الكنيسة القبطية: نأمل في إجراءات تحمي المسيحيين

الكنيسة القبطية: نأمل في إجراءات تحمي المسيحيين

26 مايو 2017
اعتداء المنيا أودى بحياة 26 شخصاً (فيسبوك)
+ الخط -
أعربت الكنيسة القبطية المصرية، اليوم الجمعة، عن أملها في اتخاذ إجراءات لوقف العمليات الإرهابية التي تستهدف المسيحيين في مصر.

وقالت الكنيسة، في بيان أصدرته تعقيبًا على الحادث الذي وقع في مغاغة بالمنيا: "تلقينا بكل الألم والحزن أنباء ذلك الاعتداء الآثم الذي تعرض له مصريون أقباط في أثناء ذهابهم صباح اليوم، الجمعة، لنوال بركة أحد الأديرة، وأسفر عن عدد من الشهداء والجرحى في منطقة مغاغة في صعيد مصر".

وأضافت: "وإذ نواسي كل هذه الأسر المجروحة ونتألم مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية، التي هي أثمن ما نملكه، ونحفظه ونحميه. وإذ نقدّر سرعة استجابة المسؤولين والتعامل مع الحادث، فإننا نأمل اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تفادي خطر هذه الحوادث التي تشوّه صورة مصر، وتتسبب في آلام العديد من المصريين".

من جهته، قال أسقف مطرانية مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا، الأنبا أغاثون، إن بعض الناجين رووا له تفاصيل ما تعرضوا له، قائلين إن مسلحين يستقلون سيارتي دفع رباعي يرتدون ملابس مدنية وأغلبهم يرتدي أحذية ذات رقبة طويلة "بوت"، استوقفوا حافلة "بني سويف" بعد 4 كيلومترات من مدخل "المدق الرملي" المؤدي للدير. ثم سألوا الركاب "هل أنتم مسيحيون؟"، ولما أجابوهم بالإيجاب، قاموا بإنزال الرجال وقتلوهم بنيران أسلحتهم، بعد نهْب ما يحملونه من هواتف وأموال وما ترتديه النسوة من مشغولات ذهبية.

وأشار أغاثون، في تصريحات صحافية، إلى أن الناجين من الحادث قالوا إنه بعد انصراف الجناة، "سمعنا دويّ انفجار، وشاهدنا أدخنة عن بُعد، قد تدل على تفجير أو حرق إحدى المركبتين الأخريين بالحادث".

وهاجم مسلحون، ظهر الجمعة، حافلتين كانتا تقلان مسيحيين كانوا في طريقهم من محافظة بني سويف متوجهين إلى دير الأنبا صموئيل "المعترِف"، بالطريق الصحراوي الغربي أمام مركز العدوة، شمال محافظة المنيا، وأطلقوا عليهم الرصاص، ما أدى إلى سقوط 26 قتيلا و25 مصابا، بحسب متحدث رسمي باسم وزارة الصحة.

وقال شهود عيان إن مسلحين ملثمين أطلقوا الرصاص على الأقباط خلال توجههم للصلاة في دير "الأنبا صموئيل المعترف" بمنطقة جبل القلمون في الصحراء بغرب المنيا.



وأضافوا أن الضحايا كانوا يستقلون حافلتين وشاحنة صغيرة، وأن الملثمين أوقفوهم عند أول طريق غير ممهد يؤدي إلى الدير قبل أن يطلقوا عليهم النار.

ونظم المئات من أهالي ضحايا الحادث، مظاهرة أمام مستشفى مغاغة العام، نددوا فيها بالحادث الإرهابي الذي خلّف وراءه 26 قتيلا و27 مصابا. وردد المشاركون في المظاهرة هتافات، منها "بالروح والدم نفديك يا صليب"، و"يا نموت زيّهم يا نجيب حقهم"، وكثّفت سلطات الأمن من تواجدها أمام المستشفى.

وجاء الحادث بعد يومين من إصدار السفارة الأميركية بالقاهرة تحذيرا إلى رعاياها من هجوم إرهابي محتمل في مصر.

وقالت السفارة، الأربعاء، على موقعها، إنها على علم بوجود تهديد محتمل، وفقا لما نشره تنظيم "حسم" الإرهابي على الإنترنت.

وجاء في البيان: "السفارة ليست لديها أية معلومات أخرى حول هذا التهديد المحتمل، ولكنها على اتصال بالسلطات المصرية. وستقدم معلومات إضافية إذا توفرت".

وطالبت المواطنين الأميركيين الموجودين في مصر بـ"الاستمرار في اتباع ممارسات الأمن السليمة والالتزام بالمبادئ التوجيهية الأمنية المنصوص عليها في تحذير السفر لمصر والصادرة عن وزارة الخارجية في 23 ديسمبر/ (كانون الأول) 2016"، والذي ألزم المواطنين الأميركيين بتجنّب السفر إلى مناطق الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء باستثناء مدينة شرم الشيخ إلا عن طريق الجو.

وحذر تنظيم "داعش"، مطلع الشهر الجاري، المسلمين في مصر، من التواجد في أماكن تجمعات المسيحيين، وكذلك المصالح الحكومية، أو في منشآت الجيش والشرطة، مشيرا إلى أن التنظيم سيواصل الهجوم على مثل هذه الأهداف.