تونس تطوّق خطر الهجمات "الإرهابية" خلال شهر رمضان

تونس تطوّق خطر الهجمات "الإرهابية" خلال شهر رمضان

07 يوليو 2016
توجيه ضربات استبقاية للخلايا (ناصر طلال/فرانس برس)
+ الخط -

وسط حذر وترقب، تمكّن التونسيون من اجتياز شهر رمضان بدون تسجيل عمليات "إرهابية"، الأمر الذي أرجعه البعض إلى اليقظة الأمنية والعسكرية، التي ساهمت في إحباط مخططات بعض الخلايا.

ليلة العيد، تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمنيهلة، ولاية أريانة، خلال عملية استباقية، من الإطاحة بخلية "إرهابية" تضم 7 "عناصر تكفيرية"، بايعوا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقالت وزارة الداخلية، في بيان لها، إن "عناصر الخلية خططوا وشرعوا في التسلل إلى ليبيا، حيث تم إلقاء القبض على عنصرين من أفراد الخلية، من طرف فرقة الحدود البرية للحرس الوطني بالزكرة، ولاية مدنين في الجنوب.

وأوقفوا وهم بصدد اجتياز الحدود التونسية الليبية خلسة، وذلك قصد الالتحاق بصفوف تنظيم (داعش) في مدينة سرت، للتدرب على استعمال الأسلحة، والعودة إلى بلادنا لتنفيذ اعتداءات إرهابية انتقاماً من العملية الأخيرة في بن قردان".

وأرود البيان، أن بعض أفراد الخلية على "علاقة بالعناصر الإرهابية التي أطاحت بها وحدات الحرس الوطني في جهة المنيهلة، خلال شهر مايو/أيار الماضي، وعناصر إرهابية أخرى، مبحوث عنها ومتحصنة في ليبيا، والتي تم القضاء عليها في عملية بن قردان".

وأشارت تقارير، ليل أمس الأربعاء وفجر اليوم الخميس، إلى أن هناك حالة استنفار أمنية في بن قردان، بعد ورود معلومات عن "تسلل إرهابيين إلى المدينة"، في حين ربطت أخرى ذلك بوصول جثامين المهاجرين السوريين الذين لقوا حتفهم أخيراً غرقاً في البحر.

في السياق، قال العميد السابق في الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، إنها "المرة الأولى في تونس، خلال السنوات الأخيرة، التي يمر فيها رمضان من دون حصول عمليات إرهابية". معتبراً أن "اليقظة الأمنية والعسكرية كانت كبيرة، إذ تم إحباط وشن عدد من المتابعات، بعضها أعلن عنها، وبعضها بقي سرياً".

وأضاف بن نصر، أنه تم إلقاء القبض على عدد من "العناصر الإرهابية" داخل المدن، وفي الجبال، وعلى الحدود التونسية. كما تم إيقاف عدد من السيارات المشبوهة، وهو ما يؤكد أن المجهودات كانت كبيرة جداً خلال هذا الشهر، يضيف بن نصر.

وأوضح المتحدث ذاته، أنه بالتوازي مع المجهودات الأمنية، فقد ساهم المواطن في تعزيز اليقظة، مبيناً أن "فشل العناصر الإرهابية في شن هجمات خلال شهر رمضان، يدل على أنها لم تعد قادرة على الحركة داخل التراب التونسي، في ظل تفكك بنيتها والضربات الموجعة التي تلقتها في العمق".

وأشار العميد السابق، إلى أن "عدداً من المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال، نزلت في الفترة الأخيرة، بحثاً عن المؤونة، وتمت محاصرتها وإصابة عدد منهم".

وتابع، أن "هناك عملا كبيرا أنجز لمقاومة الإرهابيين، لكن التهديدات تبقى قائمة، وأن عنصرا واحدا قادرا على تنفيذ هجمات، لذلك فإن الاستنفار يبقى قائماً بعد رمضان، خاصة خلال فصل الصيف".

من جهته، قال الخبير الأمني والعقيد السابق في الحرس الوطني، علي زرمدين، إنّ "النجاح الذي تحقق في تونس، لم يكن من فراغ".

وأضاف، أنه كان "نتيجة عمل استباقي واستخباراتي دقيق". وربط ذلك بالإعداد اللوجستي وكشف الخلايا طيلة العام، ما كان له دور فعال في إفشال عدد من المخططات.

وأوضح زرمدين لـ"العربي الجديد"، أنّ "كشف عملية المنيهلة التي خطط لها الإرهابيون، أنقذت تونس من بحر من الدماء، خُطط لكي تحصل خلال شهر رمضان، وهدفها تدمير الاقتصاد وضرب السياحة، مثلما حصل في باردو وعملية سوسة الإرهابية".

وأشار المتحدث ذاته إلى أنّ تنفيذ عمليات مشابهة، كان كفيلاً بأن ينهي الخيط الرفيع الذي يرتكز عليه الاقتصاد والسياحة في تونس. معتبراً أن النجاحات الأمنية والعسكرية حالت دون وقوع اغتيالات سياسية، وضرب مؤسسات سيادية.

وأوضح زرمدين، أن "الحملات الأمنية التي طاولت العناصر الإرهابية، جعلت شهر رمضان يمر بسلام".

إلى ذلك، نبه الخبير الأمني إلى أن الخطر يبقى قائماً. معتبراً أن "الإرهاب يحيط بتونس من كل جانب، بفعل الوضع الإقليمي المضطرب". محذراً من "الغرور بالنجاحات المحققة حاليا في سرت، لأن الصورة مازالت قاتمة في ليبيا، وفي كامل الساحل الأفريقي، وعلى ضفاف المتوسط".

كما اعتبر أن "المخاطر قد تأتي من خلال عودة الأطراف التي تم تجنيدها، وقد تعود بصفة مهاجرين أو تائبين" على حد وصفه.

المساهمون