مفاجآت سليماني

مفاجآت سليماني

07 يونيو 2015
+ الخط -
وعدنا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أنه يُعدّ وجيش النظام السوري، لمفاجأة سيتوقف عندها العالم كله. وبعد ساعات على هذا التصريح، اعترفت قيادات عكسرية سورية نظامية بدخول آلاف المقاتلين الإيرانيين إلى دمشق لمساعدة النظام في الدفاع عن دمشق، بالإضافة إلى أعداد أخرى باتت منتشرة في مناطق الساحل السوري لمحاولة استعادة بعض ما خسرته جماعة بشار الأسد في الأسابيع الماضية.

سياسة البراميل مستمرة منذ أكثر من عامين، ولم تفلح في وقف تحرير المدن والبلدات كما حصل في جنوبي وشمالي سورية على حدّ سواء. في السياسة النظامية للقتل بالبراميل المتفجرة، تنفيس عن صدور قيادة البعث والشبّيحة، ومنها يستمدّون الثقة بأنهم لا يزالون قادرين على الترهيب. أي أنهم صامدون ويمارسون مهامهم على الرغم من كل التطورات الحاصلة ميدانياً وجغرافياً، فتأتي المفاجآت الإيرانية لتدعم هذا "الصمود".

دخول الجيش الإيراني على الخط بهذا الشكل يؤكد أنّه لم يتبقّ الكثير من عمر النظام. والآن المطلوب تجهيز كل هذا الدعم وحشد هذه الآلاف للحلول مكان الأسد وقيادته في لحظة السقوط المنتظرة. يريد حلفاء النظام المحافظة عليه بأي شكل من الأشكال، حتى لو تحوّل إلى مجرّد هيكل عظمي لا روح ولا إحاسيس فيه. المطلوب المحافظة على هذه العظام المتحركة حتى لو كان الثمن إرسال مئات الإيرانيين إلى الموت. يخوض الإيرانيون، ومن معهم من مليشيات مذهبية، آخر المعارك في سورية. لهذا السبب تعيش هذه المليشيات حالة التوتر والشراسة المطلقة التي ظهرت أخيراً، مثلاً، على قيادة حزب الله والمسؤولين فيه.

تكثّفت الإطلالات الإعلامية للأمين العام للحزب، وارتفعت وتيرة الانتصارات الوهمية وتحرير التلال في قرى القلمون، على الحدود بين لبنان وسورية، حتى قيل إنّ حزب الله ولكثرة التلال التي بات يسيطر عليها، سيصبح قريباً في جبال الهيمالايا. ينعكس هذا التوتر أيضاً على الساحة اللبنانية، شللاً في الحكومة وتمهيداً لمعارك سياسية أخرى. فقد يكون إشعال هذه الساحة من المفاجآت التي يعدنا بها قاسم سليماني.