شكري: سياسة مصر الخارجية مبنية على المناورة واقتناص الفرص

شكري: سياسة مصر الخارجية مبنية على المناورة واقتناص الفرص

05 مايو 2016
وزير الخارجية تطرق لعدد من قضايا المنطقة (العربي الجديد)
+ الخط -
استعرض وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمة له أمام مجلس النواب اليوم الخميس، جملة من المواقف المصرية حيال العديد من الملفات الساخنة الخارجية والداخلية، وفي مقدمتها المشكلة السورية وأزمتي مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني وسدّ النهضة الإثيوبي.

وقال وزير الخارجية إن القاهرة تقف وراء الحل السياسي للخروج من دائرة الصراع المسلح بسورية، وتساهم في تعزيز التفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا للبحث عن سبل الخروج من المشكلة، وحماية الشعب السوري.


وأضاف، في كلمة له أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن مصر تتبنى وقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية، موضحاً أنه "بعد المشهد الأخير في حلب، اتفق الأميركيون والروس على تفاهمات ليس لدينا حتى الآن علم بتفاصيلها".

وتابع شكري أن السياسة الخارجية مبنية على المناورة واقتناص الفرص، مشيراً إلى أنه ليست من أهداف وزارته أن تكون مصر رائدة، فمصر ليست دولة رائدة، ولكن لها قدرات بحكم موقعها لا ينافسها فيها أحد، ولا نسعى أن نكون روادا لأحد، وإنما للشراكة.

وأشار إلى أن أهم التحديات التي تواجه عددا من دول المنطقة بعد ثورات الربيع العربي هي "الحفاظ على الدولة القومية"، وعدم الانزلاق للفوضى التي تعاني منها سورية، واليمن أخيراً.

وعن أزمة "سدّ النهضة"، قال وزير الخارجية إنه ملف هام للرأي العام؛ فمصر دولة تعتمد على مياه النيل، ولا بد من الوصول إلى نقطة توافق حول المصالح المائية، وعدم الإصرار على المواقف الفردية، في ظل وجود إطار فني مبني على علم، وإطار سياسي متعلق بالاتفاقات الدولية التي توضح الحدود والمسارات.

وأقرّ شكري بوجود تأخر في الدراسات التي سيتخذ بناءً عليها الكثير من القرارات المصيرية، لأننا "نتعامل مع أمر معقد من الناحية الفنية، ومحاولة تحقيق المصالح لثلاث دول بشكل متساو"، مشيراً إلى أنّ "السدّ يُبنى، ولكن القاهرة تعمل على خفض الضرر بحصصها المائية من بناء السد، وهو ما سيحدث بالضرورة".

وعن مطالبة السودان بضم جزيرتي حلايب وشلاتين، قال شكري إن مصر والسودان كيان واحد، ووزارته تعمل لتزكية التعاون والتوافق، وإن الاختلافات في الرؤى لن تفسد العلاقات التاريخية بين البلدين.

وجدد كذلك دعم مصر لمجلس النواب الليبي، والمجلس الرئاسي المشكل وفق اتفاق "الصخيرات"، مشيراً إلى وجود تحديات تواجه المسألة الليبية في ظل حالة التناحر الحالية، والتعامل مع الوضع للوصول إلى حلول سياسية تعبّر عن إرادة الشعب الليبي.

وأوضح أن وزارته تتابع عن كثب الحوادث التي راح ضحيتها عدد من المصريين بدول غربية، من بينها إيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، خصوصاً أن وتيرة تلك الأحداث غير مسبوقة، لافتاً إلى شفافية السلطات الأجنبية في التحقيق، وعدم رصد الخارجية المصرية أي تهاون من جانبها حتى الآن.

وعن واقعة مقتل جوليو ريجيني، قال إن السلطات المصرية تتعاون بشكل كبير مع نظيرتها الإيطالية للوصول إلى الجاني، لصالح حماية العلاقة مع إيطاليا.

وردا على تساؤل أحد النواب بشأن العلاقات المصرية القطرية، قال شكري إن مصر حريصة على أن تكون علاقاتها إيجابية مع الدول العربية، في ظل التاريخ المشترك الذي يجمعها، وعدم اتخاذ موقف عدائي في إطار العلاقات مع الأشقاء العرب، والسعي لإيجاد مدخل مناسب لإزالة أي شوائب بها.