حملة إسرائيلية لدعم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي

حملة إسرائيلية لدعم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي

23 يونيو 2016
من تظاهرة ضد الاحتلال في لندن (ليون نيل/فرانس برس)
+ الخط -

في أوضح مؤشر على تدخّل الاحتلال الإسرائيلي في الجدل المحتدم في بريطانيا عشية الاستفتاء الذي سيُجرى بشأن مصير عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، شرعت منظمة يمينية دينية مرتبطة بحكومة بنيامين نتنياهو في شن حملة دعائية لإقناع البريطانيين المقيمين في إسرائيل، ومؤيدي إسرائيل في بريطانيا بتأييد الانفصال. وكشفت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، أن منظمة "رجفيم" اليمينية الدينية، بدأت بشن حملة دعائية ضد مواصلة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي "انتقاماً من الاتحاد بسبب مواقفه المؤيدة للفلسطينيين". وأشارت الصحيفة إلى أنه ضمن المواد الدعائية التي تضمّنتها الحملة، والتي عُرضت على مواقعها على الإنترنت وضمن قنواتها على اليوتيوب، صور ملثمين من حركة "حماس" كُتب أسفلها: "نحن ندعم عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".
وأشارت الصحيفة إلى أن الصورة التي عرضتها "رجفيم" لملثمي "حماس" التُقطت خلال مؤتمر صحافي عقده أبو عبيدة، المتحدث باسم "كتائب القسام" الذراع العسكرية للحركة، بُعيد شن إسرائيل حربها على قطاع غزة في صيف 2014، والتي هدد فيها بالرد على الهجمات الإسرائيلية. وذكرت الصحيفة أنه في شريط آخر قامت "رجفيم" بفبركة شريط تمثيلي مدبلج يظهر فيه ملثم يرتدي الزي الذي يرتديه مقاتلو "حماس"، يمتدح الاتحاد الأوروبي على قراره تمييز البضائع التي تُنتج في المستوطنات اليهودية المقامة في الأراضي العربية التي احتلت عام 1967. وواصل الملثم قوله: "إن كنتم معنيين بمواصلة الدعم الأوروبي للشعب الفلسطيني فعليكم دعم مواصلة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي". وقدّم الملثم في الشريط المفبرك "شكر" حركة "حماس" لزعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين على مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، وطالبه بـ"تنفيذ وعده بأن يتناول الشاي مع قادة الحركة في إحدى شُرفات مجلس العموم البريطاني". ورفعت "رجفيم" شعار: "من يدعم إسرائيل يؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وفي رسالة للمواطنين البريطانيين "المؤيدين لإسرائيل"، قالت المنظمة: "عليكم اتخاذ موقف ضد الاتحاد الأوروبي الذي يعادي إسرائيل، ويؤيد المطالب الفلسطينيين ويدعم الإرهابيين الفلسطينيين".

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول العلاقات الدولية في "رجفيم"، آرييه بريغاس، قوله: "نحن نرد لهم الصاع صاعين، هم يتدخّلون في شؤوننا الداخلية ونحن نتدخّل في شؤونهم الداخلية". وبحسب "هآرتس"، فإن "رجفيم" تتلقى سنوياً عشرات الملايين من الشواقل من وزارات ومؤسسات حكومية.
وتُعنى "رجفيم" بشكل خاص بتهويد الأرض الفلسطينية، وتشن حملات دعائية للضغط على الحكومات الإسرائيلية لتدمير المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، بحجة أنها "تُبنى من دون ترخيص". ويتضح من المواقف التي عبّرت عنها في السابق، أن "رجفيم" تتبنى خطاً نقدياً وعدائياً ضد الاتحاد الأوروبي بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية. وقد بادر السياسي المتطرف بتسلال شموطيتش، القيادي في حزب "البيت اليهودي" المشارك في الائتلاف الحاكم، إلى تدشين "رجفيم" عام 2006، وظل يرأس مجلس إدارتها حتى انتخابه عضواً في البرلمان عام 2013، ويرأس حالياً لجنة الاقتصاد البرلمانية.
يُذكر أن الحكومة الإسرائيلية الحالية والأحزاب اليمينية المشاركة فيها تعكف على تدشين قنوات اتصال مع قوى اليمين المتطرف في أوروبا التي تطالب بحل الاتحاد الأوروبي. فبناء على دعوة حزب "الليكود" الحاكم، زار إسرائيل الشهر الماضي هينس كريستيان شتراكا، زعيم حزب "الحرية"، الذي يمثّل اليمين المتطرف في النمسا. وقام شتراكا بزيارات "تضامنية" لمستوطنات الضفة الغربية، حيث هاجم بشدة قرار الاتحاد الأوروبي تمييز منتوجات المستوطنات. وقد نشرت صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية في عددها الصادر الجمعة الماضي، تحقيقاً موسعاً حول دور شتراكا في الدفاع عن إسرائيل.
وكشف تحقيق بثّته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أخيراً أن الحكومة الإسرائيلية تراهن على تعزيز العلاقات مع قوى اليمين المتطرف في أوروبا من أجل تحسين قدرتها على مواجهة حركة المقاطعة الدولية "BDS". وأشارت القناة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نسقت مع قادة حزب "الحرية" الكثير من الخطوات ضد حركة المقاطعة.