا على وادي العويني في جرد عرسال، وعلى مرتفع شعبة القلعة شرق جرد عرسال، ما أدى للسيطرة ناريًّا على وادي الدب ووادي الريحان.


النظام يقصف الغوطة

 
في غضون ذلك، شن طيران النظام السوري، اليوم، غارات جوية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وذلك على الرغم من إعلان روسيا ضم الغوطة لاتفاق مناطق "خفض التصعيد"، في حين تكبدت قوات النظام خسائر بشرية في معارك بريف حمص.

وأفاد "مركز الغوطة الإعلامي" بأن طيران النظام قصف مدينة عين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما استهدف مدينة دوما بغارة جوية، وشمل القصف الأحياء السكنية، ما أسفر عن دمار في منازل المدنيين.

وفي السياق ذاته، ذكر الدفاع المدني السوري في ريف دمشق أن طيران النظام قصف بست غارات مدينتي عين ترما ودوما، كذلك قصفت قوات النظام بالمدفعية بلدة جسرين، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، أمس السبت، في بيان نقلته وسائل إعلام روسية، عن التوقيع على اتفاق بشأن إقامة منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إثر محادثات بين عسكريين روس وممثلين من المعارضة السورية في القاهرة.

وقصفت قوات النظام، أيضًا، حي جوبر، شرق مدينة دمشق، بسبعة صواريخ، كذلك طاول القصف الصاروخي منطقة وادي عين ترما الواصلة بين الغوطة الشرقية وحي جوبر، آخر حي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة في العاصمة.

من جهة ثانية، قال الناطق باسم "جيش أسود الشرقية"، سعد الحاج، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الجيش السوري الحر" قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مواقع للنظام السوري والمليشيات المساندة له، على عدة جبهات في محور بئر محروثة في البادية الشامية بريف دمشق الشرقي.

وأضاف الحاج أن اشتباكات عنيفة وقصفاً متبادلاً وقعا بعد عملية القصف، تلاها قصف جوي عنيف من الطيران الروسي وطيران النظام، طاول مواقع عدة خلف خطوط الاشتباك.

وأوضح الحاج أن الطيران المروحي التابع للنظام هبط عدة مرات في مواقع المليشيات الأجنبية، ما يرجح قيامه بنقل مصابين من المنطقة عبر الطريق الجوي خوفاً من الاستهداف على الأرض.

وفي السياق نفسه، أفاد "المكتب الإعلامي في البادية والقلمون الشرقي" بأن اشتباكات متقطعة دارت بين فصائل المعارضة السورية المسلحة، وقوات النظام وحلفائه في محيط منطقة محروثة وأبو حديدي ومحيط أم رمم، وسط قصف مدفعي متبادل بين الطرفين.



وتحدثت مصادر محلية عن غارات كثيفة من الطيران الروسي على عدة محاور في تلة خبرة فكة وتل خبر مطوطة جنوب منطقة محروثة وتلال أم رمم، وأسفرت عن أضرار مادية.

وتشهد البادية السورية محاولات تقدم متكررة من قوات النظام السوري في محاور بئر محروثة، بهدف إجبار "الجيش السوري الحر" على الانسحاب نحو الحدود الأردنية في عمق البادية السورية، أو حصاره في منطقتين منفصلتين بالبادية والقلمون الشرقي.

إلى ذلك، قتل عنصران من "الجيش السوري الحر" جراء انفجار عبوة ناسفة بهما زرعها مجهولون على طريق غرز، شرقي مدينة درعا، جنوب سورية.

وتخضع محافظة درعا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يسري منذ التاسع من الشهر الجاري بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري، إثر اتفاق أميركي روسي.

من جانب آخر، تحدث "مركز حمص الإعلامي" عن مقتل وجرح نحو 25 عنصراً من قوات النظام السوري خلال مواجهات مع تنظيم "داعش"، شمال جبل شاعر بريف حمص الشرقي، في حين دخلت قافلة مساعدات إنسانية إلى بلدات الغنطو وتيرمعلة والدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي.

وضمت قافلة المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة اثنتين وعشرين شاحنة محملة بمواد صحية وطحين ومواد طبية و6700 حصة غذائية، ومن المقرر أن توزع على المدنيين في اليومين القادمين.

وفي الرقة، استمرت صباح اليوم المعارك بين مسلحي "داعش" ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في أطراف شارع سيف الدولة بمنطقة حي الرقة القديم، شرق مركز المدينة، بحسب مصادر ملحية.

كذلك قتل اثنا عشر مدنيا وجرح آخرون اليوم بقصف من طيران التحالف الدولي "ضد الإرهاب" والطيران الروسي على مناطق في مدينة الرقة وريفها الجنوبي شمال سورية.

وقالت حملة "الرقة تذبح بصمت" إن غارة من طيران التحالف الدولي "ضد الإرهاب" استهدفت منازل المدنيين بالقرب من مدرسة طارق بن زياد، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين بينهم امرأة وأربعة أطفال.

وجاء القصف تزامناً مع استمرار المعارك بين مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من طيران التحالف، وتنظيم "داعش" في محاور شارع سيف الدولة بحي الرقة القديم شرق مركز المدينة.

وفي سياق متصل، تحدّثت مصادر محلية عن مقتل ستة مدنيين وجرح قرابة عشرين آخرين جراء غارات من الطيران الروسي على بلدة معدان وقرية زور شمر جنوب شرق مدينة الرقة.

وذكرت مصادر أن القصف الجوي الروسي طاول مخيماً للنازحين بمحيط قرية زور شمر.

من جانبها، سيطرت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" بشكل كامل على قرية الدّلحة بناحية السبخة في ريف الرقة الجنوب الشرقي، بعد معارك مع تنظيم "داعش"، ولا تزال المعارك مستمرة في أطراف القرية وسط قصف متبادل.

وفي دير الزور شرقاً، قصف الطيران الحربي الروسي أحياء الحميدية وكنامات وحويجة صكر بمدينة دير الزور، ما تسبب بأضرار مادية، في حين وقعت اشتباكات بين النظام وتنظيم "داعش" في أطراف حي الرشدية وأطراف الحويقة الغربية.

وشهدت منطقة معدان، في أقصى جنوب شرق الرقة، أمس، حركة نزوح من المدنيين باتجاه مناطق "داعش" في ريف دير الزور الغربي، وذلك بالتزامن مع اقتراب قوات النظام السوري من جنوب المنطقة، وغارات الطيران الروسي التي أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، في حين تستمر عمليات مليشيات "قسد" في ناحية السبخة غرب معدان.