طهران تقدم شكوى ضد واشنطن وتهدد باستئناف تخصيب اليورانيوم

طهران تقدم شكوى ضد واشنطن وتهدد باستئناف تخصيب اليورانيوم

25 يونيو 2018
قاسمي: طهران لا تتوقع تغير السلوك الأميركي (فاطمي بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن بلاده قدمت شكوى ضد الولايات المتحدة الأميركية لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، تتعلق بأموال البنك المركزي الموقوفة لديها، والتي تبلغ ملياري دولار، مؤكدا أن هذا الموضوع سيبحث في جلسة ستعقد في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده اليوم الاثنين، ذكر قاسمي أن إيران ستتابع هذا الملف بشكل جدي لتحصّل حقوقها من الولايات المتحدة، معتبرا أنه "لا توجد أي إشارة إيجابية قد تقنع إيران بأن واشنطن أهل للثقة، فسياساتها المعادية لإيران مازالت مستمرة، بل
إنها زادت شدة"، حسب وصفه.

وعلق قاسمي على الانسحاب الأحادي الجانب من قبل أميركا من الاتفاق النووي، ورأى أن "هذا الاتفاق كان بمثابة اختبار للثقة، وقد فشلت فيه واشنطن"، قائلا إن "طهران لا تتوقع تغير السلوك الأميركي قريبا، لذا لا يمكن التفاوض معها".

وأوضح أن "إيران مازالت تحاور الأطراف الخمسة الباقية في الاتفاق، وقد عقدت اجتماعين علنيين معها"، واعتبر أن "الاتفاق مازال قائما"، مؤكدا أن "عمل الأوروبيين بطيء، وعليهم تقديم المقترحات اللازمة لضمان تحقيق مكتسبات إيران من الاتفاق سريعا، حتى تتخذ طهران قرارها في هذا الصدد".

وفي السياق ذاته، قال وزير الاستخبارات الإيرانية، محمود علوي، إن طهران ستستأنف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% إذا ما حاول الأوروبيون التملص من تقديم الضمانات أو تباطؤوا في ذلك، مؤكدا جهوزية كافة الأرضيات لإعادة التخصيب إلى ما كان عليه قبل الاتفاق.

ونقل موقع وكالة "تسنيم" عن علوي، الذي أجرى جولة على منشأة فردو النووية، قوله أيضا إن هذه المنشأة جاهزة لاستئناف النشاط النووي إن استلزم الأمر.

من ناحيته، أوضح عضو لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي، أن الأطراف الأوروبية بحاجة لبقاء إيران في الاتفاق النووي، معتبرا أن "الانسحاب الأميركي منه يعني انتهاء عمر الاتفاق عمليا، فلا حاجة لبذل جهود لإبقائه حيا"، مبديا عدم تفاؤله من نتائج الحوار مع الغرب، الذي قال إنه "لا يستطيع تقديم ضمانات تخالف رغبة الولايات المتحدة".

 وأضاف نقوي أنه "يحق لإيران اتخاذ خطوات معينة إذا ما خرق أي من الأطراف نص الاتفاق، وهو ما أتى في قانون أقره مجلس الشورى الإسلامي سابقا، فأميركا انتهكت الاتفاق، وقامت الأطراف الأوروبية بمجاراتها في خطوتها هذه، وهو ما يعني ضرورة اتخاذ رد فعل عملي".

واعتبر النائب ذاته أن "إيران مرت بظروف صعبة للغاية في السابق، واستطاعت تجاوزها، كما أنها لم تنتهك الاتفاق النووي، وعلى المسؤولين في البلاد التنبه إلى أن أوروبا بحاجة ماسة إلى الحفاظ على الاتفاق".

من جهتها، نقلت مواقع إيرانية أن وزيري الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، والروسي سيرغي لافروف، بحثا التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي في اتصال هاتفي اليوم الاثنين.

وذكرت المواقع ذاتها أن الطرفين بحثا عناوين خارطة عمل مشتركة تتعلق بالاتفاق، وأكدا على أهمية استمرار التعاون الثنائي فيما يخص القضايا الدولية والإقليمية.

يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد أعلن خروج بلاده من الاتفاق النووي في مايو/ أيار الماضي، واعتبر أن هذا الاتفاق لم يقيد إيران، ولم يوقف تطويرها الصواريخ الباليستية، ولا حتى نفوذها ودورها الإقليمي، وهو ما يهدد استمرار الاتفاق الذي لم يصل عمره بعد إلى ثلاثة أعوام، وجاء حصيلة مفاوضات مضنية دامت لسنوات.

وتنتظر طهران عودة العقوبات الأميركية، لكنها لم تحسم بعد قرارها بشأن البقاء في الاتفاق النووي أو الانسحاب منه، وفتحت باب التفاوض مجددا مع الأطراف الباقية في الاتفاق، وعلى رأسها الأوروبية، وطالبتها بمنح ضمانات لكي تحصد إيران مكتسباتها الاقتصادية من الاتفاق، كما طالبت بمنح الشركات الأجنبية ضمأنات كونها بدأت بالانسحاب من السوق الإيرانية وبدأت بإلغاء صفقاتها معها تخوفا من أن تطاولها العقوبات الأميركية.