"لوموند" تواصل الانحياز لإسرائيل: حرب غزة حققت أهدافها

"لوموند" تواصل الانحياز لإسرائيل: حرب غزة حققت أهدافها

07 اغسطس 2014
هذا ما حققه العدوان على غزة (سعيد خطيب/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تابعت صحيفة "لوموند" الفرنسية، سيرها في خط السياسة الغربية الاعتيادية التي تتبنى الرواية الإسرائيلية في كل الأحداث، إذ لجأت في افتتاحيتها اليوم الخميس، إلى معالجة العدوان على غزة من وجهة نظر إسرائيلية.

ورغم أن الصحيفة الفرنسية عنونت افتتاحيتها بـ"يجب رفع الحصار عن غزة"، ما يوحي بأنها أدركت أخيراً مسؤولية إسرائيل عن هذه المأساة، لكن الأمر ليس بهذه البساطة. ولعلّ مجرد النظر إلى هذه الحرب باعتبارها حرباً بين حركة "حماس" (وحدها من دون باقي الفصائل الفلسطينية) وإسرائيل، تبنٍّ كامل للرؤية الإسرائيلية للصراع.

ورأت الصحيفة الفرنسية أن هذه الحرب الثالثة على غزة انتهت من دون منتصر حقيقي. وبعدما استعرضت عدد الضحايا الفلسطينيين الكبير، لم تنسَ أن تذكُر القذائف الفلسطينية التي تسببت في مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين.

وتبّنت الصحيفة الرواية الإسرائيلية بالقول إن "إسرائيل حققت هدفها من خلال تدمير ثلث القذائف التي يُفترض أن الحركة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تمتلكها، و(ثلث آخر أطلقته الحركة أثناء الصراع)، ودمّرت نحو ثلاثين نفقاً".

ولكنها لفتت الى أن "الخسائر العسكرية الإسرائيلية (64 جندياً) مرتفعة بشكل واضح مقارنةً مع العمليات السابقة. وهو ما يشهد على تعزيز "حماس" قدراتها العسكرية، رغم الحصار الذي خضعت له".

ولم يفت الصحيفة الفرنسية أن تمرّ على ذكر "أصوات ترتفع في إسرائيل متأسِّفة من عدم إنهاء العمل"، كما لو أنه "بالإمكان القضاء على حماس، كما لو أن قطاع غزة يمكن أن يختفي في البحر المتوسط".

وتحدثت "لوموند" عن المجتمع الإسرائيلي الذي أعمت بصيرته القوة العسكرية والتفوق التكنولوجي، والعاجز عن التفكير في القضية الفلسطينية بتعابير سياسية بدل التعابير الأمنية.
ورأت أن "الحرب التي أصبحت في إسرائيل إقطاعية لقيادة أركان متحررة من الوصاية السياسية، يلجأ إليها العسكر بشكل أوتوماتيكي من دون المرور على السياسيين".

وكشفت الصحيفة عن موقفها المنحاز للرؤية الإسرائيلية حين كتبت: "وهكذا لا يستطيع سكان غزة، الذين ليس لديهم ما يخسرونه، سوى الانتماء للخطاب العدميّ لحركة حماس، الذي يَعِدُ بمعاقبة عدوّ غير مرئيّ، مُحْتَمٍ خلف طائرات من دون طيّار وحواجز إلكترونية، مقابل الحياة الأبدية".

واعترفت الصحيفة أن اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بوقف العملية العسكرية الإسرائيلية مقابل العودة إلى الهدوء غير كافٍ. ولكنها وضعت الضحية في نفس مقام الجلاد، إذ حمّلت الفلسطينيين المضطَهَدِين والمُحاصَرين، جزءاً من المسؤولية في تنفيذ الاعتداءات، بقولها: "يجب الخروج من هذه المعادلة المُهينة اعتداء ــ انتقام، التي تطبع حياة سكان غزة، منذ الانسحاب الإسرائيلي سنة 2005".

وختمت الصحيفة، المحسوبة على اليسار، افتتاحيتها بخلاصة خبيثة تقول: "وحدها المفاوضات حول حصار غزة ستتيح تغيير مقاربة هذه الدورة الجهنمية، من خلال منح سكان غزة أسباب تكريس حياتهم للتنمية بدل كُره الذين يمنعونهم. إن هذا هو رهان المفاوضات المقبلة في مصر وورشة إعادة البناء الكبيرة التي تعلن عن نفسها".