أهالي القصرين التونسية يحمون شرعية احتجاجهم من أعمال التخريب

أهالي القصرين التونسية يحمون شرعية احتجاجهم من أعمال التخريب

22 يناير 2016
تحذيرات من استغلال الاحتجاجات (وكالة الأناضول)
+ الخط -

بعد وقوع بعض أحداث العنف، التي رافقت سلسلة الاحتجاجات، والتي تمثلت في حرق بعض المراكز الأمنية والجمركية وسيارة إطفاء وسيارات أمنية، تعالت الدعوات لتجنب عمليات التخريب، والعبث بمؤسسات الدولة، والتي رافقت الاحتجاجات التي انطلقت في العديد من المحافظات المطالبة بالتنمية والتشغيل.

وبدأ بعض الشباب، منذ ليل أمس، بتشكيل لجان لحماية الأحياء والمؤسسات العمومية والخاصة من الحرق والسرقة والنهب، كما تحرك المجتمع المدني بقوة في محافظة القصرين، داعيا عقلاء المنطقة إلى التدخل، والمساهمة في تهدئة الأوضاع وحماية الأحياء من أعمال الشغب والعنف، وعدم التشويش على المطالب المشروعة للشباب المحتج.

وأكد زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، في تدوينة على صفحته الرسمية، أنه من حق الجهات المهمشة أن تحظى بالتمييز الإيجابي، ومن حق الشباب التشغيل وحرية التعبير والاحتجاج، ولكن دون إشاعة الفوضى في ربوع بلادنا.

وحذّر الغنوشي من "السماح لبعض الجهات الحزبية المغرضة بالركوب على مطالب الشباب المشروعة، وللمجرمين باستغلال الوضع لنهب الممتلكات وحرقها، واستهداف ممتلكات المجموعة الوطنية من ولايات وإدارات الدولة، وتوفير المناخات المناسبة للإرهاب".

كما دعا زعيم الجبهة الشعبية اليسارية، حمة الهمامي، المتظاهرين إلى المحافظة على الطابع السلمي للاحتجاجات وعدم فسح المجال لتشويهها من خلال أطراف تسعى إلى تأجيج الوضع، وطالبهم في هذا الخصوص بعدم الاعتداء على مراكز الأمن والمؤسسات مع الحذر من المندسين.

عضو جمعية "هنا القصرين للثقافة والإعلام" والناشاط في المجتمع المدني، رضا جبران، قال لـ"العربي الجديد" إن مجموعة من العقلاء في القصرين تدخلت وشكلت أمس لجاناً صغيرة، مهمتها حماية المؤسسات العمومية والخاصة من التخريب والنهب، ومساندة الجيش في عمليات الحراسة، معتبرا أن هذا الأمر منع حصول عمليات سرقة في القصرين.

اقرأ أيضاً: العنف يتسرب إلى الاحتجاجات التونسية... "خميس أسود" جديد؟

كما أوضح جبران أن المجتمع المدني بصدد التحرك، وأن اتصالات بدأت مع مشايخ القصرين للتدخل، وتهدئة المحتجين، خاصة وأنّ الوضع الأمني دقيق، ولا يسمح بحصول المزيد من الثغرات.

وأشار المتحدث نفسه إلى وجود مندسين وأشخاص مأجورين قدموا خصيصا لتشويه الاحتجاجات السلمية، مبينا أن بعض هؤلاء أطفال وشباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و23 عاما، مبرزا أنهم لا يمكن أن يكونوا من المعطلين أو من المطالبين بالتنمية.

وأكدّ أنّ مطالب المحتجين سلمية، خلافا لمن يحرق العجلات المطاطية ويغلق الطرقات ويضرب قوات الأمن بالحجارة، موضحا أن هؤلاء يستعملون الأقنعة، وأنهم يصرون على بدء الاحتجاجات من منتصف النهار إلى الواحدة ليلا لإنهاك قوات الأمن، وأنهم يرفضون الحديث مع وسائل الإعلام، وهو ما يبين أن لا علاقة لهم بمطالب أبناء الجهة.

 صالح المباركي، من حي الزهور في القصرين، قال لـ"العربي الجديد"، إن بعض المسؤولين الجهويين، زاروا القصرين وإنهم بصدد تسجيل أسماء الشباب المعطلين عن العمل، إضافة إلى العائلات الفقيرة، مبيناً أن الأهالي استحسنوا هذه الخطوة، وأيضاً بعض الإجراءات التي أعلنت عنها رئاسة الحكومة، مما قد يسهم في عودة الهدوء، ولو نسبيّاً.


اقرأ أيضاً: احتجاجات تونس تنتقل لوسط العاصمة والحكومة تحذر من "الإرهابيين"