إيران ترد على فرنسا: لا تفاوض حول الصواريخ

إيران ترد على فرنسا: لا تفاوض حول الصواريخ

31 اغسطس 2018
قاسمي عن الانتقادات بشأن صواريخ إيران: "افتراءات" (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من حاجة إيران إلى موقف أوروبي لـ"إنقاذ" الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى في 2015، بعد انسحاب واشنطن منه، إلا أنّها بدت حاسمة في ردها على دعوة فرنسا إلى التفاوض بشأن منظومتها الصاروخية، وأكدت رفضها أي محاولة بشأن ذلك.

فقد ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، على وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي رأى ضرورة في تفاوض إيران بشأن المنظومة الصاروخية، فقال إنّ البرنامج الصاروخي الإيراني "دفاعي ومشروع ومطور محلياً، ويعد مصيرياً بالنسبة لأمن البلاد ومواطنيها"، مؤكداً أنّ هذا البرنامج "غير قابل للتفاوض، ولا بأي شكل من الأشكال".

وفي بيان صادر اليوم، الجمعة، قال قاسمي إنّ "العالم برمته والساسة في فرنسا، يعلمون أنّ سياسات إيران الإقليمية تهدف لتحقيق السلام والاستقرار الدولي والإقليمي، وتحارب الإرهاب والتطرف"، مضيفاً "إذا كانت هذه الحرب غير مرحّب بها من قبل عدد من الدول التي تتسبب بدورها بنزاعات وأزمات، فعلى هذه الدول أولاً أن تصلح وتعدّل من سياساتها".

كما اعتبر أنّه "في ظل هذه الظروف، لا مفرّ من أن تنفذ الأطراف الثانية تعهداتها، ولا يوجد كذلك أمام إيران سوى أن تبقى غير واثقة بالآخرين طالما أنّ هؤلاء يتنصّلون من تعهداتهم".

وأكد أنّ "إيران صرّحت أكثر من مرة، حول المزاعم التي تقلق الآخرين، بكل شفافية ووضوح"، واصفاً الاتهامات الموجهة إليها والمرتبطة بالصواريخ والدور الإقليمي، بأنّها "افتراءات ناتجة عن الإدراك الخاطئ أو جهل عدد من الدول"، حسب تعبيره.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 8 مايو/أيار الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015، وقرّر استئناف العقوبات على طهران، بحجة أنّه اتفاق "ناقص" ولا يقيد نشاط طهران الإقليمي ولا برنامجها الصاروخي الخاص بتجريب صواريخ باليستية.

وفي ما يخصّ الاتفاق النووي، نقل قاسمي أنّ "المفاوضات أسفرت عن اتفاق دولي مُحكم، ما دلّ على حسن النوايا الإيرانية والتزام طهران بالحوار كمنطلق للحل السياسي، وسعيها للاستفادة من السبل المنطقية والسلمية"، بحسب قوله.

وانتقد ما اعتبرها "مطالب متزايدة من قبل عدد من شركاء الوزير الفرنسي"، لافتاً إلى أنّ "هذه المطالب، وعدم قدرة الأوروبيين على منح الضمانات اللازمة لطهران للحفاظ على الاتفاق، يعني أنّه لا ثقة ولا ضرورة ولا مبررات للدخول في حوار حول مواضيع هي بالأساس ليست محل تفاوض".

وكرّرت فرنسا انتقاداتها لبرنامج طهران الصاروخي، حتى خلال الفترة التي كانت تدور فيها المباحثات النووية، بينما تحاول إيران الفصل بين هذا الملف باعتباره "دفاعياً" ولا يشكل أي انتهاك للاتفاق، وبين الملف النووي.


إلى ذلك، كتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف على "تويتر"، أمس، أنّ "احترام الاتفاق النووي ليس الخيار الوحيد أمام إيران"، قائلاً إنّ الحفاظ عليه "يتطلّب التزاماً بعلاقات اقتصادية مع طهران، بدلاً من الاستمرار بطرح المطالب".


ويأتي ذلك، بعد صدور تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد التزام إيران بتعهداتها في الاتفاق، إلى جانب عقد اجتماع أوروبي في فيينا، أكدت خلاله منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، على إمكانية حل كافة أشكال الخلافات مع طهران "عبر الحوار".