شائعات لاستمالة القبائل في حرب سيناء

شائعات لاستمالة القبائل في حرب سيناء

01 مايو 2015
أصدر التنظيم بياناً يذكّر بانتهاكات الجيش في سيناء (Getty)
+ الخط -

تمرّ سيناء بحالة حذر وترقّب على مدار الأيام القليلة الماضية، على خلفية الحديث عن مواجهات بين تنظيم "ولاية سيناء" وقبيلة الترابين، وهو ما يفتح الباب أمام مواجهات قبليّة.

فقد سرت شائعات مصدرها أوساط مقربة من الجيش، حول مداهمة أبناء قبيلة الترابين، إحدى أكبر القبائل في محافظة شمال سيناء، معاقل تنظيم "ولاية سيناء"، بهدف القضاء عليه، بعد قتل أحد أبناء تلك القبيلة بتهمة التعاون مع الجيش. ولكن سرعان ما ظهرت مؤشرات تفيد بعدم دقة كلام المصادر المقربة من الجيش عن موالاة القبيلة للتنظيم.

يرى مراقبون أنّ بثّ مثل هذه الأنباء يهدف إلى إشعال فتنة في سيناء، عقب الفشل في مواجهة التنظيم الذي بايع "الدولة الإسلامية"، محذّرين من استدراج أهالي سيناء إلى هذه المواجهات المفتعلة.

الطريقة التي انتشرت بها الشائعات، بدت وكأنّ حرباً وشيكة على تنظيم "ولاية سيناء" ستشنّها القبائل، على الرغم من أنّ التنظيم، بحسب مصادر من شبه الجزيرة، يراعي النظام القبلي ويحافظ عليه. واعتبرت مصادر على صلة وثيقة بـ"ولاية سيناء"، أنّ ما أثير حول مواجهات بين الولاية والقبائل أو على الأقل الترابين، في الأيام الماضية، أنباء عارية عن الصحة.

وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أنّه لم تحدث أي مواجهات مسلّحة، مشيرة إلى أنّ تنظيم "ولاية سيناء" يعلم تماماً من يقف وراء هذه الشائعات من داخل القبائل، مؤكّدة، أنّ "ولاية سيناء لن يدخل في مواجهات مع قبائل تشكّلوا هم منهم"، منوّهة إلى أنّ ما حدث كان مجرّد مسيرة لبعض أبناء القبيلة، حرّكها الجيش خصوصاً عقب الفشل في مواجهة "ولاية سيناء".

اقرأ أيضاً خارطة الدم والثأر في سيناء: قصة القبائل والترانسفير و"الجهادية"

وفي السياق، أشارت مصادر قبليّة لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ قبيلة الترابين لم تقتحم معاقل لـ"ولاية سيناء"، كما تردّد، لكن ما حدث كان مجرد مسيرة من بعض أبناء القبيلة. ونفت أن تكون المسيرة مسلّحة، أو أطلقت أعيرة نارية في الهواء.

يقول الناشط السيناوي، أحد أبناء قبيلة السواركة، سعد عتيق، إن "بعض أبناء قبيلة الترابين نظّموا مسيرة سلميّة عقب مؤتمر أقامته في إحدى القرى". وأضاف عتيق، أنّ تحرك الترابين غير مرحّب به لو كان فرديّاً، أمّا إذا كان بالتنسيق مع الجيش، وبالتالي مع كل القبائل لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي، فيمكن تأييده، على حد تعبيره.

وشدد على أن "الأهم هو ضمان عدم تشكيل مليشيات لمواجهة مليشيات أخرى خارج القانون، ومن سيدفع الثمن جراء ذلك، هم الأهالي. لذلك نطلب مساعدة الجيش ميدانياً لمعرفة دروب الصحراء، وليس عن طريق حمل السلاح".

وكان تنظيم "ولاية سيناء" قد أصدر، قبل أيام، بياناً، يطالب بـ"وقف كل أشكال التعاون مع الجيش وإلا فسيتم استهدافهم". ويحاول تنظيم "ولاية سيناء" استمالة القبائل وشيوخها تجاهه خلال الفترة الأخيرة، أو على الأقل تحييدها في المواجهات والصراع القائم مع الجيش والشرطة المصريين. وتعدّ القبائل في محافظة شمال سيناء، المسيطِرة والمسيّرة لشؤون أبناء العائلات الكبرى، وتحديداً في مدينتي الشيخ زويد ورفح. ويسعى التنظيم إلى ضرب نقاط القوة التي يمكن أن يركن إليها الجيش المصري، وتكمن بمساعدة القبائل في الاشتباكات معه، لا سيّما أنّ موقف القبائل يشكّل أحد أبرز العوامل التي قد تحسم المواجهات بين "ولاية سيناء" والجيش.

في هذا السياق، وفي فبراير/شباط الماضي، وزّع عناصر ملثّمون تابعون لـ"ولاية سيناء"، بياناً في الشارع السيناوي، تحديداً في الشيخ زويد ورفح، نقاط تمركز وقوة التنظيم، حاولوا من خلاله استمالة المواطنين فضلاً عن توجيه رسالة إلى شيوخ القبائل.

وبدأ التنظيم بيانه بالتذكير بانتهاكات الجيش في سيناء على مدار أشهر عديدة. وشدّد على أنّ "هذا الإجرام يهدف إلى تهجير أهالي سيناء من منازلهم، حتى يقيموا معسكرات لحماية أوليائهم من اليهود" على حد زعم البيان.

ومن المتوقع أن تتأثر القبائل بالصراع ضد الجيش، على اعتبار أنّ الأنباء الوافدة من شبه الجزيرة تفيد بأن مدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، يسقطون يومياً ضحايا للحملات العسكرية العشوائية التي يقوم بها الجيش، عبر قصف المنازل، فضلاً عن استهداف أشخاص بصورة عشوائية في الطرقات أو بالقرب من مقرات أمنية.

وكانت مجموعة من أبناء قبائل سيناء، قد أعلنت تشكيل ما سمّته "أبناء سيناء" لمساعدة الجيش في مواجهة الجماعات المسلحة، وهو ما لم يظهر له أثر على أرض الواقع، فلم تستهدف تلك المجموعة أي تجمعات لعناصر "ولاية سيناء".

اقرأ أيضاً: تجويع الجيش المصري تكتيك جديد لـ "ولاية سيناء"

المساهمون