أسرة القيادي قحطان تحمّل الحوثيين المسؤولية عن حياته

أسرة القيادي قحطان تحمّل الحوثيين المسؤولية عن حياته

22 سبتمبر 2015
الحوثيون يواصلون التكتم على مصير قحطان (فرانس برس)
+ الخط -

حمّلت أسرة القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان، جماعة الحوثي المسلحة المسؤولية عن حياته، وذلك بعد أشهر من ‏اعتقاله من منزله في صنعاء، واقتياده إلى مكان مجهول، ورفض السماح لأسرته بزيارته.‏

وقالت أسرة قحطان في منشور على صفحة لها في "فيسبوك"، اليوم، إنها: "تحمل جماعة الحوثي مسؤولية سلامته ومسؤولية ‏الكشف عن مصيره".‏

وأضافت: "نشعر بقلق بالغ على سلامة الأستاذ محمد قحطان، ونؤكد على مسؤولية جماعة الحوثي، ونحتفظ بحقنا القانوني في ‏مساءلة قيادة الجماعة عن جريمة الاختفاء القسري وعن أي انتهاكات طاولت السياسي قحطان".‏

من جهتها، اتهمت الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالوقوف وراء اختطاف ‏قحطان.‏

وقالت عبر حسابها على موقع "فيسبوك، اليوم: "واضح جداً .. أن المخلوع علي صالح هو من يقف خلف اعتقال محمد ‏قحطان وإخفائه قسرياً، وليست مليشيا الحوثي الفاشية سوى أداة من أدواته".‏

وأضافت: "وعليه إذا تعرض الأستاذ قحطان للتصفية الجسدية فالمسؤول عن هذه الجريمة هو المخلوع علي صالح ‏وأدواته من قيادات الحركة الحوثية الفاشية، وجميعهم سيكونون عرضة للملاحقة الجنائية الوطنية والدولية على هذه ‏الجريمة وغيرها من الجرائم المروعة التي ارتكبوها بحق اليمن واليمنيين".‏

وكان قيادي سابق في جماعة الحوثيين قد أكد وجود معلومات تفيد بأن محمد ‏قحطان قُتل بغارة جوية منذ نحو شهرين، بعد وضعه في أحد المواقع المستهدفة، وهو ما يتم ‏تأكيده من مصادر رسمية. 

ونقل القيادي السابق في الجماعة، علي البخيتي، عن مصدر حوثي، أنه "كنوع من التهديد تم أخذ القيادي الإصلاحي محمد قحطان ‏قبل حوالى شهرين إلى أحد المواقع التي تستهدف بشكل مستمر"، من قبل طيران التحالف الذي استهدف الموقع بحسب الرواية. ‏

وأشار البخيتي، وفقاً لما نسبه للمصدر، إلى أن الحوثيين كانوا يحاولون أخذ توقيع من قحطان يشير إلى إدانته ضربات التحالف، ‏‏"لكن التهديد تحول إلى كارثة، ويظهر أن إحدى طائرات الاستطلاع رصدت وجود حركة في الموقع، وقصفت المكان خلال ‏ساعتين وربع، قتل قحطان واثنان من الحوثيين كانا بالقرب من المكان الذي وضع فيه".‏

وإذا ما صحت هذه الرواية فإنها ستثير عاصفة من ردود الفعل، إذ يعد قحطان من أبرز المعتقلين السياسيين، وهو أحد أبرز ‏قيادات الحزب، واعتقله الحوثيون بعد تصريحات لحزبه بتأييد "عاصفة الحزم" في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي.

ولم تستبعد مصادر سياسية في صنعاء، سألها "العربي الجديد"، أن يكون إعلان البخيتي يهدف إلى إجبار الحوثيين عن الكشف عن ‏مصيره، بعد أن رفضوا طوال الفترة الماضية الكشف عن مصيره أو السماح له بلقاء أفراد عائلته. ‏

وكان البخيتي ضمن أربعة ناشطين نظموا قبل أيام وقفة احتجاجية أمام سجن "الأمن السياسي" في صنعاء، للمطالبة بالإفراج عن ‏قحطان، والسماح لعائلته بزيارته، إلا أن الحوثيين أرسلوا شرطة نسائية تابعة لهم للاعتداء على المحتجين، وجرى احتجازهم ‏ساعات. ‏

‏وعلق البخيتي على أنباء مقتل قحطان بالقول إن "ما قام به الحوثيون جريمة بشعة وقتل متعمد لمدني مختطف لديهم"، موضحاً ‏‏"أن استمرار إخفائهم لمصيره واحتجاز جثته جريمة أخرى يقترفونها بحق أسرته ومحبيه". ‏

ونظمت عائلة قحطان وقفات احتجاجية أكثر من الفترة الماضية للمطالبة بالكشف عن مصيره، إلا أن الحوثيين رفضوا كشف أي ‏معلومات حوله.

ويعد قحطان عضواً في الهيئة القيادية العليا لحزب الإصلاح، وهو من مواليد 1958، مدينة العدين، محافظة إب، تخرج من كلية ‏الشريعة والقانون في جامعة صنعاء، وعمل مدرساً ثم تولى الدائرة التنظيمية للحزب، حتى 1994، ثم عمل رئيساً للدائرة السياسية، ‏وكان ناطقاً رسمياً لتكتل أحزاب "اللقاء المشترك"، والذي تأسس عام 2003، ويتألف من ستة أحزاب، أبرزها الإصلاح والاشتراكي ‏والناصري. ‏

وعُرف قحطان كأحد أهم الوجوه السياسية في حزب الإصلاح التي تمثل جناحاً منفتحاً على المكونات الأخرى، خصوصاً مع تأسيس ‏اللقاء المشترك الذي ضم الإصلاح (ذا التوجه القريب من الإخوان المسلمين)، وأحزاباً يسارية، كانت على خصومة معه، ‏وأهمها الحزب الاشتراكي اليمني. ‏

واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير قبل أسبوع، الحوثيين بإخفاء قحطان، وقالت إن "على سلطات الحوثيين أن ‏تسارع فوراً إلى تقديم معلومات عن عضو بارز في حزب معارض"، مشيرة إلى أن الحوثيين لم يردوا "على استعلامات من ‏عائلته عن مكانه أو أسباب احتجازه".

وكان حزب الإصلاح قد حذر في بيان في مايو/ أيار الماضي، من وجود معلومات عن نقل معتقلين من قياداته إلى مواقع عسكرية ‏مستهدفة من التحالف، معتبراً أن ذلك "جرائم ضد الإنسانية". ‏

وقتل قبل أشهر، القيادي في حزب الإصلاح، أمين الرجوي، مع معتقلين آخرين، بينهم صحافيان، وكانوا معتقلين لدى الحوثيين في ‏أحد المواقع التي استهدفها التحالف، بمحافظة ذمار.‏

اقرأ أيضاً: الحوثيون يستبقون معركة صنعاء بحملة "اختطافات" واسعة

المساهمون