اليمن: ترقّب عشية انتهاء مهلة حلفاء أبوظبي للحكومة بعدن

اليمن: ترقّب عشية انتهاء مهلة حلفاء أبوظبي للحكومة بعدن

27 يناير 2018
تدهور الوضع الأمني أخيراً في عدن (نبيل حسن/فرانس برس)
+ الخط -


قبل يوم من انتهاء المهلة المحددة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بإقالة حكومة أحمد عبيد بن دغر، بدا أن حلفاء الإمارات وضعوا أنفسهم في مأزق التصعيد وعدم القدرة على تنفيذ التهديدات، في ظل ردود الفعل التي واجهتها دعوتهم لإسقاط الحكومة في عدن، الأسبوع الماضي. ردود وضعتهم أمام خيارات صعبة، بالتوجّه نحو تفجير الموقف، على نحو معارض لأغلب الأطراف المحلية، بالإضافة إلى قيادات جنوبية، حذّرت من مغبة تفجير الوضع في عدن، أو التراجع، بما يحفظ ماء الوجه.

وأكدت مصادر محلية في عدن لـ"العربي الجديد" أن "المدينة تشهد حالة من الاستقطاب الحاد بين الأطراف الفاعلة، جنباً إلى جنب مع الترقب لاحتمال حصول أي تصعيد بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي وأخرى قريبة من المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك مع اقتراب المهلة التي حددتها الأخيرة، للرئيس اليمني، يوم الأحد الماضي، لمدة أسبوع، لمطالبته بإقالة الحكومة التي اتهمتها بالفساد، قبل أن تبدأ خطوات تصعيدية لإسقاطها". الأمر الذي وُصف بأنه تمرد جديد، من قبل حلفاء أبوظبي، على الحكومة الشرعية، في ظل الخلافات المستمرة بين الطرفين.

ووفقاً للمصادر، فإن "المظاهر العسكرية حتى أمس الجمعة لا تشير إلى تصعيد محتمل، غير أن الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات، مع وصول قيادات من المجلس الانتقالي إلى عدن، أبرزها محافظ حضرموت السابق، اللواء أحمد بن بريك، الذي يشغل أيضاً رئاسة الجمعية الوطنية، بالإضافة إلى عضو هيئة رئاسة المجلس، لطفي شطارة". وجدّد الأخير مهاجمة الحكومة أمس، وقال إن "عدن ستكون بخير من دون حكومة بن دغر الفاسدة، وعدن التي انتصرت بأبناء الجنوب جميعاً على المشروع الإيراني ستنتصر على مشروع حصار الجنوب بالخدمات والوقود والمرتبات وسياسة الاستفزاز السياسي من حكومة بن دغر الفاشلة".



من جانبها، وفي مواجهة تصعيد "الانتقالي"، لجأت الشرعية إلى حشد رفض داخلي لتلك التهديدات، ونجحت في حشد مواقف لـ58 قيادياً في "المقاومة الجنوبية"، التي تأسست أثناء المواجهات مع الحوثيين وحلفائهم عام 2015. وأصدرت هذه القيادات بياناً مشتركاً، رفضت فيه البيان الصادر عن اجتماع القيادات الموالية لـ"المجلس الانتقالي"، وهاجم إعلان الأخيرة "حالة الطوارئ"، معتبراً ذلك "تجنّياً على السلم الأهلي، وتصعيداً خطيراً يهدد بتفجير الأوضاع في عدن وجر الأخيرة إلى صراع داخلي لن يستفيد منه سوى الحوثيين في صنعاء".

وأظهر بيان القيادات الجنوبية الـ58 المؤيدة للشرعية انقساماً واضحاً في المحافظات الجنوبية لليمن، بين المؤيدين لهادي وبين "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتياً، الأمر الذي يضعه في مأزق بين الاستمرار في التصعيد، باتجاه مواجهة داخلية في عدن، تضع المجلس في خانة التمرد على "الشرعية"، كما هو الحال بالنسبة للحوثيين. أما الخيار الآخر، بالنسبة للمجلس، فهو إيجاد طريقة لسحب تهديداته، والتراجع خطوة إلى الوراء. وهو ما حصل بالفعل، في أشهر سابقة، أطلق فيها حلفاء أبوظبي تهديدات بخطوات تصعيدية، إلا أن نغمة التصعيد خفتت في وقتٍ لاحق.

ويمثل نفوذ الإمارات، التي تتولّى واجهة نفوذ التحالف العربي في المحافظات الجنوبية لليمن، إحدى أبرز العقبات أمام الحكومة الشرعية وحلفائها. وتنتشر في المدينة قوات موالية للطرفين، يصل الوضع إلى التوتر بينها من حين إلى آخر، إلا أنه سرعان ما يتم احتواؤه، على الأقل، في ظل وجود طرف إقليمي، له الكلمة على مختلف الأطراف، وهو التحالف، الذي سيكون خاسراً في كل الأحوال، بالتوتر الحاصل في المناطق التي تُوصف بأنها "محررة" من الحوثيين.

الجدير بالذكر أن التصعيد الأخير لـ"المقاومة الجنوبية"، التي اجتمعت يوم الأحد الماضي، بدعوة من محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي، جاء بعد أيام قليلة من زيارة وفد سعودي برئاسة سفير الرياض لدى اليمن، محمد آل جابر، إلى عدن، وإطلاقه تصريحات عن دعم التحالف للحكومة الشرعية وعن تدشين عمليات إنسانية، ليبدو تصعيد حلفاء أبوظبي كما لو أنه تعبير، بدرجة أو بأخرى، عن خلافات بين الدولتين، في ما يخص التعامل بالملف اليمني.