عين الحشد الشعبي على إدارة الحدود العراقية السورية

عين الحشد الشعبي على إدارة الحدود العراقية السورية

10 ديسمبر 2016
الخطوات تصل طهران بدمشق (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -


كشف مسؤولون عراقيون في بغداد، عن تقديم قياديين في مليشيات "الحشد الشعبي" مقترحاً لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، بتولّي ملف الحدود العراقية السورية، بعد الانتهاء من معركة تلعفر، عبر نشر عناصرها على طول الحدود الشمالية والغربية للعراق مع سورية، التي تبدأ من منطقة ربيعة غرب نينوى، وتنتهي بمنطقة القائم التي تقابلها مدينة البو كمال السورية.

في هذا السياق، ووفقاً لمصادر حكومية عراقية، فإن "زعامات في مليشيات الحشد طرحت الموضوع على رئيس الوزراء، باعتبار أن قوات حرس الحدود تمّت هيكلتها في أغسطس/آب 2014، ودمج وحداتها مع قوات وزارة الداخلية، بعد سقوط الشريط الحدودي بين البلدين بشكل شبه كامل بيد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وأضافت المصادر أن "المليشيات أكدت استعدادها تولي الملف بالكامل بعد انتهائها من معركة تلعفر، إلا أن رئيس الوزراء لم يعط موافقته حتى الآن حول الطلب المقدم"، بسبب ما وصفته المصادر بـ"حساسيته ومدى ارتباطه بمشروع إيران الرئيسي، المتضمن إنشاء طريق بري يصل طهران بدمشق، عبر محور تلعفر، كبديل عن طريق الأنبار (غرب العراق)"، مع العلم بأن طول الحدود العراقية السورية تبلغ نحو 620 كيلومتراً، وتبدأ من مدينة القائم غرب العراق وحتى محافظة نينوى شمال البلاد، وتضم ثلاثة معابر حدودية، يسيطر الجيش العراقي على أحدها وهو معبر الوليد، بينما يسيطر "داعش" على الثاني وهو معبر القائم، فيما تسيطر القوات الكردية "البشمركة" على الثالث المعروف باسم معبر ربيعة.

من جهتها، كشفت مصادر مقربة من مليشيات "الحشد" لـ"العربي الجديد"، عن أن "الطلب يأتي بهدف منع تدفق مسلحي داعش من سورية إلى العراق"، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن "الموضوع لا يتعلق بملف الحدود الغربية مع سورية، بل الشمالية منها فقط، وبطول 140 كيلومتراً فقط، التي تُعتبر الأكثر تسللاً من قبل مقاتلي داعش"، وفقاً لقوله.

بدوره، علّق أحد قياديي مليشيا "حزب الله العراقي"، ستار الساعدي، على المعلومات بالقول إن "الحشد باتت قوة رسمية ولا توجد غرابة في توليها أية مهمة في أي مكان بالعراق". وأضاف أن "إعادة تنظيم قوات حرس الحدود وتشكيلها يتطلب وقتاً كبيراً والجيش يجب أن يبقى داخل المدن حالياً، لذا فإن الحشد هو المهيأ لهذه المهمة".

من جانبه، رأى عضو حزب الدعوة الإسلامية، صادق العبيدي، أن "ملف الحدود سيكون من نصيب "الحشد الشعبي" كونه الأقدر على إدارته حالياً"، مضيفاً في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الحدود الغربية سيمسك بها الجيش، كونها أقلّ تعقيداً، لكن من ناحية الشمال، فإن الحشد سيكون له سبق الإمساك بالمناطق الرخوة منها، من دون تفرّد منه، بل إن الجيش سيمسك مخافر حدودية ومناطق مهمة أيضاً، فمهمة الحشد تكميلية". وهاجم العبيدي الذين يربطون موضوع تدخّل "الحشد" بملف الحدود السورية مع خارطة الطريق الإيرانية نحو دمشق، بالقول إنهم "يريدون خلط الأوراق لا أكثر وحديثهم يصب بصالح تنظيم داعش".

تجدر الإشارة إلى أن البرلمان العراقي صادق نهاية الشهر الماضي على قانون يشرّع مليشيات "الحشد" ويعتبرها قوة حكومية، ترتبط برئيس الوزراء، لا الجيش العراقي. كما تخوض فصائل "الحشد" منذ نحو الشهر، معارك واسعة في محيط تلعفر، بدعم جوي واسع من الطيران العراقي، بغية السيطرة عليها على الرغم من معارضة أنقرة مشاركة "الحشد" في المدينة ذات الغالبية التركمانية.

المساهمون