نيكاراغوا: طريق واشنطن يمرّ باستئناف العلاقات مع تل أبيب

نيكاراغوا: طريق واشنطن يمرّ باستئناف العلاقات مع تل أبيب

01 ابريل 2017
قطع العلاقات يعود للهجوم على "أسطول الحرية"(هيكتور ريتامال/فرانس برس)
+ الخط -
تجسيداً للقاعدة التي تتبعها بعض الدول، والقائلة إنّ الطريق إلى واشنطن يمرّ بتل أبيب، قرّرت نيكاراغوا، الدولة اللاتينية التي تخضع لحكم اليسار، استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. ونظراً لأنّ نيكاراغوا كانت من أكثر دول العالم انتقاداً للسياسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، فقد حرص رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، على إحاطة إعلانه عن استئناف العلاقات معها، بغلاف من الإثارة والتشويق، من خلال تعمّده عدم الكشف عن اسم هذه الدولة، والطلب من الصحافيين الانتظار حتى أواسط الأسبوع الجاري، ليتمّ الإعلان بشكلٍ رسمي عن هذا التطور.

وكشف كلٌّ من موقع "وللا"، وصحيفة "هآرتس"، أنّ الحديث يدور عن نيكاراغوا، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية بإسرائيل عام 2010، في أعقاب قيام إسرائيل بمهاجمة "أسطول الحرية" واقتحام سفينة مرمرة التركية، وقتل تسعة من نشطاء السلام الأتراك.

وكانت نيكاراغوا، الدولة الوحيدة إلى جانب تركيا التي قرّرت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، في أعقاب أحداث مرمرة. وقد ربطت صحيفة "هآرتس" بين قرار حكومة اليسار في ماناغوا استئناف العلاقات مع تل أبيب، وميلها للتقرّب من الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، فقد اكتشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل عام، أنّ لدى نيكارغوا رغبة في استئناف العلاقات مع إسرائيل، على اعتبار أنّ مثل هذه الخطوة تحسّن فرص تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي تقرير أعدّه معلّقها السياسي، بارك رفيد، ونشره موقعها، اليوم السبت، أشارت "هآرتس" إلى أنّ الاتفاق على استئناف العلاقات مع نيكاراغوا، جاء نتاج عام من مفاوضات سرية استمرّت لنحو عام بوساطة دولة ثالثة، من أميركا اللاتينية تحتفظ بعلاقات جيدة مع إسرائيل، إلى جانب دورٍ لرجال أعمال، لم يتمّ تحديد هوياتهم أو الدول التي ينتمون إليها.

ووفقاً للتقرير، فإنّ نيكاراغوا قد وافقت على استئناف العلاقات مع إسرائيل، بعد أن تعهّدت الأخيرة بتقديم مساعدات اقتصادية ومدنية لها. وبحسب "هآرتس"، فإنّ إسرائيل حصلت قبل عام على معلومات مفادها أنّ رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا، معنيّ بالتقارب مع إدارة الرئيس، باراك أوباما، بهدف تحسين فرص جذب استثمارات أجنبية، لا سيما في مجال البنى التحتية في مسعى لتحسين أوضاع بلاده الاقتصادية.

وفي هذا السياق، لفتت "هآرتس"، إلى أنّ رئيس شعبة أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الإسرائيلي مودي إفرايم، قام بزيارات مكوكية لمانغوا للتباحث مع حكومتها حول ظروف استئناف العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أنّ إفرايم التقى تحديداً مع مساعدي الرئيس أورتيغا، وبعد ذلك مع وزير الخارجية.

وبحسب الصحيفة، فقد تمّ الاتفاق بين الجانبين في المرحلة الأولى، على إعلان نيكاراغوا موافقتها على استئناف العلاقات مع إسرائيل بدون شروط مسبقة، وفي المرحلة الثانية تدرس إسرائيل منح نيكاراغوا مساعدات تقنية مباشرة في مجال البنى التحتية والمياه، وبشكلٍ غير مباشر تشجّع رجال أعمال إسرائيليين على الاستثمار في نيكارغوا.

ونقل الكاتب رفيد، عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله، إنّ نيكاراغوا لم تبد حرصاً على تلقّي الدعم العسكري من إسرائيل، مضيفاً أنّ إسرائيل تراهن على توظيف المساعدات التي ستقدّمها لنيكارغوا، في تقليص ارتباطها بإيران، والمسّ بحماسها لدعم القضية الفلسطينية.


وقد يبدو من المفارقة أنّ موقع "وللا"، قد نقل عن مصدر في خارجية نيكاراغوا قوله، إنّ قرار استئناف العلاقات مع إسرائيل "سيخدم النضال المشترك من أجل السلام في العالم"، في حين تبيّن أنّ المسؤول الإسرائيلي الذي أشرف على الجهود الهادفة لاستئناف العلاقات مع ماناغوا، هو تحديداً نائبة وزير الخارجية المتدينة، تسيفي حوطبيلي، التي تعد أكثر قيادات حزب "الليكود" تطرّفاً وفظاظة في رفضها استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

وحسب "وللا"، فإنّ النجاح في إقناع نيكاراغوا باستئناف العلاقات مع تل أبيب، جاء ضمن خطة طموحة وضعتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، تهدف إلى استئناف العلاقات مع أربع دول في أميركا اللاتينية، تعد "الأكثر عداءً لإسرائيل والأشد تأييداً للشعب الفلسطيني"؛ وهي كوبا، فنزويلا، بوليفيا، بالإضافة إلى نيكاراغوا.

يُشار إلى أنّ العلاقات الإسرائيلية الكوبية، قد قطعت عام 1973، في حين قطعت العلاقات مع فنزويلا وبوليفيا عام 2009. وقد قطعت نيكارغوا العلاقات مع إسرائيل لأوّل مرة عام 1982، في أعقاب حرب لبنان الأولى، واستؤنفت عام 1992.

وقد أعاد "وللا" للأذهان، الهجوم العنيف الذي شنّه رئيس نيكاراغوا على نتنياهو، خلال عدوان غزة 2014، حين قال: "الفلسطينيون هم ضحايا جنون رئيس حكومة إسرائيل... المتحفّز لإبادتهم".

المساهمون