لقاء سعودي أميركي يعتبر اليمن قضية ثنائية

لقاء سعودي أميركي يعتبر اليمن قضية ثنائية

14 مايو 2015
أوباما تجاهل البعد الإيراني في الأزمة اليمنية
+ الخط -
عشية القمة الأميركية الخليجية في كامب ديفيد شهد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، لقاء سعوديا أميركيا مهما بحث فيه الجانبان الأزمة اليمنية كقضية ثنائية، بينهما بحسب توصيف الرئيس الأميركي باراك أوباما لها قبيل بدء اللقاء.

وشارك في المباحثات من الجانب الأميركي الرجلان الأول والثاني في البلاد، وهما الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن، ومن الجانب السعودي الأميران الأول والثاني في المملكة، وهما ولي العهد محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، الممسكان بملفي الأمن والدفاع.

وقبيل بدء اللقاء تبادل الجانبان كلمات الترحيب والمجاملات الشخصية، لكن كلا من أوباما وبن نايف أشارا إلى أن العلاقات الضاربة في العمق بين بلديهما، والصداقة الطويلة بينهما تتيح لهما المجال لمناقشة القضايا الصعبة في إطار ثنائي، وهو ما اعتبره بعض المراقبين تلميحا وتمهيدا من الطرفين لتقبل الضغوط المتبادلة المتوقعة في القضايا التي تستقطب أهم التباينات بينهما.

وأعرب أوباما عن تطلعه "إلى مناقشة بعض القضايا الثنائية مع الجانب السعودي بما في ذلك الأزمة في اليمن وكيف يمكننا أن نبني على وقف إطلاق النار الذي تم تأسيسه لاستعادة عملية انتقال السلطة وعودة الحكومة الشرعية بأكملها لأداء مهامها داخل اليمن".

وفي مؤشر على تباين بين الطرفين الأميركي والسعودي، تطرق أوباما خلال كلمته الترحيبية بالوفد السعودي إلى أزمة اليمن متجاهلا البعد الإيراني في الأزمة.

وعلى النقيض من ذلك تجاهل بن نايف خلال كلمته المقتضبة القضية اليمنية كليا، وتحدث بدلا عن ذلك عن تحديات المنطقة بصورة عامة، ملمحا إلى الدور الإيراني في صنع هذه التحديات.

ومن دون أن يذكر إيران بالاسم، أشار بن نايف إلى أن الجانب السعودي يتطلع إلى العمل مع إدارة أوباما من أجل التغلب على التحديات وتحقيق الهدوء والاستقرار في المنطقة.

وقال بن نايف من خلال مترجم: "أود أن أشكركم فخامة الرئيس على دعوتكم الكريمة لي ولصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد، وأود أن أنقل لكم تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي قام مع جميع إخوانه في المملكة بإضافة المزيد من الأهمية للعلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين بلدينا".

وأشار بن نايف إلى أن "هذه العلاقة التاريخية هي التي يسعى الجانبان إلى تعزيزها وتوسيعها وتعميقها مع مرور الوقت".

وعقب انتهاء بن نايف من كلمته تقاطر الصحافيون محاولين إلقاء الأسئلة على الرئيس أوباما عما ينوي قوله لقادة دول مجلس التعاون الخليجي حول إيران والاتفاق النووي، فرفض أوباما الإجابة، منبها أن مؤتمرا صحافيا مخصصا للرد على كافة التساؤلات سوف يعقد في وقت لاحق.

وكان أوباما قد بدأ الترحيب بالوفد السعودي قائلا "إنه لأمر رائع الترحيب بعودة ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن نايف، وكذلك ولي ولي العهد الأمير سلمان". وتابع: "نحن سعداء جدا أن يكونا بيننا اليوم مع بقية الوفد السعودي".

ولفت الرئيس الأميركي إلى أن الجميع على بينة أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تربطهما صداقة غير عادية، يعمل الجانبان حاليا في ظروف صعبة على الاستمرار في بناء العلاقة التي تعود إلى أيام فرانكلين روزفلت والملك فيصل"، مشيرا إلى أن "هذا العمق التاريخي "يعطينا فرصة لمناقشة بعض القضايا الثنائية، بما في ذلك الأزمة في اليمن، كما يتيح لنا أيضا فرصة لمناقشة بعض القضايا الأوسع نطاقا التي ستكون موضوع مباحثاتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد".

وفي الوقت الذي لمح فيه أوباما الى الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهها الجانبان على مستوى الحكومتين فقد أسبغ كلمات الثناء والمديح لضيفيه على المستوى الشخصي، حيث قال: "كان عملي وعمل الحكومة الأميركية مع هذين الشخصين، (محمد بن نايف ومحمد بن سلمان) بشأن قضايا مكافحة الإرهاب في غاية الأهمية ليس فقط للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ولكن أيضا حماية الشعب الأميركي".

وتابع: "أود أن أشكرهما على دعمهما الاستثنائي وعلى عملهما الجاد والتنسيق معنا في جهودنا لمكافحة الإرهاب، ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأنا متأكد من أننا سنجد الفرصة لمناقشة كيفية إحراز تقدم ضد داعش فضلا عن الأزمة في سورية، ومعالجة أبعادها الإنسانية والسياسية على حد سواء".

اقرأ أيضا: فرضيتان لاعتذار سلمان عن عدم حضور كامب ديفيد...وتفهّم أميركي

دلالات