انفجار غزة: أكثر من فوضى وأقلّ من حرب

انفجار غزة: أكثر من فوضى وأقلّ من حرب

11 فبراير 2015
توشك معاناة مليوني فلسطيني أنّ تصل إلى الكارثة(فرانس برس)
+ الخط -


تنحدر الأوضاع الإنسانيّة والاقتصاديّة، ومعها الجمود السياسي، في قطاع غزة منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي في أغسطس/آب الماضي، وتوشك معاناة مليوني فلسطيني أنّ تصل بشكل متسارع إلى الكارثة، وهو ما يدفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي لا تزال تسيطر على غزة، للتهديد بشكل متواصل، بأنّ استمرار الحصار قد يقود القطاع إلى حالة من "الانفجار".

ويرى سياسيون فلسطينيون أنّ "انفجار" قطاع غزة، سيكون أمراً حتمياً و"قاسياً" و"خطيراً" في حال تواصل خنق الفلسطينيين، متوقعين أن تنتشر الفوضى والفلتان الأمني، ما سيؤدي إلى تعطيل كافة مناحي الحياة، وبالتالي انهيار القطاع بشكل كامل، وهو ما لا يريده أي من الأطراف السياسيّة الفلسطينيّة والإقليميّة.

ويلوّح المتحدّث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، بأنّ "استمرار الحصار على قطاع غزة، قد يدفع "حماس" والشعب الفلسطيني إلى القيام بأعمال قد توصف بالمجنونة من الاحتلال الإسرائيلي"، محذراً من "انفجار القطاع في أي لحظة".

وفي هذا السياق، يقول المحلل والكاتب السياسي، هاني حبيب، لـ "العربي الجديد"، إنّ "انفجار قطاع غزة لن يكون من جانب حركة حماس، بل الشعب الفلسطيني، نظراً لاستمرار عملية الحصار، وعدم تمكين حكومة التوافق الوطني من القيام بمسؤوليتها"، لافتاً إلى أنّ "جمود عملية إعمار ما دمّرته الحرب الأخيرة، حوّل غزة إلى قنبلة موقوتة ستنفجر في أيّ لحظة".

ويرجّح حبيب أن "يُترجم السيناريو الأقوى لانفجار غزة، باندلاع حالة من الفلتان والفوضى الأمنيّة، تعطّل مناحي الحياة المدنيّة والاقتصاديّة والسياسيّة، ما سيقود إلى كارثة حقيقيّة"، مشيراً إلى أنّ "انفجار القطاع سيعطّل المؤسّسات الإنتاجيّة وسيوقف التجارة الداخليّة ويجمّد عمل المؤسّسات الحكوميّة وستزداد الأوضاع الاقتصاديّة قسوة، ما سيؤدّي إلى ردّ فعل من الشعب الفلسطيني لا يمكن لأحد توقعه".

ويلفت إلى أنّ "تنفيس الجمهور الفلسطيني عن حالة الغضب والرفض للأوضاع القائمة في القطاع، سيكون شكلاً من أشكال حالات الجنون، التي لا يمكن توقّع شكلها والأفعال التي قد تنتج عنها، لكنها ستكون خطيرة جداً". ولا يستبعد أن يتجلّى الانفجار "باندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ "اندلاع حرب جديدة أمر غير مستبعد، وربما يكون منفذاً لحماس، لتغير المعادلة القائمة على الأرض". ويقول إنّ هذا يعود لسببين: "الأول الأوضاع الداخليّة القاسية في غزة، والثاني الخلافات الحادة بين حماس والنظام المصري".

من جانبه، يتوقّع أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية في غزة، هاني البسوس، في تصريحات إلى "العربي الجديد"، أن يتجسّد "انفجار" غزة، بمزيد من الأعمال المخالفة للقانون، مثل التفجيرات والاعتداءات، ما سيقود القطاع إلى وضع أسوأ مما هو عليه الآن".

ويرى أنّ "التفجيرات والاعتداءات القائمة حالياً في غزة، مؤشر على أنّ الوضع الأمني قد يكون أسوأ مما كان عليه في الماضي"، مرجحاً "مزيداً من التجاوزات التي قد تصل إلى حالة من الفوضى النسبيّة وليست الكاملة، لأن هناك حالة من الضبط من قبل الأجهزة الأمنية".


ويستبعد البسوس أنّ تتجه حركة "حماس" أو الفصائل الفلسطينيّة إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل، ذلك أنّ "قطاع غزة لم ينفض غبار حرب 2014 عن كاهله بعد، والفلسطينيون في القطاع غير معنيين بأي حرب في هذا الوقت".
ويشير إلى أن تهديدات "حماس" بانفجار قريب للقطاع باتجاه إسرائيل، قد تكون نوعاً من التهديدات التي تأتي في إطار التنفيس عن المواطنين فقط"، مشدداً على أنّ "حماس ليست معنية حالياً بمواجهة عسكريّة مع الاحتلال".
وفي الآونة الأخيرة استهدفت عدة تفجيرات مؤسّسات دوليّة وفلسطينيّة ومنازل وسيارات تعود لشخصيات في حركتي "فتح" و"حماس" في قطاع غزة، في حوادث نادراً ما تقع منذ سيطرة "حماس" على القطاع عام 2007.

المساهمون