هل يعاقب بوتفليقة "الإخوان" بعد رفضهم المشاركة في الحكومة؟

هل يعاقب بوتفليقة "الإخوان" بعد رفضهم المشاركة في الحكومة؟

21 مايو 2017
مقري: مستعدون للتعرّض للأذى لأجل الجزائر(المكتب الإعلامي لمجتمع السلم)
+ الخط -

هل سيصنع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لإخوان الجزائر "رابعة" سياسية؟ يتساءل متابعون للشأن السياسي، حول توقعات ردة الفعل المحتملة للسلطة، بعد رفض حركة "مجتمع السلم"، والتي تمثل تيار الإخوان في الجزائر، عرض الرئيس بالمشاركة في الحكومة.

واستخدم بعض المعلّقين على قرار "مجتمع السلم" بعدم المشاركة في الحكومة، كلمة "رابعة"، كتخمين لما قد يلحق بإخوان الجزائر من السلطة، وليس مقصوداً بها النسخة المصرية من "رابعة "، والتي تم فيها قتل المتظاهرين وقمعهم، لكن نسختها الجزائرية قد تكون سياسية وإدارية.

 وأعرب أحد كوادر الحركة عن مخاوفه من أن تلجأ السلطة إلى معاقبة إطارات الحركة، من خلال المساس بوظائفهم الحكومية والإدارية المختلفة.

ولكن رئيس حركة "مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، أكد أن قيادات الحركة ليس لها ما يخيفها بشأن رد الفعل المحتمل من السلطة، وقال في المؤتمر الصحافي الذي تلا عقد مجلس الشورى "لسنا خائفين، لا نبني مواقفنا على الخوف، وأي حزب سياسي يبني مواقفه على الخوف يكون مصيره الزوال".

ووضع احتمالات بأن يلحق أذى سياسي حركته، عقاباً على موقفها السياسي وقال "نحن حركة مكافحة، ومستعدون للتعرض للأذى من أجل الجزائر".  

لكن رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال نفى أن تكون السلطة بصدد الرد على موقف حركة "مجتمع السلم"، الرافض المشاركة في الحكومة، وقال "هم جزائريون، عرضنا عليهم المشاركة في الحكومة، لكن مجلس شوراهم رفض ذلك، هم أحرار في موقفهم".    

وعلى الرغم من المشاحنات السياسية والخلافات بين الإخوان والسلطة في الجزائر، والموقف السياسي الأخير، والذي حاز على زخم سياسي وإعلامي كبير، الا أن حاجة السلطة لمشاركة إخوان الجزائر في استحقاقات سياسية لاحقة، كالانتخابات المحلية المقررة نهاية السنة الجارية، والانتخابات الرئاسية المقررة ربيع 2019، يمنعها من أي رد فعل اتجاههم في الوقت الحالي. 

 وإضافة إلى هذه التقديرات السياسية، تحفظ السلطة بشكل كبير لتيار الإخوان وقياداته، وزعيمهم التاريخي محفوظ نحناح، مساهمته في الدفاع عن الدولة والجمهورية، والوقوف مع السلطة في مرحلة مكافحة الإرهاب في التسعينيات. ودفع الإخوان نتيجة موقفهم هذا، 500 من كوادرهم قتلتهم الجماعات الإرهابية، أبرزهم الرجل الثاني في تنظيم إخوان الجزائر الراحل محمد بوسليماني، والذي اختطفته مجموعة إرهابية من بيته في مدينة البليدة وقتلته.

وحسم إخوان الجزائر مبكراً، منذ 28 سنة، موقفهم من ملفات الإرهاب والعنف والديمقراطية، بفضل زعيم التنظيم الراحل محفوظ نحناح الذي توفى عام 2003، ودانوا بشدة اللجوء إلى العنف، ووافقوا على المشاركة في حكومات التوافق السياسي التي شكّلت في التسعينيات، على الرغم من مؤاخذات عليهم بشأن التحالف مع السلطة، ما جعلهم في الوقت الحالي في أريحية سياسية من شبهات العنف والالتباس مع الإرهاب، والتي تعاني منها تيارات نظيرة في المنطقة المغاربية والعربية.