لبنان: الأحزاب المسيحيّة مستمرة في رفض مبادرة الحريري

لبنان: الأحزاب المسيحيّة مستمرة في رفض مبادرة الحريري

06 ديسمبر 2015
المكوّنات المسيحية تواصل رفض تولّي فرنجية الرئاسة بلبنان(العربي الجديد)
+ الخط -

أصبحت الكرة في ملعب القوى المسيحية بعد المبادرة الرئاسية التي أطلقها زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، والتي تقضي بانتخاب حليف النظام السوري النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل حصول الحريري على رئاسة الحكومة. وفي ظلّ استمرار رفض المكوّنات المسيحية الأكبر، أي تكتل النائب ميشال عون وحزبا القوات اللبنانية والكتائب، لهذه المبادرة، تحاول الكنيسة المارونية تقريب وجهات النظر والضغط على الأحزاب المسيحية بغية وضع حد للشغور الرئاسي المستمر منذ مايو/أيار 2014.


وبينما دعا البطريرك الماروني، بشارة الراعي، إلى "درس المبادرة بجدية والتحاور والتشاور بشأنها"، خرج موقف واضح عن وزير الخارجية، صهر عون، جبران باسيل، قال فيه إنّ "التضحية بالذات من أجل الصالح العام هي واجب، إنما التضحية بالذات من أجل مصالح الآخرين هي تخلٍ عن الناس والقضية والمشروع".

ويظهر أن باسيل قصد بكلامه بطريقة غير مباشرة، النائب فرنجية من دون أن يسمّيه، ولو أنّ الأخير عضو في التكتل الذي يرأسه عون.

وبدا واضحاً في كلام باسيل الرفض العوني للمبادرة وإشارته إلى أنّ "مرحلة تقاسم الأدوار ولّت ولن نقبل بالفتات، لأننا أصحاب الحصة الشعبية وما يريد الناس"، في حين يعمل تيار المستقبل على إعداد سلّة سياسية لإرضاء عون يدخل فيها ملف القانون الانتخابي والحصص الوزارية.

في المقابل، قد يتوقف مصير هذه المبادرة عند موقف عون باعتبار أنّ حزب الله يصرّ على نيل موافقة الأخير وإرضائه، باعتبار عون المرشح الأول لفريق 8 آذار.

أما الصمت فيخيّم لدى حزبي القوات والكتائب، خصوصاً أنّ المبادرة انطلقت من حليفهم الأول، تيار المستقبل، وتطرح تنصيب رئيس مسيحي من أبرز صقور 8 آذار الثابتين على مواقفهم وتحالفاتهم مع النظام السوري وحزب الله. في حين كان طرف مسيحي رابع، هو رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، يطلق تجمعاً سياسياً جديداً باسم "لقاء الجمهورية" من دون أن يقارب الملف الرئاسي سوى من باب الحاجة إلى ملء الشغور والتمسك بثوابت عهده الرئاسي وتحديداً سياسة النأي بالنفس تجاه الأزمات التي تحيط بلبنان.

وأكد عضو كتلة القوات اللبنانية، النائب أنطوان زهرا، معارضة حزبه وصول فرنجية إلى الرئاسة، مشيراً إلى أنه "عندما نصل إلى المفاضلة بين المرشحين، سيكون لرئيس كتلة التغيير والإصلاح النائب ميشال عون الأولوية"، وهو ما يؤكد نية رئيس القوات، سمير جعجع، ترشيح عون (منافسه المسيحي الأول) في وجه فرنجية بهدف عرقلة المبادرة. كما عبر زهرا عن مأزق فعلي وقع فيه فريق 14 آذار بإشارته إلى أن الحريري "لم يتشاور معنا ولا مع غيرنا في شأن طبخة الرئاسة".

اقرأ أيضا: فرنجية أو الحرب؟

المساهمون