مجموعات عمل أميركية كورية شمالية بشأن نزع السلاح النووي

مجموعات عمل أميركية كورية شمالية بشأن نزع السلاح النووي

07 يوليو 2018
سيواصل بومبيو وشول مناقشاتهما اليوم (أندرو هارنيك/فرانس برس)
+ الخط -
شكّل مسؤولون أميركيون وكوريون شماليون، مجموعات عمل لمعالجة "التفاصيل" بما في ذلك التحقق من الجهود الرامية إلى تحقيق نزع السلاح النووي، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، اليوم السبت.

ونقل تقرير مجمع للصحافيين المرافقين لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في ثاني أيام زيارته لبيونغ يانغ عن هيذر ناورت، قولها إنّ مباحثات بومبيو مع المسؤولين الكوريين الشماليين، تضمّنت إعادة رفات الأميركيين الذين لقوا حتفهم في الحرب الكورية في الخمسينيات، بالإضافة إلى قضايا نزع السلاح النووي.

وفي محادثات مع كيم يونغ شول، وهو من كبار مسؤولي الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، والذي التقى من قبل بومبيو في نيويورك، قال بومبيو لدى توجهه للاجتماع، إنّ هدف الولايات المتحدة هو "النزع الكامل للسلاح النووي" لكوريا الشمالية.

ولم يعلّق كيم على قضية نزع السلاح النووي، واكتفى بالقول إنّ "هناك أموراً عليّ أن أوضحها".

وقالت إدارة ترامب إنه إذا تخلت كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية ستتحول إلى بلد غني وناجح. وعلى الرغم من عدم إجراء تجارب نووية أو صاروخية منذ قمة سنغافورة بين ترامب وكيم جونغ أون، الشهر الماضي، تظهر صور بالأقمار الصناعية تطوير محطة يونغبيون النووية.


وأشار التقرير، إلى أنّ بومبيو "حازم جداً" بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي بشكل كامل.

وبدأ بومبيو، السبت، في بيونغ يانغ، يوماً ثانياً من المحادثات مع المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي، في محاولة لوضع خطة لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وأقام بومبيو في دار للضيافة في بيونغ يانغ حيث أجرى محادثات مع كيم يونغ شول. والهدف من هذا اللقاء هو إعداد خارطة طريق مفصّلة نحو "نزع السلاح النووي بشكل تام من شبه الجزيرة الكورية"، بحسب الاتفاق بين ترامب وكيم، خلال قمتهما التاريخية بسنغافورة في 12 يونيو/حزيران.

ولم يتضح ما إذا كان الزعيم الكوري الشمالي، سيستقبل وزير الخارجية الأميركي.


وصباح السبت، غادر بومبيو مقر إقامته إلى مكان أجرى فيه مكالمة آمنة مع ترامب، بعيداً من أيّ مراقبة كورية شمالية محتملة، قبل أن يستأنف محادثاته حوالى الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (منتصف الليل توقيت غرينتش).

وسأل كيم يونغ شول، بومبيو، ما إذا استطاع النوم جيداً، خلال ليلته الأولى في كوريا الشمالية، فردّ الأخير بالإيجاب، وتبادل الرجلان الحديث لوقت قصير قبل أن يُطلَب من الصحافيين مغادرة الغرفة.

وقال بومبيو: "نعتبر الأمر في منتهى الأهمية لأنّه أول اجتماع رفيع وجهاً لوجه، منذ القمة بين الزعيمين" ترامب وكيم، مضيفاً "لقد تعهّد الرئيس ترامب بمستقبل أكثر إشراقاً لكوريا الشمالية".

مجاملات

وتابع بومبيو "أنّ العمل الذي نقوم به على طريق النزع الكامل للسلاح النووي، من خلال بناء علاقة بين بلدينا، هو أمر حيوي لكوريا شمالية أكثر إشراقاً، ونجاحٌ يطلبه منا رئيسانا". فردّ كيم يونغ شول: "بالطبع إنّه أمر مهمّ. هناك أشياء يجب أن أقوم بتوضيحها". وتابع بومبيو "هناك أشياء يجب أن أوضحها أنا أيضاً".

وكان كيم يونغ شول قد افتتح المحادثات، الجمعة، قائلاً: "كلما التقينا، ازدادت صداقتنا عمقاً، كما آمل"، مضيفاً "كلما زرتنا ازداد حجم الثقة التي يمكننا بناؤها بين بعضنا البعض"، ومشيراً إلى أنّها الزيارة الثالثة لبومبيو إلى الشمال.


وكان بومبيو، بدأ مساعيه الدبلوماسية في كوريا الشمالية، عندما كان مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه". وبعد تعيينه وزيراً للخارجية، ظل المحاور الأساسي بعدما أصبحت المفاوضات علنية.

وأجرى بومبيو، مساء الجمعة، برفقة مسؤولين كبار من وزارة الخارجية، و"سي آي إيه"، قبل أن يشارك في عشاء عمل مع كيم يونغ شول.

وصرّحت نويرت، بأنّ المسؤولين "تبادلا المجاملات والمزاح"، مضيفة أنّهما اتفقا على تشكيل مجموعات عمل لتحديد "التفاصيل العملية" من أجل تطبيق الوعود التي تم الالتزام بها في قمة سنغافورة.


ومنذ لقائه التاريخي مع كيم، بدا ترامب متفائلاً حيال فرص السلام في شبه الجزيرة الكورية المقسمة منذ الحرب الكورية 1950-1953، مشدداً على أن ّالتهديد بحرب نووية بات مستبعداً. وتأمل واشنطن بأن يبدأ النزع التام للأسلحة النووية في غضون عام، لكن العديد من المراقبين المختصين ومنتقدين لترامب يحذرون من أنّ تعهدات القمة مع كيم لا تعني الكثير، وأنّ العملية يمكن أن تستغرق سنوات حتى لو بدأت.


ولم يُفضّل البيان الصادر بعد قمة ترامب وكيم أي التزامات محددة، إذ أعاد كيم تأكيد "التزامه الثابت نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية التام من السلاح النووي"، وهو تعبير غامض خيّب تطلعات الخبراء خصوصاً، وأنّه لم يشمل أن العملية "يمكن التحقق منها ولا رجوع فيها"، كما تطالب بذلك الولايات المتحدة.

وقد كُلّف بومبيو بالتفاوض على برنامج من أجل التوصّل إلى خطة تأمل واشنطن منها أن يعلن كيم حجم برنامجه للأسلحة النووية، ويوافق على جدول زمني لتفكيكه.

وسيواصل بومبيو وكيم يونغ شول، مناقشاتهما طوال يوم السبت، قبل سفر وزير الخارجية الأميركي إلى طوكيو، لوضع حلفاء بلاده اليابانيين والكوريين الجنوبيين في صورة المفاوضات.


(فرانس برس، رويترز)