روسيا ـ الأطلسي: عودة "الخط الساخن"

روسيا ـ الأطلسي: عودة "الخط الساخن"

10 مايو 2015
ارتفعت وتيرة المناورات العسكرية في أوروبا (أود اندرسن/فرانس برس)
+ الخط -
عاد "الخط المباشر" بين حلف شمال الأطلسي وموسكو، حسبما نقلت وسائل اعلام روسية عن صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" الألمانية في الثالث من مايو/أيار. وأفادت الصحيفة بأن "الخط المباشر سيعمل على مدار الساعة، وسيتابع عمله من طرف الأطلسي، القائد الأعلى لقوات الحلف في أوروبا، ورئيس اللجنة العسكرية فيه".

وذكرت الصحيفة بأن "قيام الطيران الروسي بطلعات جوية خرق خلالها المجال الجوي للبلدان الأوروبية، وكان سبباً رئيسياً في عودة الخط المباشر". وأفاد موقع "بوليت.رو"، بأن "مبادرة اعادة الخط بين الحلف وموسكو، جاءت من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير". وأكد ممثل روسيا الدائم لدى الأطلسي، ألكسندر غروشكو، في حديثٍ لوكالة "تاس"، أنّ "اللجوء إلى الخط الساخن ليس شيئاً جديداً، فقد كانت هناك اتفاقيات قديمة بين الاتحاد السوفييتي السابق وبلدان عدة في الأطلسي في سنوات الحرب الباردة، للحيلولة دون قيام أنشطة عسكرية خطرة". لكن غروشكو أكد في الوقت نفسه، أن "مجرّد الاشارة لهذا الموضوع، دلالة مهمة على تدهور الوضع الأمني، مما يدفع الحلف نفسه للتفكير بتخفيف التوتر، عبر استعادة أدوات من فترة الحرب الباردة".

وكانت وكالة "تاس" قد نقلت، في 6 فبراير/شباط الماضي، عن غروشكو، قوله إنه "خلال العام الأخير، تكثّف النشاط العسكري في بحر البلطيق والبحر الأسود كثيراً. وتتواجد قوات الأطلسي بصورة دائمة. ويقوم الحلف بتحريك دائم لوحدات من قواته على أراضي بولندا ودول البلطيق، وتستمر اليوم مناقشة امكانية مرابطة قواته على الخطوط الأمامية في تلك البلدان".

وأضاف في حينه، بأن "مركز التدريب في جورجيا، خطوة لا يمكن النظر إليها إلا كخطوة استفزازية". وأكد أنه "إذا ما نظرنا إلى مجمل النشاط العسكري الذي يقوم به الأطلسي اليوم، فسنرى تغييرات خطيرة للغاية في الوضع العسكري السياسي، خصوصاً على حدود روسيا. وهذا ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في التخطيط العسكري لدينا، من أجل ضمان أمن روسيا المشروع".

اقرأ أيضاً: تطلّع أميركي لدور في مجموعة النورماندي

أما من جهة الأطلسي، فقد نقلت صحيفة "واشنطن تايمز" عن قائد قوات الحلف في أوروبا، الجنرال فيليب بريدلف، قوله أمام الكونغرس الأميركي، إن "قوات الحلف في أوروبا عملت على مدى السنوات العشرين الماضية، على أساس الشراكة مع روسيا". وأضاف أن "الوضع الحالي يدلّ على أن ما تظهره موسكو حالياً، لا يُمكن النظر إليه كتعاون".

وفي سياق تعبير الأطلسي عن مخاوفه من السياسات التي تنتهجها القيادة الروسية الحالية، نشرت مجلة "نيوزويك"، في 16 أبريل/نيسان الماضي، مقابلة مع الأمين العام السابق للحلف، اندرس فوغ راسموسن، قال فيها "لقد اعتمدت روسيا ذلك التكتيك الذي يجمع بين الأساليب التقليدية في التعامل مع الدعاية المتطورة وحملة التضليل". وأضاف "بهذا المعنى، فإن روسيا أكثر خطورة من الاتحاد السوفييتي، فقد كان الاتحاد السوفييتي أكثر قابلية للتنبوء من قيادة روسيا الحالية".

