تركيا: الإفراج عن 5 مدانين بتهمة تدبير الانقلاب

تركيا: الإفراج عن 5 مدانين بتهمة تدبير الانقلاب

10 مارس 2014
المتهمون كانوا محتجزين في قضية قتل مسيحيين
+ الخط -

أفرجت السلطات التركية، اليوم الاثنين، عن خمسة رجال مدانين بتهمة تدبير انقلاب، وذلك بعد أيام من الإفراج عن القائد السابق للجيش الجنرال إيلكر باشبوج، في قضية تسلط الضوء على صراع السلطة بين رئيس الوزراء طيب أردوغان ورجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.

وكان الرجال الخمسة وهم :صحفي ومحاميان وضابط متقاعد برتبة كولونيل وزعيم عصابة مدان، من بين مئات المدانين في قضية "أرغنيكون" التي كان لها دور محوري في حملة أردوغان لتحطيم قوة الجيش السياسية.

وقضت المحكمة في اسطنبول بالإفراج عن الرجال الخمسة لأن البرلمان خفض في الآونة الأخيرة المدة القصوى للاحتجاز قبل الإدانة إلى خمس سنوات، وقد احتجزوا بالفعل مدداً أطول. وكان تخفيض المدة القصوى للاحتجاز ضمن تشريع يلغي المحاكم الخاصة التي استخدمت في نظر قضايا التآمر مثل قضية "أرغنيكون".

وأحد المحاميين اللذين أفرج عنهما هو البارسلان أرسلان، الذي سجن مدى الحياة لقتله قاضيا وإصابته أربعة آخرين في عام 2006. واتهم كذلك بالضلوع في مؤامرة "أرغنيكون". فيما المحامي الآخر هو كمال كرينشيز، القومي المتطرف المعروف بجهوده لتوجيه تهمة إهانة "القومية التركية" إلى الروائي الفائز بجائزة نوبل أورهان باموق وكتاب آخرين.

وقال الصحفي تونجاي أوزكان، عقب إطلاق سراحه بعد ست سنوات في السجن: "تركيا اليوم في وضع حرج للغاية مثل بلد على حافة هاوية. لا يمكن أن نتركها في أيدي لصوص وقتلة."

بدوره، كتب الصحفي مراد يتكن، في صحيفة "حرييت" اليومية أن الإفراج عن هؤلاء الرجال علامة على مناخ سياسي جديد في البلاد أوجده الصراع بين أردوغان وغولن. وأضاف "هذا المناخ الجديد سيكون له فيما يبدو مزيد من التأثير في الحياة السياسية مع اقتراب تركيا من الانتخابات البلدية المهمة في 30 آذار/ مارس".

ويمثل النزاع مع غولن واحدة من بين أكبر التحديات التي يواجهها أردوغان طوال مدة حكمه، خصوصاً بعد نشر تسجيلات صوتية بثها مجهولون على الإنترنت زاعمين أنها تكشف الفساد في حكومته.

وأدى إلغاء المحاكم الخاصة الذي كان دافعه رغبة أردوغان في تطهير القضاء من المتعاطفين مع غولن، إلى الافراج عن سجناء ضالعين في قضايا أخرى أيضا.

وأفرح يوم الخميس الماضي، عن متهم في قضية قتل الصحفي التركي الأرمني هرانت دينك. كما أفرج بأمر قضائي في بداية الأسبوع عن خمسة متهمين كانوا محتجزين في قضية قتل ثلاثة مسيحيين عام 2007.

وأثار الافراج عنهم القلق بين أبناء الأقلية المسيحية الصغيرة في تركيا. وكتب الكاتب في صحيفة "توداي زمان" التي تصدر بالإنكليزية، يافوز بيدر: "الإفراج عن بعض (المتهمين) قد يكون مبررا لأن احتجاز الناس خمس سنوات لا مبرر له بطبيعة الحال. لكن المسألة الأساسية هي أنه بعد المقامرة اليائسة التي أقدم عليها أردوغان من أجل البقاء من خلال استغلال العيوب التي عفا عليها الزمان في النظام القضائي، ندخل الآن مرحلة بالغة الدقة. قد تكون لها عواقب مروعة".