السباق العسكري بسورية: واشنطن تنشئ قاعدتين بعين العرب والرميلان

السباق العسكري بسورية: واشنطن تنشئ قاعدتين بعين العرب والرميلان

27 يوليو 2016
سباق بين أميركا وفرنسا وروسيا لتعزيز الحضور العسكري(كريم كوكلار/الأناضول)
+ الخط -

في سياق السباق المحموم بين الدول الكبرى لـ"احتلال سورية"، أنهت الولايات المتحدة بناء قاعدة جوية عسكرية جنوب مدينة عين العرب ( كوباني) شمالي سورية، حيث ذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد أن القاعدة أنشئت في بلدة سِبت، قرب صوامع بلدة مصرين، جنوب مدينة عين العرب، بحوالي 35 كيلومترا، وقد انتهت عمليات تجهيزها التي امتدت لعدة أشهر، وتضم مطارا وقاعدة عسكرية للدعم اللوجستي، ومهبطا للطائرات المروحية.

وتوقع المصدر أن يكون للقاعدة الجديدة دور في الدعم الجوي لـ"قوات سورية الديمقراطية"، التي تقودها "وحدات الحماية" الكردية، في معارك منبج شمال شرق حلب.

وكانت مصادر ذكرت أن القوات الأميركية غيّرت موقع القاعدة من قرية خراب عشك، الواقعة على بعد 50 كيلومترا جنوب شرق عين العرب (كوباني)، إلى قرية سِبت بسبب اعتراضات تركية.

وفي السياق نفسه، شرعت قوات التحالف الدولي في استخدام مطار رميلان، شمالي الحسكة، كقاعدة جوية للطائرات المشاركة في المعارك ضد تنظيم "داعش"، بحسب مصادر كردية.

ويقع المطار جنوب شرقي مدينة الرميلان النفطية، حيث يوجد أكبر حقل نفطي في سورية، وتسيطر عيله وحدات "حماية الشعب" الكردية.

وذكرت وسائل إعلام كردية محلية، أن واشنطن حولت مطار أبو حجر، جنوب شرق مدينة الرميلان النفطية، إلى قاعدة، مشيرةً إلى أن فنّيين أمريكيين عملوا على توسعة المطار وتجهيزه بمدرجات مخصصة للطيران الحربي، يصل طولها إلى 2500 متر.

كما نشر معهد "ستراتفور" للتحليلات الأمنية صوراً التقطت بواسطة أقمار صناعية، قال إنها لتوسعة مدرج طائرات مهجور ببلدة رميلان. وتوضح أن واشنطن تمدّ المدرج من 700 إلى 1300 متر.  

وكان المطار قبل الثورة السورية مهبطاً للطائرات الزراعية، وتابعاً للحكومة السورية، وسيطرت عليه "وحدات حماية الشعب" الكردية منذ أكثر من عامين.

ويساعد تطوير هذا المطار وتحسين بينته التحتية، وفقا للمعهد، "قوات سورية الديمقراطية" على تكثيف هجماتها ضد تنظيم "داعش" بمساعدة أميركية، حيث يمكّن الطائرات الأميركية المحملة بالأسلحة من الإقلاع والهبوط بدلا من إلقائها جوا.

كما تواصل فرنسا بناء قاعدة عسكرية لقواتها في مدينة عين العرب، وفق ما ذكر مصدر كردي لوكالة "سبوتنيك" الروسية، التي أكدت أن "الفرنسيين بدأوا ببناء قاعدة على غرار القاعدة الأميركية"، مشيرة إلى أنها ستبنى على هضبة مشتى نور، المطلة على مدينة عين العرب من الجهة الجنوبية الشرقية، وتتضمن إنشاء إقامة الخبراء والمستشارين العسكريين الفرنسيين الموجودين في المنطقة.

كما تحدث المصدر عن وجود خبراء فرنسيين وبريطانيين في ريف منبج إلى جانب الخبراء الأميركيين الذين يقدمون المشورة لـ"قوات سورية الديمقراطية" في حربها ضد تنظيم "داعش".

وكانت وزارة الدفاع الفرنسية قد أكدت وجود جنود فرنسيين "يقدمون المشورة" لـ"قوات سورية الديمقراطية" التي تقاتل في كل من منبج والرقة.

من جهته، قال الصحافي عدنان الحسين، لـ"العربي الجديد"، إن القوى الكردية المسيطرة على عين العرب (كوباني) لديها رغبه في توطيد نفوذها، لذلك تشجع على بناء المزيد من القواعد الأجنبية في المنطقة "على أمل تحويل تحالفاتها مع القوى الدولية إلى تحالفات استراتيجية، وليس وقتية ومرحلية، إضافة الى محاولة تثبيت وجودها في المنطقة، عبر فرض أنفسهم كحليف، في الوقت الذي يسعى الأميركيون إلى الحصول على حصتهم من الكعكة السورية تحت حجة قتال تنظيم "داعش" ومحاولة لكبح روسيا في سورية".

وأضاف الحسين أن "القرار بهذا الشأن ليس بيد القوى الكردية، بل بيد القوى الأجنبية، التي تعمل وفق اعتباراتها العسكرية والسياسية، ولا تقيم أي اعتبار لا للقوى الكردية ولا للنظام في دمشق، الذي لا يكف عن التغني بالاستقلال والسيادة الوطنية".

ولاحظ المتحدث أن عمليات بناء القواعد الأجنبية في عين العرب تتم بوتيرة أسرع بكثير من عمليات إعادة إعمار المدينة، التي تعرضت لتدمير كبير خلال عملية استعادتها من "تنظيم الدولة" مطلع العام الماضي.

أما الوجود الأكبر للقواعد والقوى الأجنبية في سورية، فما زال لروسيا التي تواصل بناء قواعد جديدة لها، أو استلام قواعد عسكرية جاهزة من النظام السوري، وتقوم بإدخال تحسينات عليها. 

وقد استلم الروس، قبل فترة، قاعدة اسطامو الجوية للحوامات بريف جبلة، في محافظة اللاذقية الساحلية. 

ومن المعروف أن قاعدة حميميم في مدينة اللاذقية هي أكبر القواعد العسكرية الروسية في سورية.

كما أقامت روسيا قواعد عسكرية أخرى في أنحاء مختلفة من سورية، وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، في وقت سابق، إن المقاتلات الروسية تقلع حاليا من أربع قواعد، لافتًا إلى أن عددا من أطقم تشغيل منصات إطلاق الصواريخ وبطاريات المدفعية طويلة المدى منتشرة خارج القواعد.

وأشار إلى أن القواعد الثلاث الأخرى، وهي حماة وطياس والشعيرات، تستخدم للطائرات المروحية القتالية، كما أنشأت روسيا قاعدة في القامشلي تبعد نحو 50 كيلومترا فقط عن المطار، الذي أقامته واشنطن ببلدة رميلان بمحافظة الحسكة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الروسية لا تزال تحتفظ بقاعدتها العسكرية في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، بعد أشهر من تمكن قوات النظام، مدعومة بالخبراء الروس والطائرات الروسية، من استعادة السيطرة على المدينة.

وكانت معلومات من مصادر في محافظة حمص قد ذكرت أن روسيا بدأت العمل على إنشاء قاعدة عسكرية داخل مطار الشعيرات في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بهدف تعزيز وجودها وسط سورية.

المساهمون