تضامن فرنسي مع ألمانيا واستنفار أمني بالتزامن مع الأعياد

تضامن فرنسي مع ألمانيا واستنفار أمني بالتزامن مع الأعياد

20 ديسمبر 2016
انتشرت الشرطة الفرنسية لحماية الأسواق في الأعياد (Getty)
+ الخط -
أكد وزير الداخلية الفرنسي الجديد، برنو لورو، غداة اعتداء برلين، اليوم الثلاثاء، أن "أجهزة الأمن الفرنسية في حالة استنفار، لضمان الأمن بمناسبة أعياد نهاية السنة"، داعياً الفرنسيين إلى "التزام المزيد من الحذر من دون الانسياق في أجواء الخوف والرعب".

وصرح لورو بأن "المصالح الأمنية اتخذت إجراءات خاصة، منها نشر المئات من رجال الشرطة بالزي المدني، لحماية أسواق عيد الميلاد المنتشرة بكثرة في مختلف المدن الفرنسية والتي تلقى إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين والسياح، وأيضا المراكز التجارية الكبرى التي تشهد رواجا ملحوظا بمناسبة الأعياد".

وأعلن لورو أنه سيقوم قريباً بزيارة تفقدية إلى سوق أعياد الميلاد في مدينة ستراسبورغ، وهو أكبر سوق من نوعه في فرنسا، ويقصده مئات الآلاف من الفرنسيين والسياح الألمان، نظرا لقربه من الحدود الألمانية.

وذكر الوزير أنه فور تعيينه الأسبوع الماضي على رأس وزارة الداخلية خلفا لبرنار كازنوف، بعث بمذكرة إلى كافة المصالح الأمنية أعطى فيها الأوامر لتشديد الحراسة على أماكن العبادة المسيحية واليهودية والإسلامية، من أجل ضمان الأمن وردع أي هجمات إرهابية محتملة.

ورأى الوزير الفرنسي أن الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين "لا يستهدف فقط رمزا دينيا مسيحيا، بل أيضا احتفالا شعبيا يحظى بإقبال جماهيري كبير".

ومنذ اعتداء نيس، الذي تمثل بعملية دهس بالشاحنة ضد الحشود المحتفلة بالعيد الوطني، خلّفت عشرات القتلى والجرحى، اتخذت السلطات الفرنسية إجراءات أمنية مشددة لحماية الأسواق والتجمعات الحاشدة من عمليات دهس محتملة.

وقامت الشرطة بوضع متاريس إسمنتية ضخمة لحماية سوق أعياد الميلاد بجادة الشانزيليزيه التي من المفترض أن تستقبل 13 مليون زائر هذا العام.

كما تم اتخاذ إجراءات أمنية مشدد لحراسة سوق أعياد الميلاد بمدينة ستراسبورغ، وهو أقدم وأشهر سوق من هذا النوع في فرنسا، وسبق أن كان هدفا للعديد من التهديدات الإرهابية.

وتمت حماية السوق بعشرات كاميرات المراقبة وسواتر من الإسمنت وشاحنات قمامة وإغلاق كل المنافذ المؤدية إليه مع انتشار كثيف لحوالي 900 شرطي.

وعبّرت العديد من الشخصيات السياسية الفرنسية من اليمين واليسار عن تضامنها مع ألمانيا بعد اعتداء برلين، وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، سباقا إلى نشر بيان عبّر فيه، ليل أمس الاثنين، عن "مساندته المطلقة للسلطات الألمانية والشعب الألماني في مواجهة اعتداء برلين"، مؤكدا أن "فرنسا تشارك الشعب الألماني في الحداد".

وبعث معظم المرشحين للانتخابات الرئاسية في صفوف اليمين واليسار ببرقيات تضامن مع الألمان، ومن بينهم رئيس الوزراء السابق، مانويل فالس، ومرشح المعارضة اليمينية فرانسوا فيون، ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، وأيضا إيمانويل ماكرون.

وتميز رد فعل اليمين المتطرف بالهجوم على سياسة الهجرة، التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بحيث اعتبر العديد من رموزه، مثل رئيس بلدية بيزييه آلان مينرار، أن "كون منفذ الاعتداء مهاجر باكستاني وفد أخيراً إلى الأراضي الألمانية يعكس مدى مسؤولية السلطات عن هذا الاعتداء بسبب القبول بمبدأ استقبال اللاجئين والمهاجرين".