أربيل تحذّر من "هجوم وشيك" ومخاوف من القصف الجوي

أربيل تحذّر من "هجوم وشيك" ومخاوف من استخدام بغداد للقصف الجوي

26 أكتوبر 2017
تجددت الاشتباكات بين القوات العراقية والبشمركة (Getty)
+ الخط -
حذّر مجلس أمن كردستان، اليوم الخميس، من هجوم وشيك للقوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" على البشمركة في شمال غرب الموصل، داعياً المجتمع الدولي للتدخل، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية عراقية تجدد المعارك في مناطق قرب بلدة ربيعة وفايدة وشيخان ومخمور بين القوات العراقية والبشمركة، مخلفة قتلى وجرحى من الجانبين.

ويتزايد القلق من احتمالات استخدام بغداد لسلاح الجو العراقي في قصف البشمركة، لفتح المجال أمام قواتها للتقدم نحو فيش خابور، الذي ترفض أربيل لليوم الثاني على التوالي تسليمه للقوات العراقية.

وقال المجلس في بيان صحافي، الخميس: "نشعر بالانزعاج من الأخبار التي تشير إلى هجوم وشيك من جانب القوات العراقية وقوات التعبئة الشعبية المدعومة من إيران في شمال غرب الموصل"، مبيناً أنّه "على الرغم من مرونة حكومة الإقليم والنداءات المتكررة للحوار، فإنّ التحالف العالمي الذي قادته الولايات المتحدة وحكومة الولايات المتحدة على وجه الخصوص، قد أشار إلى موافقة ضمنية على نحو خطير وبطريقة غير صحيحة".

وأضاف أنّ "التقارير تشير إلى أنّ قائدي الحشد هادي العامري وأبو مهدي المهندس، قد حضرا من أجل إطلاق هجمات غير مبررة ضد شعب إقليم كردستان، وهو ما يعطي إيران فرصة لتوسيع نفوذها وتقويض استقرار منطقة كردستان".

وأكد أنّه "في الأيام الستة الماضية، نشرت القوات العراقية والمليشيات المدعومة من إيران أسلحة ثقيلة للتحضير لهذا الهجوم الرئيس".

ولفت البيان إلى أنّه "في منطقة زمّار، فإن المدفعية الثقيلة والدبابات موضوعة في موقف الهجوم نحو مواقع البشمركة القريبة، وفي ربيعة وصلت معدات أميركية بما في ذلك عدد كبير من العربات والمدرعات والدبابات والمدافع"، مؤكداً أنّ "استخدام تلك الأسلحة مرة أخرى في اتجاه قوات البشمركة أمر غير دستوري".

وأشار إلى أنّ "حكومة الإقليم نفّذت التزامات بموجب الاتفاق الثلاثي الذي عُقد في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 بين أربيل وبغداد وواشنطن، وهو ما يتطلب الانسحاب إلى المناطق ما قبل حملة مناهضة داعش في الموصل"، مبيناً أنّ "ذلك الاتفاق ينص على أنّ الحكومة العراقية لن تنشر المليشيات في المناطق المتاخمة لكردستان"، معتبراً أن "استمرار نشر واستخدام المعدات الثقيلة، والعديد منها أميركي، يشير إلى استخدام الوسائل العسكرية لتسوية النزاعات السياسية، وهذا أيضاً غير دستوري".

وأكد أنه "ما زال هذا السلوك مستمراً لأنّ التحالف العالمي الذي قادته الولايات المتحدة لا يطبق الضغط اللازم لوقف الهجمات العسكرية العدوانية التي يقوم بها العراق".

ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى "التدخل فوراً لوقف سلوك العراق المتهور"، مشدّداً على أنه "يتعين على بغداد أن تسحب جميع القوات من المناطق المجاورة، وأن تقبل عرض حكومة إقليم كردستان لإجراء محادثات غير مشروطة لتسوية الخلافات السياسية".

وحث أيضاً الولايات المتحدة الأميركية "بوجه خاص، على أن تطبق الضغط اللازم لوقف العراق وألا تسمح للقوات المدعومة من إيران باستخدام المعدات الأميركية".


يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر عسكرية عراقية تجدد المعارك بين البشمركة وقوات الجيش العراقي و"الحشد الشعبي"، في مناطق ربيعة وفايدة وشيخان ومخمور وقرية المحمودية، حيث ترفض "البشمركة" تقدم القوات العراقية نحو معبر فيش خابور مع تركيا لتسلمه رسميًا، وإخضاع المنطقة بشكل تام للسلطة الاتحادية.

وقالت مصادر بالجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 15 شخصًا قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت صباح الخميس بين "البشمركة" والقوات العراقية قرب بلدة ربيعة، مبينة أن جميع القتلى من القوات العراقية، سقطوا بعد استهداف عربات لهم بصواريخ موجهة من قبل "البشمركة"، في حين ردت القوات العراقية على ذلك ودمرت عربات تابعة لـ"البشمركة" وقتلت من فيها، بحسب المصدر.

وأكدت المصادر أن الاشتباكات تجري مع من سمّتهم "بشمركة البارزاني"، في إشارة إلى وجود جناح ثانٍ في قوات "البشمركة"، وهم الموالون لحزب الاتحاد الكردستاني في السليمانية.

من جهته، عبّر عضو التحالف الكردستاني، علي دوسكي، عن خوفه من لجوء بغداد إلى استخدام سلاح الجو لقصف قوات "البشمركة". مبينًا أنه تمت مشاهدة مقاتلات حربية عراقية تحلق فوق قوات "البشمركة" قرب أربيل ودهوك، وأضاف: "نعتقد أن تطور الاشتباكات واتساعها في الأيام المقبلة يعني إمكانية لجوء بغداد لحماقة استخدام القصف ضد قوات البشمركة".

وطلب دوسكي من "الحلفاء عدم التفرج والتدخل لمنع إيران من تنفيذ أجندتها بشكل كامل، من خلال هذه الأزمة".