تيريزا ماي تواجه عاصفة انتقادات من حزبها

ماي تواجه عاصفة انتقادات من حزبها بعد إعلان نيتها البقاء برئاسة الحكومة

31 اغسطس 2017
تصريحات ماي تجلب لها انتقادات (كازوهيرو نوغي/ فرانس برس)
+ الخط -


أثارت تصريحات تيريزا ماي، حول نيتها الاستمرار كرئيسة لوزراء بريطانيا لفترة طويلة الأمد، انتقادات شخصيات رفيعة في حزب المحافظين. وصرحت ماي في سلسلة مقابلات تلفزيونية أجرتها معها "بي بي سي" و"سكاي نيوز" خلال زيارتها الحالية لليابان أنها "ليست انهزامية"، وأنها ترغب في قيادة المحافظين في الانتخابات العامة المقبلة، حيث أشارت إلى أنها تخطط للبقاء في منصبها على الأمد البعيد.

وخلال مؤتمر صحافي أجرته مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، اليوم الخميس، ردت ماي على سؤال عما إذا كانت هناك شكوك حول بقائها في منصبها بعد العام 2019 "لقد قلت إني لست انهزامية، وهناك مهام تتطلب العمل على المدى البعيد. هناك تحديات هامة تحتاج لأن تنجز في المملكة المتحدة ... نعيش أوقاتاً حرجة جداً في المملكة المتحدة حالياً."

في المقابل، لدى نواب حزب المحافظين في البرلمان البريطاني وجهة نظر أخرى حول مستقبل رئيسة الوزراء، فقد عبروا عن تحفظهم على خطط ماي خوض الانتخابات العامة المقبلة كرئيسة لحزب المحافظين، حيث يرون أنها لا تزال قيد التجربة، بينما يتوقع العديد منهم تنحي رئيسة الوزراء من منصبها فور إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس/ آذار 2019.

في مداخلتها في برنامج "هاردتوك"، الذي تبثه "بي بي سي"، أشارت وزيرة التعليم السابقة ورئيسة لجنة الخزينة (المالية) في البرلمان البريطاني نيكي مورغان إلى صعوبة وضع ماي، خاصة بعد نتيجة الانتخابات السابقة في الثامن من يونيو/ حزيران، والتي فقدت فيها ماي الأغلبية المحافظة في مجلس العموم. وقالت مورغان: "سيكون من الصعب على تيريزا ماي قيادتنا في الانتخابات العامة المقبلة ... يجب أن نفكر في كيفية تجديد انتصارنا الانتخابي".


أما نائب رئيس الوزراء السابق، مايكل هيسلتين، فقد اعتبر أنه لا مستقبل "طويل الأمد" لماي في قيادة حزب المحافظين. ورأى أن "على الحزب التحقق مما إذا كان بقاء ماي في قيادة الحزب يصب في صالحه، واتخاذ القرار حول رغبته في خوض المعركة مجدداً، مع جيريمي كوربن (زعيم حزب العمال) والتي رأيناها قبل عدة أشهر."

وأضاف هيسلتين في تصريحه لـ"بي بي سي": "المستقبل بعيد الأمد صعب على تيريزا ماي لأنني لا أعتقد أن لها مستقبلاً بعيد الأمد ... أظن أننا سنواجه انتخابات عامة خلال عامين."

أما البرلماني، غرانت شابس، ومدير الحزب سابقاً، فقد علق على تصريحات رئيسة الوزراء بأنها لا تستطيع "القفز مباشرة" من رميها للأغلبية المحافظة في البرلمان إلى نيتها البقاء في القيادة في العقد المقبل، قائلاً "يجب عليها أن تثبت نفسها".

إلا أن أشد الانتقادات، الموجهة لماي، أتت من وزير المالية السابق ورئيس تحرير صحيفة "إيفننغ ستاندارد" الحالي، جورج أوزبورن، إذ كتب في افتتاحية الصحيفة أن رئيسة الوزراء مثل "الأحياء الأموات في فيلم رعب من الدرجة الثانية." وأضاف "بريطانيا تحتاج فيلماً أفضل من هذا".

أما كاتي بيريور، مديرة الاتصالات السابقة في مكتب رئاسة الوزراء، والتي غادرت منصبها حين تمت الدعوة للانتخابات السابقة، فأشارت إلى أن "ماي لا تمتلك أي خيار عدا الإعلان عن نيتها البقاء مستقبلاً، ولكنها تتوقع أنها لن تخوض الانتخابات القادمة."

وتابعت: "أعتقد أنها قامت بالأمر الصواب. لا تستطيع التصريح بأي شيء آخر. أذكر، عندما صرح ديفيد كاميرون بنيته التنحي في نقطة معينة، أن الأمور تدهورت منذ تلك الحين." وأضافت: "إن ماي تدرك أنك لا تستطيع أن تحدد يومك الأخير في السياسة".

وجاء صوت وزير الخارجية، بوريس جونسون، والذي يعد أحد المنافسين الرئيسيين على زعامة الحزب، مؤيداً لتصريحات ماي، حيث قال إنها تحظى "بدعمه التام". وقال خلال زيارته الحالية لنيجيريا "نحن بحاجة لإتمام البريكست. وهي المرشح الأمثل لإيصالنا إلى النتيجة الأفضل لبلدنا ومن ثم توفير ما نتطلع إليه جميعاً، وهو هذه الأجندة المثيرة لبريطانيا العالمية".