وزير خارجية قطر: هذا ما تعلمناه من الحصار

وزير خارجية قطر: تعلمنا من الحصار التقليل من التعويل على الجيران المباشرين

15 سبتمبر 2017
قطر تتمسك برفض الوصاية (محمد فرج/ الأناضول)
+ الخط -
قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الدرس الذي تعلمته دولة قطر من الحصار الجائر هو تقليل اعتمادها على جيرانها المباشرين، مشيرا إلى انفتاحها تجاريا على العديد من الدول، واصفاً الشراكة بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية بأنها وثيقة جداً.



وقال بن عبد الرحمن، في حوار مع صحيفة "لوتون" السويسرية وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن دولة قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في الخارج، ومركز قيادة التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش" الإرهابي، كما أن البلدين يعملان معاً في مجالات الأمن، ومكافحة الإرهاب، والدفاع، والاقتصاد.


وقال "إن دول الحصار تتهمنا بنشر أكاذيب حول المكالمة الهاتفية التي جرت بين حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وولي العهد السعودي، (محمد بن سلمان)، وهذا أمر غير مقبول"، موضحا أن أزمة الحصار لم تكن متوقعة، ولم تكن هناك أية مؤشرات على وقوعها.


ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قبل بضعة أيام فقط من بدء الأزمة حليفا قويا جدا لدولة قطر، مضيفاً أن كل ما حدث مدبر لتبرير الحصار، والأمر يتعلق بمجموعة من البلدان التي لا يمكن التنبؤ بأعمالها.


واعتبر وزير الخارجية أن اتفاق دول مجلس التعاون أمر ضروري لضمان عدم تعريض أمن الخليج للخطر، بالرغم من اختلاف وجهات نظرها بشأن عدد من القضايا.


كما أوضح أن دول الحصار لا ترغب في تبادل عقلاني للحجج "بل تريد أن تضعنا تحت الوصاية"، مضيفا "إننا دولة ذات سيادة، ولدينا نفس الحقوق التي تنعم بها المملكة العربية السعودية، بغض النظر عن حجم دولتنا أو قوتها".


وردا على سؤال حول العلاقات مع إيران، أكد وزير الخارجية أن دولة قطر ظلت تدافع منذ البداية عن فكرة تجاوز الخلافات مع إيران، عن طريق الحوار وليس المواجهة.


من جهة أخرى، قال محمد بن عبد الرحمن إن الشعوب العربية ثارت ضد الديكتاتوريات، "وكان علينا أن نتحرك عندما بدأت هذه الديكتاتوريات في قتل شعوبها"، موضحاً أن دولة قطر حاولت مساعدة هذه الأنظمة على إجراء بعض الإصلاحات، "لكن عندما فشلت هذه المحاولات وشرع الديكتاتوريون في قتل شعوبهم كان علينا أن نختار معسكرنا"، مضيفا "إننا اخترنا الشعوب".


وشدد وزير الخارجية على أن شعوب تلك الدول هي من أشعل ثورات الربيع العربي وليس قطر، مضيفاً أن "تلك الشعوب تستحق التقدير على هذا الإنجاز".


كما أشار إلى أن شعوب بلدان الربيع العربي كانت تؤمن بإمكانية التوصل إلى حلول سلمية، ولم يكن هناك إرهاب في تلك الفترة، موضحاً أن العنف بدأ عندما تعرضت هذه الشعوب لوحشية الأنظمة.


كما لفت إلى أن التنظيمات الإرهابية استفادت من هذا الوضع في تعزيز قواتها.


وحول علاقات قطر مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قال وزير الخارجية "إن الدول التي تتهمنا بدعم ما يصفونها بحركة إرهابية هي ذات الدول التي تدعم حماس"، مشيرا إلى أن أية مساعدة لشعب غزة هي موضع ترحيب لأن سكان القطاع بحاجة ماسة لها.


وأوضح أن لدى دولة قطر، مع بلدان عدة، غرفة عمليات مشتركة تعمل لصالح مجموعات معتدلة في سورية، قائلا "لا زلنا نؤمن بواقعية الآمال التي وُضعت في الجيش السوري الحر أو إعادة تنظيم القوات المعتدلة".


كما أشار إلى أن هناك التزاماً دولياً في هذا الصدد، لكن جزءاً من المجتمع الدولي يركز الآن على الكفاح ضد تنظيم "داعش"، ولم يعد يتحدث عن نظام بشار الأسد الذي قتل أكثر من 500 ألف شخص.


ورأى وزير الخارجية أن حل مسألة إدلب يكمن في إعادة تكوين المعارضة المعتدلة، وتزويدها بمزيد من الإمكانيات، مضيفاً أن عدم دعم المعارضة المعتدلة هو ما يسمح بالتحديد لـ"جبهة النصرة" بتعزيز نفوذها.

(العربي الجديد)