استثمار "داعش" لاضطرابات كردستان يقلق البشمركة

استثمار "داعش" لاضطرابات كردستان يقلق البشمركة

15 أكتوبر 2015
الاضطرابات المتواصلة تهدّد الإقليم(شوان محمد/فرانس برس)
+ الخط -
تهدّد الإضطرابات التي يشهدها إقليم كردستان العراق، منذ الأسبوع الماضي، الإقليم على جميع الصعد، وسط مخاوف من أن تنعكس على قوات البشمركة، التي تحارب تنظيم "داعش" على امتداد جبهة طولها 1050 كيلومتراً، الأمر الذي قد يفضي إلى ترجيح كفة التنظيم المتربص بالإقليم والعراق ككل.
ومع اندلاع الاضطرابات الأخيرة التي لا تزال محصورة في محافظة واحدة من أصل ثلاث في إقليم كردستان، بدأ بعض مقاتلي البشمركة يوجّهون عبر وسائل الإعلام، رسائل تحمل إشارات واضحة لمدى خطورة الوضع. وتساءل أحد المقاتلين في رسالته، "كيف نقاتل العدو وننتصر عليه وبالنا مشغول بأُسرنا وأطفالنا، وما يمكن أن يحصل لهم في ظلّ الاضطرابات؟ ما يجري يؤثر نفسياً ومعنوياً علينا".

وتم تناقل أنباء عن قيام عدد من المحتجين الغاضبين في بلدة قلعة دزة التابعة لمحافظة السليمانية، بمهاجمة منزل يعود لمقاتل من البشمركة لكونه عضواً في الحزب "الديمقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، وقاموا بإحرق المنزل، في الوقت الذي يقاتل فيه ربّ الأسرة على الجبهة.

تعتبر هذه الحادثة، بالنسبة للبعض، مؤشراً واضحاً إلى هدف بعض المحتجين، بما في ذلك التأثير على المقاتلين وضرب معنوياتهم. 

واتهم الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، وهو أكبر الأحزاب السياسية تمثيلاً في البرلمان والحكومة، سابقاً، أطرافاً خارجية معادية للإقليم، بالتورط في إثارة المشاكل والاضطرابات الحالية، ووجّه بالتحديد أصابع الاتهام إلى إيران.

ومن خلال متابعة أداء الإعلام المحلي في الإقليم، تبيّن وجود مسارين متبعين؛ الأول قيام الإعلام بالتحريض بصورة مباشرة على الاضطرابات، ما يزيد توتّر الأوضاع بحجة أنّها السبيل نحو دفع الحكومة لصرف الرواتب ولإجبار رئيس الإقليم، أي البرزاني، على الاستقالة. واللافت أن هذا الإعلام محسوب على جماعات مقرّبة من إيران، ما وضعه وإيران في قفص الاتهام. في المقابل، بدا فريق ثانٍ من الإعلام أكثر موضوعية، إذ أيّد الاحتجاجات وعدالة المطالب بالحصول على الرواتب، لكنّه رفض الأسلوب وآلية المطالبة، مستنكراً عنف المحتجين.

اقرأ أيضاً: استمرار الاضطرابات بكردستان العراق.. وإيران متهمة بالتدخل

ومع بداية اندلاع أعمال العنف، اتضحت هوية أحد أبرز المستفيدين من التوتر، إذ نقلت مواقع التواصل الاجتماعي رسائل لحسابات تابعة لتنظيم "داعش"، رحّبت بما يجري، ووصفت المشاركين بالاضطرابات وتحديداً مهاجمي مقار الحزب "الديمقراطي" بـ"المجاهدين"، واعتبر "داعش" أن الحزب "من الجماعات المحسوبة على الصهاينة"، على حد زعمه. في المقابل، أصدر قادة البشمركة بيانات تضمّنت تأكيداً على بقاء معنويات المقاتلين مرتفعة واستعدادهم لضرب "داعش" والتصدي له.

وحاول مسلحو التنظيم ضرب معنويات المقاتلين الأكراد ميدانياً، وشنّوا، في اليوم الثاني من الاضطرابات، أي يوم السبت الماضي، هجوماً كبيراً على محور "الكوير" جنوب أربيل، وبعد اشتباكات دامت ساعات، تراجع مسلحو "داعش" من دون تحقيق أي تقدم، بعد تدخل مقاتلات فرنسية وأميركية  حسمت المعركة لصالح القوات الكردية.

في السياق، يرى المحلل السياسي العراقي، ماجد حميد، أنّ: استمرار أعمال الشغب في كردستان لمدة أطول يشكّل خطراً على حدود الإقليم، التي نجحت في البقاء آمنة من نيران وانتحاريي داعش".
ويطالب حميد في حديث لـ"العربي الجديد"، الأطراف المصعّدة  بـ"تجميد كل الاحتجاجات حالياً، والحدّ من الحراك الإيراني لأنّ الأخير يسعى إلى إعادة لملمة أوراقه في كردستان، بذريعة داعش، بعدما همّش، أخيراً، بالدور الأميركي والبريطاني المتزايد في كردستان العراق، والذي تجاوز الدول الثلاث المهمة، وهي تركيا، وإيران، وسورية".

اقرأ أيضاً: البرزاني يبحث مع مبعوث أوباما كيفية مواجهة "داعش"‏

المساهمون