أردوغان يؤكد رفض تركيا "لغة التهديد" من قبل واشنطن

لا تهمة تبشير ضد القس الأميركي... وأردوغان ينفي "التمييز الديني"

01 اغسطس 2018
أردوغان: لا مشاكل مع الأقليات بتركيا (إلفيس باروكسيس/فرانس برس)
+ الخط -




ردّ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، على الاتهامات الأميركية بشأن اضطهاد تركيا الأقليات الدينية وتعاملها بتمييز على أساس المعتقد، قائلاً إنه "من غير الممكن قبول لغة التهديد التي تستخدمها العقلية الإنجيلية الصهيونية في الولايات المتحدة".

وقال أردوغان في تصريحات للصحافيين إن: "تركيا لا تعاني من مشاكل مع الأقليات الدينية"، مضيفاً أنه "سنواصل المضي قدماً في السبيل الذي نؤمن به، من دون أدنى تنازل عن حريتنا واستقلالنا واستقلالية قضائنا".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال في تغريدة عبر "تويتر" إن: "الولايات المتحدة ستبدأ بفرض عقوبات واسعة ضد تركيا، بسبب خضوع القس الأميركي أندرو برانسون للمحاكمة في تركيا بتهم التجسس ودعم الإرهاب".



من جهتها، ردّت الأقليات الدينية في تركيا على كلام ترامب حول ما قال إنه اضطهاد للأقليات الدينية في تركيا، بالقول: "نمارس اعتقادنا ونؤدّي شعائرنا الدينية بحرية".

ونفت قيادة الأقليات الدينية في تركيا تعرضها لأية ضغوط، مشيرة، خلال بيان مشترك صادر عن ممثلي الأقليات أمس، إلى "نحن ممثلي الأقليات المختلفة نمارس اعتقادنا ونؤدي شعائرنا الدينية بحرية وفقاً لتقاليدنا... البيانات التي تدّعي تعرضنا لضغوط لا أساس لها من الصحة".

وأضاف البيان: "تم حلّ العديد من المشاكل التي وقعت في الماضي، ونحن على تشاور مستمر مع مؤسسات دولتنا على أساس النوايا الحسنة المتبادلة وامتلاك إرادة الحل، بخصوص المسائل التي نرغب في تحسينها وتطويرها".

ووقّع على البيان ممثلو الأقليات الدينية، وبينهم بطريرك الروم الأرثوذكس بارثولوميو الأول، ونائب مطران البطريركية الأرمنية بتركيا، أرام أتاشيان، والحاخام الأكبر ليهود تركيا اسحق هاليفا، ونائب البطريركية السريانية، مور فليكسينوس يوسف جاتين.

ونفت مصادر تركية خاصة أي علاقة لاعتقال القس برونسون بـ"تهمة التبشير" المسيحي الذي يمارسه، بحسب ما قالت بعض الوسائل الإعلامية، مؤكدة تواصله مع زوجته التي أفرج عنها بعد اعتقالها ومع المحامي جاي سيكولو.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن ثمة 349 كنيسة في تركيا حتى اليوم ولا يوجد أي تمييز من ناحية الانتماء القومي أو الديني بتركيا.

ويقول رئيس قسم المجتمع بجامعة ابن خلدون في إسطنبول، رجب شات تورك أوغلو لـ"العربي الجديد": "لا يوجد أي مشكلة دينية بتركيا أو تقييد لحريات معتنقي أي دين، كما لم يسبق أن تم إلقاء القبض على أحد لأنه مسيحي أو يهودي أو مسلم".

ويضيف: "قضية القس الأميركي سياسية جرمية وفق الأدلة التي قدمتها المحكمة، ولا يجوز الخلط وزج الدين بهذه المسألة، إلا أن الأميركيين يريدون تسويق أن المسألة دينية والترويج بأن تركيا تتعامل مع غير المسلمين بظلم واضطهاد، وأن فرض الإقامة الجبرية على روبنسون لأنه يبشر بالمسيحية، رغم أن الاتهامات التي أعلنتها محكمة إزمير لم تأت على ذكر هذا الأمر، بل حددت الاتهامات للقس الأميركي بالتعامل مع منظمات إرهابية وبالتجسس للخارج".

وقرر القضاء التركي، الأربعاء الماضي، فرض الإقامة الجبرية، عوضاً عن الحبس، على القس برانسون.

وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016 تم توقيف برانسون بتهمة ارتكاب جرائم، وتضمنت لائحة الاتهام ارتكاب جرائم باسم الحركة والحزب، تحت غطاء رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما.