الحولة على طريق مضايا والحصار يطاول 130 ألف مدني

الحولة على طريق مضايا والحصار يطاول 130 ألف مدني

20 يناير 2016
تحذيرات من مصير مضايا نفسه بريف حمص (الأناضول)
+ الخط -
مع اقتراب الصراع السوري من إكمال عامه الخامس، تقترب الحولة بريف حمص من ملاقاة نفس مصير باقي مناطق الحصار والتجويع المنظم، ما يهدد بتجويع أكثر من 100 ألف مدني، ليلتحقوا بركب الجياع في مضايا والزبداني وبقين، وقبلهم مخيم اليرموك، ما تسبب في مقتل عشرات المدنيين جوعا.


وقال الناشط الإعلامي في "المكتب الإعلامي في الحولة" أبو مصطفى حيلاوي، لـ"العربي الجديد"، "عقب العمليات العسكرية الأخيرة التي شنتها القوات النظامية على المناطق، أصبحت الحولة محاصرة بشكل كامل من جميع الاتجاهات بعدما سيطر النظام على جميع الطرق التي كانت توصلها بريف حماة الجنوبي، ولا يوجد إلا منفذ واحد، يطلق عليه طريق الموت، حيث يمر من جانب أربع قرى تابعة للنظام، وهو يصل الحولة بريف حمص الشمالي شرقي نهر العاصي".

ولفت إلى أن "المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماة الجنوبي، بدورها أصبحت محاصرة بشكل كامل".

وأضاف أن "أهل الحولة على باب مجاعة اليوم في ظل استمرار العمليات العسكرية ومنع دخول المواد الغذائية، لان المواد الغذائية الموجود سابقا، يتم هذه الأيام توزيعها على النازحين والأهالي على حدا سواء".

وبين أن "المجلس المحلي والجمعيات يحاولون تأمين الاحتياجات للناس، كما أن جزءا من الأهالي مازال يحتفظ بشيء من المواد الغذائية، وخاصة أن إغلاق الطرق مضى عليه نحو الأسبوع، إلا أنه مع قدوم نحو 8 آلاف نازح، أصبحت الاحتياجات أكبر بكثير من الإمكانات".

وتابع "كما تعاني الحولة من نقص شديد في الأدوية، وخاصة المواد الإسعافية، وعدم وجود أطباء جراحين، كما تعاني من انقطاع الكهرباء، ومياه الشرب، والمشكلة الأكبر عدم توفر حليب الأطفال".

وأوضح أن "عدد المدنيين في منطقة الحولة بالإضافة إلى قريتي عقرب وطلف من ريف حماة الجنوبي يصل إلى نحو 130 ألف مدني، وهي تقع غرب نهر العاصي، منهم 75 ألف مدني يتجمعون في كفرلاها، وتلدو، وتلدهب والطيبة والبرج".

من جانبه، نفى الناشط الإعلامي في الحولة سامر الحمصي، في حديث مع "العربي الجديد"، ما تروج له وسائل إعلام النظام السوري والمقربة منه من حدوث انهيارات في صفوف المعارضة المسلحة الموجودة في الحولة، قائلا إن "المعركة بدأت منذ نحو أسبوع، والمعنويات عالية، ومنذ أول أيام المعركة لدينا خمسة شهداء، ونحو عشرة جرحى، والفصائل المعارضة تقدمت وسيطرت على نقطة للقوات النظامية في معمل البشاكير".

وأوضح أن "المعارك اليوم تدور على جبهة حربنفسه، وأهمية هذه البلدة، أنها كانت تدخل مواد غذائية للحولة والرستن بكميات قليلة، ولقد انقطع هذا الطريق، لأن النظام تمركز ببلدة جرجيسة"، وأضاف "سيكون التغيير فقط على الوضع الإنساني، لأنه من الناحية العسكرية سيكون التغيير مقتصرا على تمدد المواجهات على الجبهة الشمالية لمدينة الحولة، في حال سقطت بلدة حربنفسه".

ولفت إلى أن "المعارك هدأت وتيرتها خلال اليومين الأخيرين، في وقت لم يتضح إن كانت قد توقفت الحملة أو يتم التجهيز لحملة أكبر"، مرجحا الخيار الأول.

يشار إلى أن الأيام الماضية شهدت إطلاق العديد من الحملات والمناشدات، تطالب بفك الحصار عن الحولة وإدخال مساعدات إنسانية، وتحييد المدنيين عن المواجهات الإنسانية، محذرة من أن تواجه الحولة مصير مدينة مضايا بريف دمشق.

المساهمون