الحركة الشعبية في السودان مهددة بالتمزق

الحركة الشعبية في السودان مهددة بالتمزق

18 يونيو 2017
تعاني الحركة الشعبية مؤخرا من خلافات متصاعدة (Getty)
+ الخط -



أعلن رئيس الحركة الشعبية "قطاع الشمال" السودانية، مالك عقار، عن ميلاد حركة جديدة يعكف على تكوينها مع الأمين العام للحركة، ياسر عرمان، فضلا عن مراجعة وسائل الحركة النضالية، كإجراء "طبيعي ناتج عن رفضه لقرارات تتصل بإعفائهما من منصبيهما"، وتعيين نائب رئيس الحركة، عبدالعزيز الحلو، رئيسا لها.

وعتب عقار في رسالة طويلة، يوم السبت، على رفاقه في الحركة الشعبية ممن انحازوا للقرارات التي أصدرها قطاع جبال النوبة في الحركة بإقالته منها، وتمنى أن تجمعهم مرة أخرى دورب العمل الموحد.

وتمثل خطوة عقار انشقاقاً في صفوف الحركة الشعبية، من شأنها أن تعطل العملية السياسية في السودان، لا سيما وأن الحركة تمثل فصيلا رئيسيا في التسوية السياسية التي تدفع دول غربية بينها الولايات المتحدة لإقراها في السودان.

وتقاتل الحركة الشعبية الحكومة السودانية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ عام 2011، حيث فشلت كل محاولات الوساطة الأفريقية لحل أزمات السودان في الوصول لاتفاق سلام ينهي الحرب بالمنطقتين.

وتصاعدت الخلافات داخل الحركة الشعبية منذ نحو ثلاثة أشهر، عندما أقدم مجلس تحرير جبال النوبة، على اتخاذ حزمة قرارات أقال من خلالها نائب رئيس الحركة، مالك عقار، والأمين العام، ياسر عرمان، من منصبيهما، على خلفية استقالة مسببة قدمها نائب رئيس الحركة، عبدالعزيز الحلو، كال خلالها الاتهامات والانتقادات للرجلين وأكد انهما يشكلان عائقا أمام رغبة أبناء جبال النوبة في تقرير مصير منطقتهم أسوة بجبال النوبة.

ونجح الحلو في كسب قطاع جبال النوبة الذي يمثل أكبر قطاع ضمن الحركة، فضلا عن أنه يمثل القوة العسكرية الرئيسية للحركة، ما جعل استقالته بمثابة إعلان نفسه رئيساً للحركة بعد أن كلفه المجلس برئاسة الحركة، إثر نجاحه في استقطاب تأييد من مجموعات قطاع النيل الأزرق، الذي يشكل الجناح الثاني للحركة.

ومثلت قضية تقرير المصير القشة التي قصمت ظهر الحركة الشعبية، وحولتها إلى حركتين، إحداهما بقيادة الحلو والثانية بقيادة عقار، وذلك لتباين مواقف الطرفين منها، فبينما يشدد الحلو على تحقيق تقرير المصير لأبناء جبال النوبة، والدفع بالقضية لطاولة المفاوضات مع الحكومة السودانية، يتحفظ عقار وعرمان على تجربة تقرير المصير، التي قادت جنوب السودان إلى الانفصال، حيث يحاولون النأي بأنفسهم عن تكرار تجربة جنوب السودان، بما فيها من أزمات، ويشددون على إقرار حكم ذاتي لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان دون الزج بهما في أتون تقرير المصير.

ووصف رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، تعيين الحلو رئيسا للحركة، بـ"الانقلاب"، وأكد "رفضه القاطع للخطوة"، وقال في رسالة وجهها لضباط جيش الحركة بعد إعلانهم الانحياز للحلو إنه "سيجري اتصالات مع رافضي الانقلاب للبدء في مسيرة جديدة لإعادة بناء الحركة وفق رؤية السودان الجديد، مع إجراء مراجعة وتقييم نقدي شامل للتجربة ولوسائلها النضالية".

وقال إنه "سيتوقف نهائيا عن أي مشاركة في مفاوضات سلام أو أية اتصالات مع الحكومة في الخرطوم"، وشدد على أنه "سيركز فقط على بناء الحركة وفق أسس جديدة"، ورأى أن "انحياز ضباط الجيش من شأنه أن يقزم الحركة"، وشدد "وهو انتصار مجاني لنظام الخرطوم"، ووجه انتقادات لاذعة لخليفته وقال إن "للحلو اتصالات مع جهات معلومة تريد أن توظف الحركة كحركة إقليمية محدودة ضمن مشاريعها المعدة سلفا".

واتهم عقار الحلو بالانحياز لتقسيم السودان لخمس مناطق، لكنه عاد ووجه نداء للحلو بالقبول بمقترحه بترجل ثلاثتهم (عقار، عرمان، الحلو) عن قيادة الحركة وإفساح المجال أمام قيادة ثلاثية جديدة لإدارة الحركة، وصولا للمؤتمر العام لانتخاب القيادة، حيث يرى أن هذا من شأنه أن يحد من تمزيق الحركة وتحقيق مصالح أعدائها.




دلالات