وبما ينسجم مع نظرة راسموسن، نقلت وكالة "رويترز" في 27 أبريل عن ينس شتولتنبرغ، الأمين العام للحلف، تأكيده سياسات المواجهة مع روسيا، معتبراً أن الحلف "سيردّ على سلوك روسيا بحزمٍ أكبر نحو الشرق، ونقوم بذلك من خلال مضاعفة حجم قوة الرد السريع التابعة للأطلسي من 13 إلى 30 ألف عنصراً، وستُشكّل فرق الطليعة عنصراً أساسياً من قوات الحلف الجديدة، وهي قادرة على التحرك خلال أقل من 48 ساعة ".
وفي تطور لافت، شاركت الخارجية الروسية في المواجهة المتصاعدة مع الأطلسي، فقد نقلت وكالة "ريا نوفوستي" في 22 أبريل عن نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنطونوف، قوله "أدت الأزمة في أوكرانيا إلى تأزيم العلاقات مع الدول الأوروبية. الأشياء الإيجابية التي سبق أن بنيت مع الأطلسي انهارت. وبدلاً من تطوير التعاون واجراءات الثقة انتهج الأطلسي سياسة المواجهة". وأضاف أنطونوف، "هناك تحركات غير مسبوقة من الأطلسي وأنشطة غير مبررة بالقرب من حدود روسيا، ويتهمون في الوقت ذاته القوات المسلحة الروسية".

وفي سياق تذكيرها بقدرتها على التحرّك عسكرياً، نقلت وكالة "انترفاكس"، في 26 مارس/آذار الماضي، تحذير المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، للدول الأوروبية بأن "روسيا قادرة على ضرب منظومة الدفاع الصاروخية التابعة للأطلسي في البلطيق".

وحذّر "من أن منظومة الأطلسي تحمل من وجهة نظر تقنية عسكرية تهديداً حقيقياً لقوات الردع النووية خاصتنا، ونحن نحتفظ بحق الرد، ونحذّر البلدان التي ستضع عناصر الدرع الصاروخية على أراضيها بأن لدينا القدرة على مواجهة هذه الخطط".

وفي 16 أبريل نقلت وكالة "تاس" عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، تحذيره من أن "برامج الولايات المتحدة والأطلسي تهدد قوات روسيا النووية". وذكّر بأن "وحدات الدرع الصاروخية ظهرت في الأعوام الأربعة الأخيرة بالقرب من حدود روسيا الغربية والشرقية والجنوبية"، مضيفاً بأن "تعداد قوات الأطلسي تجاوز 3.5 مليون مقاتل، بالتالي فإن روسيا سقوم بتعزيز قدرات قواعدها العسكرية في الخارج".

وللدلالة على حجم التوترات في البلطيق، فقد نشرت صفحة "قوات لاتفيا المسلّحة" على موقع "تويتر" تغريدة، في 18 مارس، جاء فيها أن "طائرات الأطلسي قامت بطلعة فوق بحر البلطيق لأسر سبع طائرات روسية اخترقت المجال الجوي اللاتفي". وجاء في الخبر أن "مقاتلات تايفون التابعة للحلف والتي تحرس أجواء البلطيق، لاحقت أربع طائرات روسية من طراز سوخوي 27، وطائرتين من طراز آن 26، وواحدة من طراز آن 12، لاقتيادها وإجبارها على الهبوط".

وأفادت وكالة "ريا نوفوستي"، بأنها "ليست المرة الأولى التي يحصل بها ذلك، بل أعلنت عن حادثة مشابهة جرت في العاشر من مارس، وأخرى سبقتها في الثالث من فبراير". كما اتهمت بريطانيا روسيا، بـ"انتهاك عمل الطيران المدني بعد رصد طائرتين روسيتين من طراز تو 95، فوق مياه بحر المانش". وردت وزارة الدفاع الروسية على كل الاتهامات بالقول "جميع طلعات طائراتنا تتم فوق المياه الدولية وبما يوافق القوانين الدولية، ونحن لا ننتهك أجواء أية دولة".

اقرأ أيضاً: المعارضة الروسية من تظاهرة كبرى إلى اعتصامات فردية

المساهمون