كيف قرأت "النهضة" ولجنة إنقاذ "نداء تونس" رسائل السبسي؟

كيف قرأت "النهضة" ولجنة إنقاذ "نداء تونس" رسائل السبسي؟

24 نوفمبر 2016
قرأ البعض بروداً بين الحليفين (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

أثارت الرسائل المبطّنة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في حواره أول من أمس الثلاثاء، ردود فعل لدى الأطراف المعنية، تراوحت بين التبرير والتوضيح والنفي، لا سيما من قبل حركة "النهضة"، ولجنة الإنقاذ المنبثقة عن جناح من حزب "نداء تونس"، والذي يترأسه قائد السبسي نفسه.


وفي حين عكفت "النهضة" على عرض موقفها من "رابطات حماية الثورة"، وحقيقة التحالف مع "نداء تونس"، فضّلت لجنة الإنقاذ درس رسائل قائد السبسي، والتي لمّحت إلى إمكانية تفكّكها، من دون إبداء موقف واضح.


وكان الرئيس التونسي قد قال، في حوار مع قناة "الحوار التونسي" الخاصّة، إنّه لم يتحالف مع حركة "النهضة"، وإنّما تعامل معها "وفق حجمها الانتخابي ونتائج الاستحقاق التشريعي عام 2014"، وهو ما رأى فيه البعض تعبيراً عن برود في العلاقة بين "النهضة" و"نداء تونس"، وبداية تملّص من التحالف.


لكنّ القيادي في "النهضة" ورئيس الحكومة الأسبق، علي العريض، اعتبر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ اعتماد قائد السبسي على نتائج الانتخابات "ليس سراً"، مؤكداً أنّ نتائج الانتخابات هي التي حكمت على الأطراف السياسية بأن تعمل مع بعضها، مشيراً إلى أنّه لا مانع من العمل المشترك على مستوى البرامج.


واستدرك العريض بالقول إنّه "على مستوى المزاج وما ترسّب من السنوات الماضية من صراعات، كان هناك صعوبة في التعامل المشترك والتحالف"، مضيفاً أنّ "نتائج الانتخابات دفعت الطرفين إلى العمل معاً، إضافة إلى دور القيادات في الحزبين الذين جعلوا من الالتقاء فرصة للتقارب".

وذكّر العريض بأنّ "رئيس الجمهورية يكرّر في عدة مناسبات أنّه احترم نتائج الانتخابات وأنّها تعبير عن الديمقراطية، وراعى ضرورات استقرار البلاد بتقارب الحزبين"، معتبراً أنّ قائد السبسي لم يتملّص من التحالف، واصفاً تصريحاته بأنّها "خطاب سياسي ناجح".

ووجّه قائد السبسي في حواره، أصابع الاتهام للترويكا ككل، بالمسؤولية عن الوقوف خلف "رابطات حماية الثورة"، رغم العنف الذي ارتكبته ضد معارضيها.

لكنّ العريض، المسؤول الثاني بالبلاد في فترة الترويكا، لفت لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "رابطات حماية الثورة" و"لجان حماية الثورة"، هي جمعيات تشكّلت خلال فترة تولي قائد السبسي رئاسة الحكومة عام 2011، عندما كان هناك خوف حقيقي من الخطر على الديمقراطية، والعودة إلى الاستبداد.

وشدد العريض على أنّ "النهضة" بادرت إلى منع هذه الجمعيات من ممارسة العنف بأمر من وزارة الداخلية سنة 2012، ثم عندما لاحظت أنها عمدت للتدخل في شؤون المواطنين وإكراههم، قامت السلطة سنة 2014 بإحالة ملفاتها للقضاء، الذي حكم بإنهاء نشاطها.

ونفى العريض أن تكون "النهضة" دعمت وحمت "رابطات حماية الثورة"، عندما مارست العنف وقامت بتجاوزات، معتبراً ذلك "مغالطة للتاريخ".




أما لجنة الإنقاذ في حزب "نداء تونس"، والتي كان لها حيّز من انتقادات قائد السبسي، الذي شبّه أحد قياداتها، مدير ديوانه السابق رضا بلحاج بـ"عدو يرتدي ثوب صديق"، فإنّها لم تر في تصريحات رئيس الجمهورية "إعلان حرب" ضدّها.

وقال رئيس لجنة الإنقاذ، المنصف السلامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيس الشرفي لنداء تونس ورئيس البلاد لا يضمر عداء للجنة، وإنّما قصد أنّها تضمّ في صفوفها مجموعات كانت تعمل معه، غير أنّها هاجمته لاحقاً".

وأوضح السلامي أنّ قائد السبسي، اقترح ألا يلتقي لجنة الإنقاذ بصفة منفردة، وإنّما في إطار لقاء مع كامل مكونات حزب "نداء تونس" الذي أسسه، معتبراً أنّ ذلك يشير إلى أنّ قائد السبسي لا يرفض العمل مع اللجنة أو لقاءها.

وأشار السلامي إلى أنّ لجنة الإنقاذ طلبت لقاء رسمياً من قائد السبسي باعتباره رئيساً، كاشفاً أنّ اللجنة ستجتمع لاحقاً لتحليل حوار الرئيس، والجانب الذي يخصّها منه في إطار التشاور.

ويبدو أنّ مواصلة لجنة الإنقاذ عملها في الإعداد للمؤتمر الانتخابي لـ"نداء تونس"، وتنصيبها قيادة مؤقتة للحزب، لم يعد محسوماً، بعد الرسائل المشفرة من قبل قائد السبسي.

ورداً على سؤال عن ذلك، قال السلامي إنّه "سيتم الاجتماع لتحديد ذلك، وكل حر في قراره"، لافتاً إلى أنّ بياناً سيصدر، في وقت لاحق، حول مستقبل لجنة الإنقاذ.