المعارضة السورية تبحث اتفاق الجنوب في عمّان

المعارضة السورية تبحث اتفاق الجنوب في عمّان

19 يوليو 2017
تندرج مطالب المعارضة بسياق الحل العادل للقضية(سمير الدومي/فرانس برس)
+ الخط -




يواصل وفد من فصائل المعارضة في الجنوب السوري لقاءاته في العاصمة الأردنية عمّان، بهدف بحث اتفاق "تخفيض التوتر" الخاص بالمنطقة الجنوبية.

وقال أبو توفيق، ممثل فصيل "توحيد الأمة" العامل في الجنوب السوري والمشارك في اجتماعات عمّان لـ"العربي الجديد" إن هذه الاجتماعات متواصلة، إذ جرت "مناقشات مستفيضة مع الجانب الروسي، على قاعدة أن يكون الاتفاق في الجنوب أساساً ومنطلقاً لحل سياسي شامل في جميع الأراضي السورية".

وأوضح أبو توفيق أنه "لم يتم حتى الآن التوقيع على أي شيء، وما زالت كل الأمور خاضعة للنقاش، إذ تندرج مطالب وفد المعارضة في سياق الحل العادل للقضية السورية".

وعن أبرز مطالب المعارضة خلال هذه المفاوضات، أوضح أبو توفيق أنها تتمثل في "انسحاب المليشيات الشيعية والمرتزقة الإيرانيين، بما فيها حزب الله، إلى خط لا يقل عن 40 كم باتجاه دمشق، ووقف القصف الجوي، وفتح المعابر تحت إشراف إدارة مدنية من مجلس محافظة درعا، مع الرفض الكامل لوجود النظام أو علمه على المعابر".

وقال إن فصائل المعارضة رحبت بوجود مراقبة من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والأردن على المعابر، كما أنه وافق على عبور قوافل الإغاثة لكل سورية من الحدود الأردنية، وتعهد بحمايتها ضمن حدود سيطرة فصائل المعارضة.

وشدد أبو توفيق على أن الاتفاق غير منجز حتى الآن، وأن ما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن هو الإطار العام، لكن التفاصيل يتم التفاوض عليها الآن مع الفصائل عبر مفاوضات غير مباشرة مع الروس، مشدداً على أنه "لا أحد يستطيع أن يفرض علينا شيئاً، وسلاحنا ما زال بأيدينا".

وأكد أن جميع الأطراف، خاصة الجانب الأردني، "أبلغونا أنه لن يتم فرض أي شيء علينا".

وبشأن إدارة معبر نصيب، أوضح المصدر ذاته أن وفد المعارضة رحب بعودة المعبر للعمل تحت إدارة مجلس محافظة درعا، مع وجود مراقبين دوليين من الاتحاد الأوروبي أو الأردن، "لكن نرفض بشدة أي وجود للنظام على المعبر، والذي انتزعناه بدماء شبابنا، ولن نعيده للنظام بالمفاوضات"، حسب تعبيره.

وبيّن أن أغلب قادة الجبهة الجنوبية موجودون في الاجتماعات "مثل العقيد زياد الحريري قائد قوات تحالف الجنوب، وأبو حسن قائد فرقة أحرار نوى، وأبو مرعي قائد الفرقة 46"، مشيراً إلى وجود انسجام كبير بين مكونات الجبهة الجنوبية بشأن سبل التعاطي مع اتفاق الجنوب.

وقال إن فصائل المعارضة أبدت تحفظاً على نشر قوات أجنبية في مناطق نفوذها، لأن عناصر المعارضة قادرون بمفردهم على حفظ الأمن، وستتم المبادرة إلى تشكيل مجلس عسكري موحد لفصائل الجنوب، وشرطة محلية تخضع لمجلس محافظة درعا.

من جهته، قال الناطق باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس لـ"العربي الجديد" إنه "لم تجر حتى الآن لقاءات بين فصائل المعارضة والدول الراعية للاتفاق"، و"لكن ذلك قد يحدث في الأيام القليلة المقبلة".

وأوضح الريس الموجود في عمّان، أنه يوجد مندوبون في عمّان لأغلب الفصائل بشكل دائم، و"ربما تكون قد جرت اتصالات مع بعضهم بشكل فردي، لكن عادة في حال وجود أمر مهم، فإن الفصائل تكون ممثلة بقادة الفصائل، وليس عبر المندوبين".  

وبشأن أبرز ملاحظات الفصائل على الاتفاق، قال الريس إنه "لا توجد حتى الآن ورقة مطالب نهائية متفق عليها بين الفصائل"، لكن "رأيي الشخصي أن الاتفاق يجب أن يضم الغوطة الشرقية والبادية السورية، فضلاً عن ضرورة توثيق الانتهاكات الكثيرة التي تقوم بها قوات النظام للاتفاق في كل من درعا والقنيطرة".

وأعرب الريس عن اعتقاده بأنه لن يطرأ أي تغيير على وضع معبر نصيب بين سورية والأردن، والذي يخضع حالياً لسيطرة فصائل المعارضة.