أردوغان يتوقع التوصل إلى وقف إطلاق نار في إدلب

أردوغان يتوقع التوصل إلى وقف إطلاق نار في إدلب بعد لقاء بوتين

04 مارس 2020
قال أردوغان إن تركيا دولة لا تريد الحرب(مصطفى كماشي/الأناضول)
+ الخط -
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حديث إلى الصحافيين، اليوم الأربعاء، قبيل زيارته إلى موسكو، غداً، إنه يتوقع أن تسفر محادثاته، هذا الأسبوع، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن التوصل سريعاً إلى وقف لإطلاق نار في إدلب، شمال غربي سورية.

ويستقبل بوتين أردوغان في موسكو، غداً الخميس، لمناقشة الوضع في إدلب، شمال غربي سورية.
من جهته، قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إنّه يأمل في أن يتوصل الرئيسان إلى اتفاق على إجراءات مشتركة تتعلق بمحافظة إدلب السورية خلال اجتماعهما في موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، وفق ما أوردته وكالة "رويترز": "نعتزم مناقشة أزمة إدلب... نتوقع التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن الأزمة وسببها، والآثار الضارة المترتبة عليها، والتوصل إلى مجموعة إجراءات مشتركة ضرورية".

أمّا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، فقال إنّ أردوغان سيعرض على بوتين، غداً الخميس، مطالب تركيا وأهدافها ومقترحاتها بشأن الأوضاع في محافظة إدلب، موضحاً، في تصريح للصحافيين بمقر البرلمان التركي، أن هدف بلاده هو إيجاد حلّ سلمي وسياسي للأزمة السورية. وأضاف أن الاتفاقيات المبرمة مع روسيا بشأن إدلب، تواجه مشاكل عدة، وأن الرئيس أردوغان سيبحث مع بوتين سبل إنهاء تلك المشاكل.
وأكد أن تركيا تسعى جاهدة من أجل إحلال الاستقرار والأمن في المنطقة. وأردف قائلاً: "فعالياتنا في إطار عملية درع الربيع تسير وفقاً للخطة المرسومة، وجنودنا يؤدون المهام الموكلة إليهم ببسالة".
وقال أكار إن أنقرة تنتظر من روسيا الوفاء بالتزاماتها كدولة ضامنة، واستخدام نفوذها على النظام السوري لوقف هجماته والعودة إلى الالتزام بحدود اتفاق سوتشي. وأضاف أن الأنشطة التركية في محافظة إدلب تندرج تحت المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، المتعلق بـ"حق الدفاع المشروع"، وضمن إطار اتفاقيات أستانة وسوتشي.
وأشار إلى أن هذه الأنشطة تهدف إلى عرقلة الهجرة، وإنهاء الأزمة الإنسانية في المنطقة، وتوفير أمن حدود تركيا وشعبها.
وأكد أن تركيا سترد بقوة أكبر، ومن دون تردد على الهجمات التي ستتعرض لها وحدات الجيش التركي ونقاط المراقبة في إدلب.
وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، قال أردوغان في كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، إنّ النظام السوري فقد، منذ انطلاق عملية "درع الربيع"، ولغاية اليوم، أكثر من ثلاثة آلاف و200 من عناصره، مشدداً على أنّ تركيا لن تترك الشعب السوري المظلوم لوحده.
وقال في كلمته: "أثبتنا خلال عملياتنا الأخيرة أن تركيا ليست دولة لا تعرف كيف تحارب، بل دولة لا تريد الحرب".

وحول تصريح المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، بخصوص نية واشنطن تقديم ذخائر إلى تركيا، أوضح أردوغان رداً على أسئلة الصحافيين، أنه نقل مثل هذه الطلبات إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب.

وتحدّث عن أزمة اللاجئين، موضحاً أنه عقب الهجوم الذي أدى إلى مقتل 36 من الجنود الأتراك، فتحت أنقرة الأبواب أمام المهاجرين الراغبين بالذهاب إلى أوروبا، وهذا يتوافق مع القانون الدولي، واعتبر أنه على اليونان، التي تستخدم كافة الوسائل لمنع دخول اللاجئين إلى أراضيها، ألّا تنسى أنها قد تحتاج إلى الرحمة يوماً ما.
ودعا الرئيس التركي في كلمته "جميع الدول الأوروبية، وفي مقدمتها اليونان، إلى التعامل باحترام مع اللاجئين القادمين إليها، وبما يتلاءم مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وعرض أردوغان صورة لاجئين يونانيين بسورية أثناء الاحتلال النازي لبلادهم، وعلّق عليها بالقول: "ربما يكون أحد الأطفال الظاهرين في الصورة جد أو جدة رئيس الوزراء اليوناني".

لقاءات دبلوماسية

في غضون ذلك، تستمرّ لقاءات الوفود الأوروبية في تركيا، حيث استقبل نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، وفداً أوروبياً برئاسة الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل. وتباحث الجانبان خلال اللقاء الذي انعقد في قصر "تشانقايا" بالعاصمة أنقرة، في التطورات في سورية، والأزمة الإنسانية في إدلب ومسألة اللاجئين.
وأكد أوقطاي، خلال اللقاء، على ضرورة إيفاء الاتحاد الأوروبي بالتزاماته المنصوص عليها في الاتفاقية المبرمة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي بتاريخ 18 مارس/آذار 2016.
وكان الوفد قد التقى، أمس الثلاثاء، وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وبحث معه في قضايا أمنية إقليمية، على رأسها ملفي المهاجرين وإدلب السورية.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية نشرته على حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، أنّ أكار التقى مع بوريل والوفد المرافق بأنقرة، وبحث الجانبان قضايا الأمن الإقليمي وعلى رأسها مسألة إدلب والمهاجرين. وأضاف أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية التعاون والحوار المتبادلين، من دون مزيد من التفاصيل.


وجاء اللقاء على خلفية بدء تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا، اعتباراً من مساء الخميس الماضي، عقب تداول أخبار بأن أنقرة لن تعيق حركة المهاجرين باتجاه أوروبا.
والسبت، أعلن أردوغان أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مؤكدا أن بلاده لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.