انتخابات الرئاسة الأميركية بعد إخفاقات ترامب: طريق كلينتون معبّد

انتخابات الرئاسة الأميركية بعد إخفاقات ترامب: طريق كلينتون معبّد

09 أكتوبر 2016
تحوّل ترامب لعبء سياسي (سكوت اولسون/ Getty)
+ الخط -

مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، المقررة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، وبعد انكشاف حقيقته وفضائحه خصوصاً في الأسبوع الأخير، صارت هزيمة مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب شبه محسومة، وباتت النتيجة معلنة من الآن ما لم تحصل مفاجأة بمنزلة الأعجوبة. هذا لو بقي في المعركة ونجح في التغلب على الضغوط المطالبة بانسحابه منها؛ والتي يعمل فريق من الجمهوريين على دفعه للخروج منها.


هذه التطورات سابقة غير معروفة في تاريخ انتخابات الرئاسة، إذ لم يسبق لأحد من الحزبين الكبيرين في أميركا أن ضغط باتجاه طرد مرشحه من المنافسة قبل شهر واحد من إجراء الاقتراع. فترامب تحوّل ليس فقط إلى مشروع خسارة انتخابية محققة للحزب الجمهوري أو بالأحرى ما تبقى منه، بل أيضاً إلى عبء سياسي وأخلاقي عليه.

آخر فضائحه فيديو يتحدث فيه ترامب قبل حوالي عشر سنوات، عن المرأة بشكل مهين وبذيء ويقرب من الحضّ على الاعتداء الجنسي. وجرى بثه على شاشات التلفزة، بعدما نشرته صحيفة "واشنطن بوست". الفيديو أثار زوبعة من الردود المشحونة بتعبيرات الإدانة والاشمئزاز والنفور منه، وبالذات في أوساط الجمهوريين، من قيادات وحكام ولايات وبعض الأركان في مجلسي الشيوخ والنواب، الذين سارعوا إلى سحب تأييدهم له ورفض التصويت له.

كما ارتفعت الأصوات الداعية بجدية وعزم في صفوفهم للتنصل منه ومطالبته بسحب ترشيحه لفسح المجال أمام نائبه مايك بانس ليحل مكانه. وعندما سارع ترامب إلى رفض هذا الطلب بشكل قاطع، جرى طرح سيناريو يدعو نائبه للانسحاب، كوسيلة ضغط أخرى لحمله على الخروج من المنافسة.

وقبل عرض الفيديو بأيام، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أن الرجل تحايل، وإن بغطاء قانوني، على مصلحة الضريبة، إذ لم يدفع ضريبة دخل طيلة 18 سنة؛ بعدما نال إعفاءً بمقدار 50 مليون دولار سنوياً، بحجة أنه تعرض لخسائر بقيمة 900 مليون آنذاك. بذلك بدا أنه "تشاطر" على القانون من خلال استغلال ثغراته ليتهرب من دفع الضريبة. هروب كشف حقيقة خواء مزاعمه الإصلاحية.

هذه الفضائح معطوفة على رصيد كبير من الهراء السياسي والافتراء الشخصي، المصحوب دائماً بنكهة عنصرية فجة لم يسلم منها أحد؛ جعل احتمالات فوزه نائية أكثر فأكثر. كما تبيّن من خلال العديد من التحقيقات، أن "نجاحه" كرجل أعمال، ليس بالهالة التي يتحدث عنها ترامب؛ بل هو "نجاح" منفوخ بدرجة عالية. فالعديد من مشاريعه منيت بخسائر كبيرة، وكان والده يسارع في كل مرة إلى نجدته. وثمة علامات استفهام كثيرة حول مؤسسته الخيرية وجامعته ومشاريع أخرى.

الآن، بعدما انكشف ترامب على ما هو عليه وسقط التمويه، وباءت كل محاولات تلميعه بالفشل، فمن غير المتوقع أن يسترجع بعض الأمل في مناظرة ليلة اليوم الأحد مع منافسته عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون. فهو الآن تقلّص إلى كتلة من النواقص تكفل بل تضمن هزيمته. الحزب تضعضع زيادة. وهكذا ناخبوه ومن بينهم مؤيدو ترامب. كلهم في مأزق. فلا هو راض بالانسحاب ولا مجال لاستبداله، لو انسحب، بمرشح آخر قبل ثلاثين يوماً من الموعد مع صندوق الاقتراع. وبذلك يبدو الحزب الجمهوري مقبلاً على خسارتين: الرئاسة والمزيد من التشظي.

ما كان للمرشحة كلينتون أن تتمنى أفضل من هذه المعطيات لتجد أمامها الطريق معبداً لتصبح الرئيسة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

المساهمون