ملك الأردن يعود لعمّان بعد 40 يوماً من الشائعات

ملك الأردن يعود إلى عمّان بعد 40 يوماً من الشائعات

02 اغسطس 2018
عاد ملك الأردن من زيارة للولايات المتحدة(ماندل نغان/فرانس برس)
+ الخط -

عاد الملك عبد الله الثاني، مساء أمس الأربعاء، إلى عمّان، بعد زيارةٍ خاصة للولايات المتحدة، وفق وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، وبعد الكثير من اللغط الذي أثاره غيابه عن البلاد لمدة شهر تقريباً، وتكاثر الشائعات حول أسبابه، لا سيما تلك التي اعتبرت أن زيارته الأميركية مرتبطة بـ"صفقة القرن".

وكانت قد انتشرت عبر مواقع التواصل بكثافة تغريدة للباحث والإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، التي زعم فيها أن الملك الأردني سعى، خلال زيارته، لإقناع واشنطن بتسليم ولي العهد الأمير حسين الحكم، مقابل تنازلات في "الصفقة".

وأمس، عاد الجدل مجدداً حول غياب الملك قبيل عودته إلى عمان، بعدما نشرت صحيفة "الرأي" الأردنية الرسمية على صفحتها الرئيسية، مقالاً للكاتب أحمد سلامة بعنوان "أين الملك.. لماذا السؤال؟"، لاقى ردود فعل واسعة وسخط المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد وصف الكاتب من يثيرون التساؤلات حول سفر الملك بـ"ديدان الأرض".

وحملت المقالة العديد من العناوين الفرعية، أبرزها "ديدان الأرض"، و"هوس الخارج"، "يدبرون لزعزعة آخر مملكة حب للعرب"، "سورية لم تسقط بسبب عروبتها ومواقفها فقط، لو رخى الأردن الزناد عن الزناد لما وصلت دبابة سورية لدرعا".

وجاء في المقال "إن الأرض تميد من تحتنا بفتنة وإشاعات متوحشة أيقظت الغرائز ليحمل الرذاذ إلى الرذاذ مادة تملأ الفراغ بجنون وهوس، ظنّ دعاته أنهم إن اجتمعوا على سؤال أين الملك، يخدعون الأردنيين ويحققون مرادهم من التشكيك بقائد الوطن".

من جهتها، كتبت الصحافية الأردنية رنا صبّاغ عبر صفحتها على "فيسبوك" أنه "كان بالإمكان تدارك كل هذه التداعيات لو أُبلغ الشعب بأن الملك في إجازة سنوية خاصة ستستغرق كذا زمن من الوقت، لأن هذا من حقه ومن حق أي إنسان، فالشائعات تتكاثر نتيجة غياب المعلومة أو عدم وضوح المعلومة".

وحول مقال سلامة، رأت أنه "من الظلم أن يقوم أستاذ شاخ في هذه، أن يكتب بهذه العمومية والفجاجة، وأن تُستخدم أوصافٌ ومصطلحات تمسّ جميع القراء من دون تمييز مثل ديدان الأرض والمؤامرة الدنيئة، أو غيرها مثل ضغوطات الرذاذ ومدبري زعزعة آخر مملكة حب للعرب".

وأضافت صباغ "ربما تكاثرت الإشاعات بسبب قلة المعلومات. فالملك ذهب للقاء ترامب قبل أكثر من شهر، كما قال الخبر الرسمي عند المغادرة، وسياق المغادرة جاء بعد زيارات لجاريد كوشنير (صهر ترامب ومستشاره) وجايسون غرينبلات (المبعوث الأميركي للسلام)، ووصول ومغادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس استخباراته، وصائب عريقات ورئيس الاستخبارات الفلسطينية، ثم غطّت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية الزيارة الملكية إلى واشنطن- الرابعة هذا العام- وبعد ذلك بدأت على ما يبدو إجازة الملك السنوية الخاصة، وهي حق له ولعائلته، نقطة على السطر".


ويمرّ الأردن بمنعطف حاسم في مواجهة الفساد، خاصة بعد الكشف عن تهرب ضريبي تصل قيمته إلى مئات الملايين، ويحتاج إلى عمل مشترك من جميع مؤسسات الدولة لمواجهته، ما أثار العديد من التساؤلات حول كيفية وصول الأمور إلى هذا الحد، في ظلّ مطالبة شعبية واسعة بمحاسبة كل من تستّر على الفساد في المرحلة الماضية.