البارزاني يصعّد لهجته ضدّ بغداد ويدعو للعيش كجيران معها

البارزاني يصعّد لهجته ضدّ بغداد ويدعو إلى العيش كجيران معها

19 يوليو 2017
الاستفتاء يهدد وحدة العراق (صافين حامد/ فرانس برس)
+ الخط -


صعّد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، لهجته، ضدّ حكومة بغداد، مؤكداً أنّ الأفضل هو العيش مع بغداد كجيران، بينما أكد المكون التركماني رفضه التفاوض بشأن استفتاء انفصال كردستان عن العراق، في بوادر تصعيد بالأزمة.

وقال البارزاني، في بيان صحافي، إنّ "الحكومة العراقية حاولت دوماً تهميش الكرد من السلك الدبلوماسي، وإلغاء ممثليات شعب كردستان، فضلاً عن الحصار المفروض على قوات البشمركة من قبل الحكومة، في وقت أنّها (البشمركة) تشكّل جزءاً مهماً من المنظومة الدفاعية العراقية، كذلك تنصّلت الحكومة من تنفيذ المادة 140 من الدستور، وتنصّلت من تشكيل المجلس الاتحادي، والذي يضمن التوافق والتوازن بين المكونات العراقية".

وأضاف أنّ "محاولات التجاوز على النظام الاتحادي استمرت ووصلت حتى قطع قوت شعب كردستان"، مشدداً "لن نتراجع عن حقوق شعب كردستان عبر الأساليب السلمية وبعيداً عن العنف".

وتابع "من الأفضل أن نعيش كجيران نحترم بعضنا ونراعي العمق الاستراتيجي لبعضنا، وأن نتعاون كأصدقاء في مختلف المجالات"، مضيفاً أنّ "زمن التهديد والترهيب انتهى في التعامل مع الحقوق العادلة لشعب كردستان".

مقابل ذلك، أكّد النواب التركمان أنّ الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر/ أيلول المقبل، هو "استفتاء مخالف للدستور وللتوافق السياسي المعمول به في إدارة الدولة العراقية، وهذا ما ثبت للقائمين به والداعين إليه".

وقال النائب عن المكون التركماني، جاسم محمد جعفر، في مؤتمر صحافي، عقده مع عدد من النواب التركمان، إنّ "اللجوء إلى الضغط على المكونات المتعايشة في إقليم كردستان وكركوك والمناطق المتنازع عليها من التركمان والعرب والمسيحيين والشبك والإيزيديين ومكونات أخرى، ومحاولات زجهم في مشروع غير شرعي وفاشل لن تكون نتائجه أحسن من خيبة الأمل الذي مني به"، داعياً "جميع مكونات كركوك والمناطق المتنازع عليها ومنهم الكرد إلى الجلوس على طاولة الحوار لإيجاد حلول جوهرية لهذه المناطق، والحد من إدارتها من قبل طرف واحد".

وشدّد على أنّ "الاستفتاء وتأسيس الدولة الكردية وإلحاق كركوك ومناطق تركمان أيلي، هو مشروع مصيري بالنسبة لنا كتركمان"، مؤكداً "رفض أي تفاوض أو اشتراك في اجتماع أو لقاء يعقد بهذا الشأن، ونعدّه خطوطاً حمراء تضر المصلحة العليا للتركمان، وتؤدي إلى اضمحلال وفقدان هويته".

ودعا أبناء المكون التركماني إلى "الالتفاف حول قيادتهم الشرعية ودعمها وإسنادها في القرار الذي اتخذته بهذا الشأن، وعدم فسح المجال للخصوم للنيل من قرار قيادته والوقوف معها صفاً واحداً للحفاظ على تطلعات التركمان في المستقبل".

وحذّر من "أي استجابة للدعوات للتفاوض بهذا الشأن، وأنّ ذلك سيعدّ خروجاً من الإجماع التركماني".

ويؤكد مراقبون أنّ أزمة استفتاء انفصال كردستان العراق آخذة بالتصعيد داخل العراق، بعدما واجهت رفضاً إقليمياً.