الحريري لنصر الله: لن نكون صدى لما يقرره سليماني

الحريري لنصر الله: لن نكون صدى لما يقرره سليماني

26 يونيو 2016
الحريري يتهم "حزب الله" بتقديم مصالح إيران (فرانس برس)
+ الخط -



رد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، سعد الحريري، على الخطاب الأخير لأمين عام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، بالقول، إنه "عوضاً عن البحث مع اللبنانيين المخلصين للبنان عن أمنه وأمن أهله ومصالحهم، هناك للأسف من يصر على وضع إيران أولاً وسورية أولاً، والعراق أولاً، واليمن أولاً، والبحرين أولاً، ولبنان أخيراً وآخراً".

وأضاف الحريري، في كلمته خلال إفطار رمضاني نظمه تيار المستقبل، اليوم السبت، في طرابلس، إن "قاسم سليماني وأتباعه في لبنان، لا يكتفون بالحروب القائمة في سورية والعراق واليمن، بل يهددون البحرين أيضاً، بحرب تستدعي الفتن إلى ديار العرب والمسلمين، وهذا النموذج من الغرور والاستعلاء الإيراني لن يؤدي لغير تصاعد موجات العداء بين العرب وإيران".

واعتبر الحريري، أن "ما يعنينا في لبنان، هو الكف عن صب الزيت على نار الفتن والتوقف عن السياسات العمياء، بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، وقطع دابر الكراهية التي يستهدفون بها المملكة العربية السعودية".

ورأى الحريري، أنه لا توجد ساحة عربية واحدة "تسللت إليها إيران، سواء عن طريق المال أو الأحزاب أو رجال الدين أو الحرس الثوري، إلا ونالت نصيبها من الانشقاق والفتن والصراعات المذهبية، ونحن في لبنان مطالبون، أن نحمي بلدنا وعيشنا المشترك من هذه البلوى الإيرانية وأن لا تعلو فتاوى القيادة الإيرانية على مصالحنا الوطنية".

أكد رئيس الحكومة الأسبق، أن لبنان "ليس ولن نكون، صدى لما يقرره قاسم سليماني في المنطقة والدعوات التي يطلقها للتمرد وإشعال النار في البحرين وسواها، فيكفينا ما يقع علينا من ويلات الأوضاع في سورية، ويكفي الإخوة الشيعة خصوصاً الإصرار على نقلهم من حرب إلى حرب، ومن مأساة إلى مأساة".

وتابع الحريري رده على نصرالله، بالقول، إن "الكلام الذي سمعناه بالأمس، في حفل التفخيم بمصطفى بدر الدين، ودوره في حروب سورية والعراق والمجازر القائمة ضد الشعوب العربية، كلام لا يعنينا، لأن دور بدر الدين، بالنسبة لنا، محصور في أنه شخص متهم باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فكل البطولات المنسوبة إليه تقف هنا، وتصبح في سجل التاريخ صفراً مكعباً. أما باقي الكلام، فلا يزال يدور في دوامة التورط بالدم السوري، وهذا تورط فرض على اللبنانيين، فيما هؤلاء يرفضونه اليوم وغداً ودائماً".

ولفت الحريري في كلمته، إلى أن "شخص نصر الله يتباهى بأنه قاعدة عسكرية متقدمة لإيران، وأن كل أمواله وصواريخه ومعاشاته تأتي من خزانة الحرس الثوري بإيران، يعني أنه يعترف أنه حزب إيراني بامتياز، وأنه استثمار للمشروع الإيراني السياسي والديني والعسكري، وأن أوامر الولي الفقيه عنده فوق مصلحة لبنان ومصالح كل العرب، أليست هذه مضبطة اتهام من الدرجة الأولى". 

واستطرد المتحدث ذاته، إن "إيران تمول حزب الله في لبنان، وتمول (الحشد الشعبي) في العراق، وتمول (الحوثيين) في اليمن، وتمول المعارضة في البحرين، كما تمول قتل الأبرياء في سورية، وتمول عمليات التفجير في الكويت، وتمول أدوات الفوضى في القطيف، وتمول مجموعات مذهبية في السودان، ومصر، والجزائر. يعني بكل بساطة، إيران تمول الفتنة في العالم العربي". 

وعن الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان، قال سعد الحريري، إن البلاد تشهد أزمة مؤسسات، عنوانها الفراغ الذي دخل عامه الثالث في رئاسة الجمهورية، وأزمة اقتصادية عنوانها تراجع النمو وفرص العمل، وهي بحاجة لكل مناعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواصلة معجزة تفادي نيران الحروب في منطقة يزداد فيها جنون القتل والدمار.