مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى للاحتفال بالأعياد اليهودية

اقتحم مئات المستوطنين منذ ساعات صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل الاحتفال بالأعياد اليهودية، وهددت قوات الاحتلال بتجريف ساحة البيدر في بلدة سبسطية الأثرية شمال نابلس شمال الضفة الغربية، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

وأفاد مكتب الأحوال التابع لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بأن أكثر من 300 مستوطن شاركوا حتى اللحظة في هذه الاقتحامات التي تأتي عشية احتفالاتهم بعيد "الغفران" و"المظلوم".

وشارك المئات من المستوطنين المتطرفين يتقدمهم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل وعضو الكنيست من الليكود الحاخام يهودا غليك في اقتحام المسجد الأقصى وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال التي منعت جموعا من المرابطين والمرابطات من الاقتراب من المسارات التي سلكها المقتحمون.

وتخلل الاقتحامات أداء طقوس تلمودية وتقديم شروحات مضللة عن هيكلهم المزعوم، والتقط العديد منهم صوراً في المواقع التي اقتحموها، وسط أصوات هستيرية وحلقات رقص أقاموها خارج أبواب المسجد الأقصى خاصة في منطقة باب السلسلة.

وكان عشرات الآلاف من المستوطنين أدوا طقوسا صاخبة في ساحة البراق الليلة الماضية، وقام بضع مئات منهم بمسيرات استفزازية داخل البلدة القديمة وعند أبواب الأقصى.

وتتزامن هذه الاقتحامات الواسعة مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ29 لمجزرة الأقصى التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول عام 1990 والتي ارتقى فيها 21 شهيدا وأصيب فيها نحو 300 آخرين، بعد تصدي المصلين لمحاولة ما تسمى "جماعة أمناء جبل الهيكل" إدخال حجر الأساس لهيكلهم إلى ساحات الأقصى بقيادة الحاخام غرشون سلمون.

على صعيد آخر، قال رئيس بلدية سبسطية، محمد عازم لـ"العربي الجديد": إن قائد ما يسمى منطقة نابلس في جيش الاحتلال اقتحم سبسطية، وهدد بتجريف ساحة البيدر وتخريب مشروع ترميمها، في حال لم يتم إخلاء الساحة من أدوات الترميم والمواد المستخدمة، حتى يوم الخميس القادم، من أجل إفساح الاقتحامات للمستوطنين للمنطقة في الأعياد اليهودية، والذين يركنون سياراتهم في الساحة".

من جانب آخر، دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، منزل الأسير أمجد نعالوة شقيق الشهيد أشرف نعالوة، في ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، دون معرفة الأسباب، حيث إن المنزل فارغ عقب اعتقاله، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، غسان مهداوي، خال أمجد.

واندلعت مواجهات في ضاحية شويكة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وأشار مهداوي إلى أنه كان من المفترض أن يتم الإفراج عن أمجد في الـ15 من الشهر الماضي، بعد 11 شهرا من الاعتقال، لكن قوات الاحتلال ضاعفت حكمه إلى سنة إضافية أخرى وفرض غرامة مالية بقيمة 70 ألف شيقل بالعملة الإسرائيلية.

وتواصل قوات الاحتلال اعتقال والدي أمجد، عقب تنفيذ أشرف عمليته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2018، في مستوطنة بركان المقامة على أراضي سلفيت والتي قتل فيها اثنان من المستوطنين وأصيب آخر، ولاحق الاحتلال أشرف قرابة الشهرين حتى اغتالته في نابلس، وهُدم منزله.

في سياق آخر، أصيب الشاب عبد السلام كتانة من قرية نزلة عيسى شمال طولكرم شمال الضفة، اليوم الثلاثاء، في ساقه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على البوابة العسكرية المقامة بالقرب من قرية زيتا شمال طولكرم، أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وقامت قوات الاحتلال باحتجازه في حاجز برطعة جنوب غرب جنين لاستجوابه، قبل أن يتسلمه الارتباط العسكري الفلسطيني وينقل إلى مستشفى جنين الحكومي لتلقي العلاج، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" عن إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني.

وهذه الإصابة الثانية خلال 24 ساعة على حاجز عسكري، حيث أصيب الشاب أحمد مصطفى توفيق صعابنة من قرية فحمة جنوب جنين برصاص الاحتلال قرب حاجز برطعة العسكري.

في سياق الاعتقالات اليومية، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت، اليوم الثلاثاء، الشقيقين عز الدين ويحيى ناصر زين وهما أسيران محرران، وكذلك تم اعتقال محمد عطية بنات ونجله جمال، بعد تفتيش منازلهما في مدينة الخليل، بينما فتشت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر ليث العصافرة في بلدة بيت كاحل غرب الخليل، كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان من بلدة سلواد شرق رام الله وسط الضفة عقب دهم منازلهم.

واعتقلت قوات الاحتلال محمد لطفي مرشود ومحمد محمود مرشود ومحمد ميمون عناب ونمر أبو مصطفى وزوجته أثناء مرورهم على طريق نابلس قلقيلية، وجميعهم من سكان مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس شمال الضفة، بينما اندلعت مواجهاتٍ في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من قرية العيسوية بالقدس المحتلة، الليلة الماضية، فيما سلمت مخابرات الاحتلال المعلمتين هنادي الحلواني وخديجة خويص استدعائين للتحقيق معهما، وسلمت سلطات الاحتلال وللمرة الرابعة على التوالي الأسير المحرر ماجد الجعبة قراراً بالإبعاد عن القدس ومنعه من دخول الضفة الغربية لمدة 6 شهور.

وكانت قوات الاحتلال استولت أمس، على صهريج مياه في بلدة عناتا شرق مدينة القدس المحتلة، وذلك بحجة عدم الترخيص.