مصر: الرشى الانتخابية تغزو دوائر الجولة الثانية

مصر: الرشى الانتخابية تغزو دوائر الجولة الثانية

20 نوفمبر 2015
الجولة الثانية من الانتخابات تجرى في 13 محافظة (الأناضول)
+ الخط -
قبل انطلاق المرحلة الثانية والأخيرة لانتخابات البرلمان المصري بساعات، والتي تشمل 13 محافظة مصرية اليوم السبت وغداً الأحد في الخارج، والأحد والإثنين في الداخل، أكدت حملة "راقب يا مصري"، أنها رصدت خلال جولة لها في عدد من المحافظات انتشار الرشى بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحياة البرلمانية التي شهدتها البلاد.

ورصدت حملة "راقب يا مصري" تجاوزات عدة، بينها انتشار المال داخل الدوائر الانتخابية لرموز العائلات والشخصيات ذات التأثير، من أجل حثّ الأهالي على النزول إلى صناديق الاقتراع، خوفاً من عزوفهم عن الإدلاء بأصواتهم كما حدث خلال المرحلة الأولى من الانتخابات قبل أسابيع. وأكدت الحملة، في تقرير لها، أن هناك عدداً من المرشحين يريد حسم النتيجة لصالحه من الجولة الأولى من دون الحاجة إلى جولات إعادة، وأنّ هؤلاء يخشون نزيف المزيد من الخسائر المالية في جولة الإعادة التي ربما تكون أكثر خطورة من الجولة الأولى.
وأشارت الحملة إلى أن مبالغ خيالية أنفقت من قبل المرشحين خلال المرحلة الثانية، سواء في الدعاية أو الجولات الانتخابية أو من خلال الرشى التي انتشرت بطريقة لم يسبق لها مثيل.

وتتركز المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب في محافظات القاهرة، القليوبية، الدقهلي، المنوفية، الغربية، كفر الشيخ، الشرقية، دمياط، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، شمال سيناء، جنوب سيناء، على أن تقام جولة الإعادة للمرحلة الثانية نهاية الشهر الحالي وفي اليوم الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

اقرأ أيضاً مصر: الانقسامات تعصف بالأحزاب قبل الجولة الثانية من الانتخابات 

وقبيل بدء الاقتراع، رصد مراقبون مصريون انتشار الرشى الانتخابية في عدد كبير من محافظات المرحلة الثانية بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل، الأمر الذي أدى إلى عدم تكافؤ الفرص بين الكثير من الناخبين، وهو ما يعزز احتمالات عزوف الكثير من المواطنين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع. وأكد مراقبون أن تمدد واتساع ظاهرة شراء الأصوات وتصاعدها إلى حد صادم سيؤدي إلى برلمان فاشل، داعين أجهزة الدولة المعنية بضرورة الوقوف فوراً على أسباب عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات، بشكل يعكس مؤشراً خطيراً يتمثل في عودة كثير من أبناء الشعب المصري بمختلف فئاتهم وأعمارهم إلى عدم الاهتمام بالوضع السياسي ومستقبل الوطن. كما طالبوا بالإسراع في معالجة هذه الأخطاء وغيرها وكل ما أدى إلى هذا العزوف.
واستشهدت "حملة راقب يا مصرى" باعتراف المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات، المستشار عمر مروان، في تصريحات سابقة له، بانتشار ظاهرة الرشى الانتخابية وشراء الأصوات وسطوة المال السياسي، مؤكداً أن المواطن سيظل في حاجة إلي أموال تقدم إليه من قبل أي ناخب. وأشارت الحملة إلى أن ذلك دليل قوي على انتشار الفساد داخل مقر البرلمان قبل أن تبدأ جلساته.

ورصدت الحملة من خلال مقابلة لعدد من الأهالي في المحافظات عزوفهم عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، كما حدث خلال المرحلة الأولى، مؤكدين أن ضعف الإقبال رسالة احتجاج من الشعب على ممارسات السلطة الحالية. وفي السياق، لا يتردد محمد، وهو مهندس، في القول "لن أذهب للإدلاء بصوتي لأنني غير مقتنع بوجود مرشحين يستحقون تمثيلي على المستوى الشخصي أو البرامج الانتخابية". كذلك ترى سيدة مصرية أن السبب وراء عزوفها يعود إلى عدم ثقتها في القائمين على الحكم في مصر، فيما ربط رجل خمسيني يعمل في القطاع الخاص، بين الأحوال المعيشية الصعبة ووقته الذي لا يريد أن يهدره بعيداً عن العمل.
من جهته، يقول محمد إبراهيم، وهو موظف في أحد القطاعات الخاصة، "أصواتنا كمصريين ليس لها قيمة، فمهما انتخبنا ووقفنا بالساعات والأيام في طوابير طويلة، ستأتي الدبابات لتسحق نتائجها في أي وقت".
يذكر أن الانتخابات النيابية هي ثالث الاستحقاقات التي نصت عليها "خارطة الطريق"، التي تم إعلانها في 8 يوليو/ تموز 2013 عقب إطاحة الجيش الرئيس المعزول محمد مرسي، وتضمنت أيضاً إعداد دستور جديد للبلاد (تم في يناير/كانون الثاني 2014) وانتخابات رئاسية (أجريت في يونيو/حزيران 2014).
وأجريت الانتخابات البرلمانية في المرحلة الأولى في 14 محافظة مصرية، حيث جرت خارج البلاد في 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما انطلقت داخل مصر على مدار يومي 18 و19 من الشهر نفسه. وجرت جولة الإعادة في 26 و27 من الشهر نفسه، أما داخلها فجرت في 27 و28 أكتوبر.

اقرأ أيضاً: معركة "تعديل الدستور المصري" تثير أزمة

المساهمون