حملة إسرائيلية لدعم انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي
في أوضح مؤشر على تدخّل الاحتلال الإسرائيلي في الجدل المحتدم في بريطانيا عشية الاستفتاء الذي سيُجرى بشأن مصير عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، شرعت منظمة يمينية دينية مرتبطة بحكومة بنيامين نتنياهو في شن حملة دعائية لإقناع البريطانيين المقيمين في إسرائيل، ومؤيدي إسرائيل في بريطانيا بتأييد الانفصال. وكشفت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر أمس الثلاثاء، أن منظمة "رجفيم" اليمينية الدينية، بدأت بشن حملة دعائية ضد مواصلة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي "انتقاماً من الاتحاد بسبب مواقفه المؤيدة للفلسطينيين". وأشارت الصحيفة إلى أنه ضمن المواد الدعائية التي تضمّنتها الحملة، والتي عُرضت على مواقعها على الإنترنت وضمن قنواتها على اليوتيوب، صور ملثمين من حركة "حماس" كُتب أسفلها: "نحن ندعم عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول العلاقات الدولية في "رجفيم"، آرييه بريغاس، قوله: "نحن نرد لهم الصاع صاعين، هم يتدخّلون في شؤوننا الداخلية ونحن نتدخّل في شؤونهم الداخلية". وبحسب "هآرتس"، فإن "رجفيم" تتلقى سنوياً عشرات الملايين من الشواقل من وزارات ومؤسسات حكومية.
وتُعنى "رجفيم" بشكل خاص بتهويد الأرض الفلسطينية، وتشن حملات دعائية للضغط على الحكومات الإسرائيلية لتدمير المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، بحجة أنها "تُبنى من دون ترخيص". ويتضح من المواقف التي عبّرت عنها في السابق، أن "رجفيم" تتبنى خطاً نقدياً وعدائياً ضد الاتحاد الأوروبي بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية. وقد بادر السياسي المتطرف بتسلال شموطيتش، القيادي في حزب "البيت اليهودي" المشارك في الائتلاف الحاكم، إلى تدشين "رجفيم" عام 2006، وظل يرأس مجلس إدارتها حتى انتخابه عضواً في البرلمان عام 2013، ويرأس حالياً لجنة الاقتصاد البرلمانية.
وكشف تحقيق بثّته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أخيراً أن الحكومة الإسرائيلية تراهن على تعزيز العلاقات مع قوى اليمين المتطرف في أوروبا من أجل تحسين قدرتها على مواجهة حركة المقاطعة الدولية "BDS". وأشارت القناة إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نسقت مع قادة حزب "الحرية" الكثير من الخطوات ضد حركة المقاطعة.