لقاء تطبيعي لشخصيات دينية فلسطينية وإسرائيلية بالقدس

لقاء تطبيعي لشخصيات دينية فلسطينية وإسرائيلية بالقدس

14 أكتوبر 2016
الهباش كان على رأس الوفد الفلسطيني (فيسبوك)
+ الخط -
رغم حالة الرفض في الشارع الفلسطيني للّقاءات التطبيعية بين الشخصيات الفلسطينية، والإسرائيلية، في ظل جرائم الاحتلال المتواصلة، لا سيما في الضفة الغربية المحتلة؛ إلا أن لقاءً تطبيعياً عقد، أمس الخميس، بين شخصيات فلسطينية دينية، على رأسها قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، وأخرى إسرائيلية تضمّ كبار الحاخامات، وباستضافه الرئيس الإسرائيلي الحالي، رؤوفين ريفلين.


وبحسب بيان نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن اللقاء جمع "كبار الزعماء الدينيين" من اليهود الإسرائيليين، والمسلمين الفلسطينيين، في مقر الرئيس الإسرائيلي في القدس المحتلة.

وجاء في البيان أن اللقاء يهدف إلى نبذ جميع أشكال العنف القائم على أساس ديني. وجاء تتويجاً لمبادرة قام بها "معهد واشنطن" استمرّت عاماً كاملاً، وقادها اثنان من باحثيه، هما ديفيد ماكوفسكي وكوفمان ديفيد بولوك، اللذان كرّسا عشرات الساعات لإجراء محادثات خاصة من أجل جمع هذا الفريق سويّة، حسبما ذكر البيان الصادر عن معهد واشنطن.

وقال ماكوفسكي وبولوك بحسب البيان: "إن انضمام زعماء يهود ومسلمين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية معاً في مقر رئيس إسرائيل يبعث رسالة سلام قوية في لحظة حرجة وحساسة".

وأضاف: "لقد شهدنا على مدى العام الماضي ارتفاعاً في حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين أدى إلى عواقب وخيمة. وبما أن الكثير من أعمال العنف التي وقعت في العام الماضي كانت بدوافع دينية، آمنا أنه من الحيوي أن يتحدث القادة الدينيون علناً".

وكشف البيان أنه كانت هناك لقاءات سابقة، مشيراً إلى أنه بمساعدة "مركز تنمية الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا"، جمع "معهد واشنطن" في مطلع عام 2016 الهباش، والحاخام موشيه ليختنشتاين، رئيس "المعهد الديني اليهودي هار عتصيون" في مدينة "غوش عتصيون" في الضفة الغربية، لمناقشة دور القادة الدينيين في التخفيف من حدة الصراعات.


وفي الجولات اللاحقة من المحادثات، جلب كل جانب ثلاثة زعماء دينيين إضافيين. وقد بدأ المشاركون يفهمون وجهة نظر الطرف الآخر حول الصراع، وكيف ينظر كل جانب إلى السرد الديني الخاص به، وأهمية قيام رجال الدين بالتحدث علناً ضد العنف المستلهم من الدين، وتعزيز التسامح والسلام.

وأشار "معهد واشنطن" إلى أنه يعتزم مواصلة هذا الحوار الذي وصفه بـ "الرفيع المستوى"، لإيجاد خطوات عملية إضافية لتخفيف حدة التوتر الديني.

من جهته، قال المدير التنفيذي للمعهد، روبرت ساتلوف، "نأمل أن تخلق هذه المبادرة آلية مستمرة للقيادتين الدينيتين الإسرائيلية والفلسطينية للتواصل مع بعضهما البعض والعمل بصورة متضافرة للحد من التوترات". وأضاف: " تؤكد هذه المبادرة، بطريقة صغيرة، على الفكرة العظيمة بأن الدين يمكن أن يكون أساساً للتعايش، وليس مجرد ذريعة للصراع".

وكان لقاء القدس المرة الأولى التي يجتمع فيها زعماء دينيون من اليهود الإسرائيلين والمسلمين الفلسطينيين وجهاً لوجه، خارج إطار لقاء موسع بين الأديان.

ومن أبرز المشاركين أحد أكبر حاخامات إسرائيل الحاخام (السفارديم)، إسحق يوسيف، وقادة من معهد ديني يهودي، ومن الجانب الفلسطيني، الهباش، يرافقه عدد من الشخصيات الدينية والرسمية.