السودان: احتجاجات ليلية.. والحكومة تسعى لـ"حوار مباشر مع الشباب"

السودان: احتجاجات ليلية شرق الخرطوم.. والحكومة تسعى لـ"حوار مباشر مع الشباب"

05 فبراير 2019
اعتقالات واسعة بين المتظاهرين (فرانس برس)
+ الخط -
عادت الاحتجاجات إلى حي بري الواقع شرق العاصمة السودانية الخرطوم بمظاهرات ليلية الثلاثاء، وتسببت في إغلاق جزء من شارع معرض الخرطوم الدولي، أشهر الشوارع في المنطقة.

وقال شاهد عيان لـ"العربي الجديد" إن عشرات المحتجين خرجوا للمطالبة بسقوط النظام، ورددوا هتافات الحراك الشعبي المعتادة، كـ"سلمية سلمية ضد الحرامية".

وأوضح الشاهد أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وتجدد الثلاثاء زخم الحراك الشعبي في السودان المطالب بتنحي الرئيس عمر البشير وتشكيل حكومة انتقالية، وذلك بعد وقفات نوعية نفذتها نقابات وأساتذة جامعات وأطباء ومهندسون ومعلمون، فيما حددت المعارضة موعداً الخميس لموكب بوسط الخرطوم تضامناً مع ضحايا التعذيب داخل معتقلات جهاز الأمن.

وحاول عشرات المعلمين تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم بالخرطوم، احتجاجاً على مقتل زميلهم أحمد الخير عوض الكريم، المعلم بالمرحلة الثانوية بمدينة خشم القربة (شرق) السبت الماضي، تحت التعذيب، حسب ما أفادت أسرته بذلك، غير أن قوات الأمن تدخلت وفرقت المعلمين واعتقلت عدداً منهم، طبقاً لمصادر حزبية، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق وقفة احتجاجية نظمها "تحالف المحامين" المعارض أمام المحكمة العليا بغرض تقديم مذكرة لرئيس القضاء ضد العنف الممارس ضد المتظاهرين السلميين، وضد عمليات التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في المقرات الأمنية.


كما حاول المئات من خريجي جامعة الخرطوم، كبرى الجامعات السودانية، الوصول لدار رابطة الخريجين، لتنفيذ وقفة احتجاجية على العنف المفرط تجاه المتظاهرين، بعد أن منعتهم من ذلك قوات الأمن والشرطة، بينما أشارت مصادر لاعتقال عدد من الخريجين، وغيرها من التظاهرات.

حزب الأمة القومي: اعتقال قياديين

وعلى صعيد الاعتقالات أيضاً، أعلن حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب المعارضة في السودان، الثلاثاء، "اعتقال" أمينته العامة سارة نقد الله، وابنة زعيم الحزب أم سلمة الصادق المهدي.

وأوضح الحزب في بيان، أن القياديتين في الحزب "اعتقلتا خلال تنفيذ وقفة احتجاجية بالعاصمة الخرطوم اليوم" ، بحسب ما أوردت "الأناضول".

 

وقال الحزب إن القوات الأمنية تعاملت مع المحتجين "بعنف مفرط، واعتقلت عشرات المواطنين الذين عبروا عن رأيهم بسلمية". 

وأعلن البيان اعتقال "القيادية بالحزب الجمهوري (معارض) أسماء محمود محمد طه، والمحامي والناشط الحقوقي البارز نبيل أديب، إلى جانب عدد آخر من النساء والرجال" دون ذكر عددهم. 

وأكد حزب الأمة أن "ثورة الشعب مستمرة، وتكسبها الأيام صموداً أسطورياً وتقدماً تراكمياً، وإن القمع والبطش والقتل والاعتقالات لن تثني عن المضي قدماً بكل بسالة". 

وأشار البيان إلى "اعتقال أكثر من 80 من أعضاء وقيادات حزب الأمة" منذ بدء الاحتجاجات". وأضاف: "وبلغت الاعتقالات الآلاف بين المتظاهرين والنشطاء والسياسيين والمهنيين والإعلاميين". 

معتز موسى: الحوار المباشر مع الشباب 

وفي محاولة لاحتواء تداعيات التظاهرات المتأججة منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، أعرب رئيس مجلس الوزراء السوداني معتز موسى، الثلاثاء، عن تمسكه بـ"ضرورة إجراء الحكومة حواراً مباشراً مع الشباب المحتجين". 

وخلال زيارته وزارة النفط والغاز والمعادن، شدد موسى على ضرورة "إيجاد العذر لبعض الشباب غير المسيسين"، الذين خرجوا في احتجاجات، اعتراضاً على الأوضاع المعيشية خلال الفترة الماضية. 

وأقرّ بوجود صعوبات معيشية يعاني منها الشباب، لاسيما بعد انفصال جنوب السودان عام 2011، وفقدان السودان لموارده النفطية. مضيفاً أن السودان قبل الانفصال "كان يعيش في رخاء واستقرار اقتصادي، لأنه كان دولة نفطية". 

وأرجع موسى المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها السودان إلى العجز في الميزان التجاري الخارجي المقدر بـ6 مليارات دولار. منتقداً استمرار ارتفاع واردات السودان منذ الانفصال بنحو 9.5 مليارات دولار، مقابل صادرات بحوالي 3.5 مليارات دولار، بما فيها الذهب. 

وسقط خلال الاحتجاجات، التي شهد بعضها أعمال عنف، 31 قتيلاً بحسب أحدث إحصاء حكومي، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى 40، ويقدر نشطاء وأحزاب معارضة عددهم بـ50 قتيلاً.