شهيد وعشرات الجرحى في هجوم الاحتلال على مخيم الفوار

شهيد وعشرات الجرحى في هجوم الاحتلال على مخيم الفوار

الخليل

محمد عبيدات

avata
محمد عبيدات
16 اغسطس 2016
+ الخط -

 استشهد الشاب محمد أبو هشهش (17 عاماً) برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الثلاثاء، خلال الحملة العسكرية المتواصلة على مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، والتي خلفت عشرات الجرحى حتى هذه اللحظة.

 وقالت مصادر طبية فلسطينية لـ"العربي الجديد"، إن الشاب أبو هشهش أصيب بالرصاص الحي في الصدر، ونقل بحالة حرجة إلى المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، دون تمكن الأطباء من إنقاذ حياته.

وتواصل قوات الاحتلال، منذ ساعات الفجر الأولى، اليوم، هجومها على مخيم الفوار، وفرضت عليه حصاراً محكماً، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

واقتحمت عشرات الآليات العسكرية أزقة المخيم، حيث هاجم جنود الاحتلال عشرات المنازل، واعتلوا أسطحها، فيما تولّى القناصة قنص الشبان الذين خرجوا من منازلهم في محاولة للتصدي للجنود، ما أوقع عشرات الإصابات في صفوف الشبان بالرصاص الحي إضافة إلى حالات الاختناق.

وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، إن طواقمها نقلت أكثر من 26 إصابة بالرصاص الحي في الأطراف إلى مستشفيات مدينة الخليل، مع وجود صعوبة في تنقل سيارات الإسعاف نتيجة الإغلاقات والحصار الذي فرضه جنود الاحتلال على المخيم.

بينما قالت مصادر أخرى من داخل المخيم، إن عدد الإصابات وصل إلى أكثر من 50 إصابة، من بينهم 40 بالرصاص الحي، ورصاص "التوتو" المحرم دولياً.

وأوضحت المصادر ذاتها أن عشرات الإصابات، بالرصاص المعدني وحالات الاختناق، نقلت إلى داخل مبنى خدمات اللاجئين في المخيم، حيث يقدم لهم الأطباء والمتطوعون الإسعافات بشكل ميداني.

وعند ساعات الظهر، وبعد زيادة حدة العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال على أهالي المخيم العزّل؛ أطلق نشطاء، عبر مكبرات الصوت في جوامع المخيم، نداءات استغاثة للأطباء والممرّضين ومتطوعي الإسعاف بضرورة التوجه إلى مركز الخدمات لإسعاف الجرحى والمصابين.

وقال الناشط الحقوقي، أمين البايض، لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 700 جندي إسرائيلي اقتحموا المخيم، منذ الساعة الثالثة من فجر اليوم٬، ودهموا أكثر من مائة منزل، وأخضعوا سكانه للاستجواب، ودوّنوا معلومات شخصية عن تلك الأسر.

ولم يستبعد البايض، من خلال تواصله مع مؤسسات حقوق الإنسان، أن تكون الحملة العسكرية، التي أوقعت عشرات الإصابات، عبارةً عن مناورة عسكرية وتدريبات لقوات الاحتلال، معتمداً على عدد الفرق ومجموعات الجنود التي شنت العملية.

واستولى جنود الاحتلال على بعض المنازل، وحوّلوها إلى ثكنة عسكرية، بينما حاولوا الوصول إلى النقاط التي استخدمها المسعفون كأماكن لتقديم الإسعاف الأولي للمصابين، قبيل نقلهم إلى المستشفيات.

ويعيش حوالى عشرة آلاف نسمة في مخيم الفوار، على مساحة كيلومتر مربع واحد، ويقبعون تحت وطأة الحصار الذي فرض عليهم منذ ساعات الصباح، فيما يخشى السكان أن تزداد الأمور سوءاً، خصوصاً مع التهديدات التي نشرت عبر المواقع العبرية بأن العملية العسكرية مستمرّة حتى يتم اقتحام منازل المخيم كافة.

وقال شهود عيان من داخل المخيم لـ"العربي الجديد"، إن جنود الاحتلال تعمّدوا، منذ ساعات الصباح، إلحاق الخسائر البشرية خلال عمليتهم العسكرية المفاجئة، إذ أطلق القناصة الرصاص على بعض الشبان بمجرد تحركهم في المكان، في الوقت الذي قنصوا فيه الشبان في أطرافهم خلال المواجهات العنيفة التي شهدتها أزقة المخيم.

وأضاف الشهود أن جنود الاحتلال اعترضوا طريق مركبات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وشرعوا بتصوير المصابين، وذلك للتعرف إليهم واعتقالهم في وقت لاحق.