طاولة قمة السبع: النووي الإيراني والكوري وسياسات الكرملين

طاولة قمة السبع: النووي الإيراني والكوري وسياسات الكرملين والتجارة

07 يونيو 2018
ينزل ترامب ضيفاً ثقيلاً في كندا (Getty)
+ الخط -
تنطلق، صباح الجمعة، أعمال قمة الدول الصناعية السبع الكبرى في منتجع تشارلفوا بولاية كيبيك الكندية، في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين الحلفاء الغربيين بسبب سياسات إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أثارت غضب قادة أوروبا وكندا

وإذا كانت قضية التعرفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على بضائع الصلب والألمنيوم الأوروبية والكندية والمكسيكية آخر ما حُرر من قرارات ترامب المثيرة للجدل، إلا أن قرارات اتخذتها الإدارة بواشنطن، كالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني ونقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، ستجعل بحث "عالم أكثر أمناً واستقراراً" على جدول الأعمال أكبر تحديات القادة المشاركين.

رفض الأوروبيون انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع مع إيران، وحذروا من تبعات سياسات ترامب العدائية، الأمر الذي سيجعل نقاش هذا الموقف من إيران ومشروعها النووي باباً واسعاً لخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان من جهة أخرى.

النووي الإيراني ليس بطبيعة الحال الملف الخلافي الوحيد في القمة التي وصفها وزير المال الفرنسي، برونو لومير، خلال الاجتماعات التحضيرية، بقمة 6+1 أو "الجميع ضد واشنطن" بدلاً من قمة السبع، في إشارة إلى عزلة الولايات المتحدة وتباين موقفها مع موقف الحلفاء التقليديين.

لم يوافق حلفاء الولايات المتحدة أيضا على نقل ترامب لسفارته إلى القدس المحتلة بدلا من تل أبيب، وشكل ذلك شرخاً بين سياسات أعضاء مجموعة السبع في الشرق الأوسط، وترجح الأجواء السابقة للقمة أن يتوسع هذا الشرخ خلالها.

سيحط ترامب على الأراضي الكندية لمدة 28 ساعة، ليحضر قمة الجمعة والسبت، وهو مهيأ لسماع كثير من الانتقادات بخصوص تعرفاته الجمركية الجديدة التي تنذر بحرب تجارية غير مألوفة بين أوروبا وكندا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى. 
ويبدو ملف السلاح النووي لكوريا الشمالية الوحيد بين ملفات طاولة قمة السبع الذي يحظى موقف واشنطن منه بدعم أوروبي، في الوقت الذي يرغب فيه القادة، بحسب مصادر دبلوماسية كندية، بمناقشة "الحرب السيبرانية" التي يُتهم الكرملين في موسكو بشنها على الحلفاء في الناتو للعبث بانتخاباتهم والتدخل في شؤونهم الداخلية. 

ملف "الحرب السيبرانية" الروسية سيكون بلا شك الأعلى حساسية بالنسبة لترامب وإدارته، نظراً لأنه يمس بشرعيته كرئيس، حيث اعتاد ترامب على وصف الحديث عن تدخل روسي كهذا بأنه "أخبار زائفة"، بالرغم من استمرار التحقيق بالتدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.

الخلاف بخصوص التغير المناخي، ونقد أعضاء مجموعة السبع المستمر لترامب بعد انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ، سيكون حاضرا أيضاً، خصوصاً بعدما أدرجت كندا، باعتبارها الدولة المضيفة للقمة، مواضيع البيئة في أعالي البحار والتغير المناخي على جدول الأعمال.
 
نجحت قمة العام الماضي التي عقدت في إيطاليا بالخروج ببيان ختامي ركز على انتقاد روسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم وتبنيها سياسات عدائية تجاه أوكرانيا وتدخلها في سورية، كما اتفق الحلفاء حينها على إعلان العزم على الاستمرار بمكافحة الإرهاب، كما أعلنوا عزمهم على مواصلة التعاون في مجالات التجارة وحماية البيئة وغيرها.

لكن قمة تشارلفوا الكندية تبدو أبعد ما يكون عن هذه الأجواء الإيجابية بين قادة الدول الأقوى في العالم، حيث قضت سياسات ترامب العدائية على أجواء التعاون والتفاهم بين الحلفاء الغربيين ووضعتهم بمواجهة مباشرة مع واشنطن التي كانت قبل وصول ترامب للبيت الأبيض ترسم السياسات بالتعاون مع حلفائها قبل أن يضطر هؤلاء الحلفاء أخيراً للتعاون ضد واشنطن نفسها.