بنس يدعو مجلس الأمن لدعم غوايدو رئيساً لفنزويلا

بنس يدعو مجلس الأمن لدعم غوايدو.. وفنزويلا ترد: أميركا تمهد للغزو

10 ابريل 2019
بنس خلال كلمته غير المعلنة بمجلس الأمن (أتيلغان أوزديل/الأناضول)
+ الخط -
ناشد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، اليوم الأربعاء، مجلس الأمن للوقوف إلى جانب رئيس المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، والاعتراف به كرئيس لفنزويلا بدلاً من الرئيس الحالي نيكولاس مادورو. 

وجاءت أقوال بنس خلال جلسة عقدها مجلس الأمن لنقاش الوضع الإنساني في فنزويلا

وحضر نائب الرئيس الأميركي الاجتماع بشكل مفاجئ، إذ لم يعلن عن ذلك. 

ودخل نائب الرئيس الأميركي القاعة متأخراً بعدما قدم عدد من المسؤولين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إحاطاتهم. 

وخرج بنس من قاعة الاجتماعات حالما أنهى كلمته دون الاستماع لأي من ممثلي الدول الأعضاء وما كانوا سيقولونه. 

وقال بنس إن "آلاف الأطفال في فنزويلا يتضورون جوعاً"، وتحدث عن نزوح ثلاثة ملايين فنزويلي بسبب تدهور الأوضاع، متهماً حكومة مادورو بأنها "تهدد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة"، ووصف الرئيس الفنزويلي بـ"الدكتاتور الذي يدمر بلاده"، وأن "الشعب الفنزويلي ينتفض" ضده. 

ووصف فنزويلا بـ"البلد الفاشل"، ووجه الاتهامات لـ"حزب الله" اللبناني، مدعياً أنه ينشط في فنزويلا. 

وأضاف: "إن الرئيس الأميركي قال إن الحرب قد بدأت قبل ثلاثة أشهر عندما وقف نيكولاس مادورو ضد الرئيس خوان غوايدو (رئيس المعارضة)"، وأكد أن بلاده تتعامل مع غوايدو كممثل لفنزويلا. 

وعبر عن فخر بلاده لكونها أول دولة تعترف بخوان غوايدو كرئيس لفنزويلا، بعدما أعلن نفسه رئيساً للبلاد. 

ووجه بنس اتهامات للصين وروسيا بدعم حكومة مادورو والحيلولة دون إصدار مجلس الأمن قرار إدخال المساعدات الإنسانية الأميركية إلى البلاد، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة وضعت عشرات المنظمات الموالية لمادورو، كما أفراد في حكومته، على قائمة الأفراد الممنوعين من الدخول إلى الولايات المتحدة". 

وقال بنس إن بلاده صاغت مشروع قرار لمجلس الأمن يصادق على الاعتراف الدولي برئيس المعارضة خوان غوايدو كرئيس لفنزويلا بدلاً من نيكولاس مادورو. 

وشدد نائب الرئيس الأميركي متحدثاً للسفير الفنزويلي، صاموئيل مونكادا: "مع احترامي لك، ولكن مكانك ليس هنا. عليك العودة لفنزويلا والقول لمادورو إن وقته قد انتهى"، ثم ناشد مجلس الأمن بقبول ممثل رئيس المعارضة كسفير لفنزويلا بدلاً من السفير الحالي ممثل الحكومة والمعترف به من قبل الأمم المتحدة كممثل رسمي للبلاد.

في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، رداً على أسئلة لـ"العربي الجديد" حول تصريحات نائب الرئيس الأميركي، إن الجهة المسؤولة عن تحديد من هو سفير فنزويلا للأمم المتحدة هي لجنة مختصة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وحتى الآن السفير المعتمد، والذي صادقت عليه، هو سفير حكومة مادورو. 

فنزويلا: بنس يمهد للغزو
وعلى صعيد متصل، اتهم مندوب فنزويلا الدائم لدى الأمم المتحدة، صموئيل مونكاد، الأربعاء، بنس بـ"التمهيد لغزو" بلاده، واغتصاب حقوق الشعب الفنزويلي.

وقال مونكاد موجهاً حديثه لأعضاء المجلس: "إن ما نشهده اليوم هو تمهيد لغزو فنزويلا.. إنهم يغتصبون حقوق شعبنا ويعتبرون الأمم المتحدة نادياً وليس منظمة دولية". وأردف قائلاً: "وجودي في هذه القاعة مشروع تماماً، لأنني أستمد شرعيتي من حكومتي المعترف بها في هذه المنظمة الدولية". 

وسخر السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، من الإحاطة التي قدمتها إحدى الطبيبات التي تحدثت عن انتشار الحصبة، طالباً منها النظر إلى انتشار الحصبة في نيويورك التي أعلنت حالة الطوارئ اليوم، ثم عبر عن امتعاضه لعدم مكوث نائب الرئيس الأميركي في القاعة والاستماع لما تريد أن تقوله الدول الأخرى. 

وقال نيبينزيا إن ما يحدث اليوم في مجلس الأمن هو "هجوم مشابه لما حدث في الماضي ضد دول عديدة"، مضيفاً أن "على الولايات المتحدة أن توقف التدخل في شؤون الدول الأخرى".    

أوضاع إنسانية

وقال ممثل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، إن هناك أزمة إنسانية جدية في فنزويلا، وأن "الأمم المتحدة مستعدة وقادرة على الاستجابة لها بموجب مبادئ العمل الإنساني".  

وأكد لوكوك أن "الوضع الإنساني في فنزويلا ازداد سوءاً منذ آخر إحاطة قدمها مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن في 26 من فبراير/ شباط الأخير، إثر انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في البلاد". وقال إن "المستشفيات تجد صعوبة في تنفيذ العمليات الجراحية الأساسية، كما الحفاظ على خدمات العناية المركزة وعلاج غسيل الكلى". 

وأشار كذلك، إلى استمرار التراجع الاقتصادي، بما فيها القدرة الشرائية للفنزويليين، بسبب التضخم غير المسبوق الذي تشهده البلاد. 

وقدرت الأمم المتحدة أن هناك سبعة ملايين شخص في فنزويلا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، أي قرابة 25 بالمائة من السكان في البلاد، وذلك على الرغم من توزيع الحكومة الفنزويلية المساعدات على قرابة 6 ملايين شخص في البلاد.   

وحذر لوكوك من حجم التضخم الذي تشهده فنزويلا، مشيرا إلى وجود قرابة مليون طفل فنزويلي لا يذهبون إلى المدارس بسبب الأزمة، ولأسباب عديدة، من بينها عدم مقدرة العائلات على تحمل تكاليف النقل أو الملابس التي يحتاجها أطفالهم. 

وتحدث المسؤول الأممي عن نزوح قرابة 3.4 ملايين فنزويلي عن بلادهم بسبب الأزمة التي تشهدها البلاد.