حراك دي ميستورا...الائتلاف يفضّل المفاوضات المباشرة على مجموعات العمل

حراك دي ميستورا...الائتلاف يفضّل المفاوضات المباشرة على مجموعات العمل

08 نوفمبر 2015
يبذل دي ميستورا جهوداً قبل فيينا 3 السوري(سيفا كركان/الأناضول)
+ الخط -
يكثّف المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اجتماعاته مع قوى المعارضة السورية، قبل أيام من عرض تقريره أمام مجلس الأمن حول مشاوراته مع الأطراف السورية. ويقوم دي مستورا بالاجتماع مع الأطراف المعارضة، وخصوصاً "الائتلاف السوري المعارض"، كونه الجهة السياسية الأقوى تمثيلاً، وكون موقفه جاء ملاصقاً لقرار الفصائل المعارضة المسلحة بعدم المشاركة في مجموعات العمل الأربع التي تضمنتها خطته للحل السياسي.

ويبدو أن المبعوث الأممي يحاول من خلال جولاته المكّوكية وجولات مساعديه، أن يسابق الزمن بالحصول على أكبر عدد من المؤيدين لخطته في الطرف المعارض، لإقناعهم بالدخول ضمن مجموعات العمل الأربع المتعلقة بـ"السلامة والحماية" و"مكافحة الإرهاب" و"القضايا السياسية والقانونية" و"إعادة الإعمار"، بعدما ضمن موافقة كل من النظام السوري وأحزاب المعارضة الداخلية (المقرّبة من النظام)، في محاولة منه لتسجيل نجاحه الأوّل في الملف السوري.

لكن لا تزال مساعي دي ميستورا تصطدم بالكثير من العوائق في ما يتعلق بقبول المعارضة للخطة كما هي، على الرغم من سعي "الائتلاف" لعدم الخروج عن الشرعية الدولية وعن إطار الأمم المتحدة، إلّا أن خطة دي ميستورا تتضمن خروجاً عن بيان جنيف القائم على شرعية دولية تضمن حقوق الشعب السوري، وفق رؤية "الائتلاف".

وقد يساهم قبول "الائتلاف" بمجموعات العمل الأربع، نتيجة ضغط دولي ما، في تشويه العلاقة بينه وبين الفصائل المسلحة التي سعت طوال الفترة الماضية لتحسين العلاقة في ما بينهما، وخصوصاً الفصائل التي يعمل "الائتلاف" منذ فترة على إقناعها بإرسال ممثلين عنها لمحاورته، ليكون الأخير مظلتها السياسية. وبالتالي، فإن أي تباين في المواقف بين الائتلاف وتلك الفصائل من شأنه أن يوتر العلاقة. فإما أن يقنع "الائتلاف" الفصائل بالدخول في تلك المجموعات وهو أمر مستبعد، بحسب مراقبين، وإما بقاء "الائتلاف" على موقفه المتوافق مع الفصائل، وخصوصاً أنّ المنطقة مقبلة على استحقاق كبير، هو لقاء فيينا 3 السوري، المرجح الأسبوع المقبل، المترافق مع رغبة دولية كبيرة بإيجاد حل سياسي للحرب السورية، والذي سيكون أساسه ما ستحققه الفصائل ميدانياً على الأرض.

يؤكد مصدر مطلع في "الائتلاف" أنّ دي ميستورا التقى، أوّل من أمس الجمعة، في جنيف، رئيس "الائتلاف"، خالد خوجة والوفد المرافق له من أعضاء الهيئة السياسية، وتمّ التباحث في اللقاءات التي أجراها المبعوث الأممي في واشنطن وموسكو ودمشق، وضرورة استئناف المفاوضات بعد اجتماع جنيف مباشرة. وجاء ذلك، خلال قيام خوجة والوفد المرافق له بجولة أوروبية شملت كلاً من بريطانيا وفرنسا وسويسرا.

اقرأ أيضاً خطة دي ميستورا: معارضة ضد معارضة... و"إنقاذ الأزمة"

ويوضح المصدر ذاته لـ"العربي الجديد" أن "الائتلاف" يفضّل المفاوضات المباشرة على المشاورات التي من شأنها إطالة أمد الصراع، بالإضافة إلى عدم نجاحها في الوصول إلى حلّ سياسي، وخصوصاً أنّ قرارات الأمم المتحدة المفترض أن تكون ملزمة، لم تلقَ حتى الآن آذاناً صاغية من قبل النظام السوري.

ويكشف المصدر المطلع عن لقاء ثانٍ بين مساعد دي ميستورا، رمزي رمزي، والهيئة السياسية في "الائتلاف" يجري، اليوم الأحد، في مقر الأمانة العامة في إسطنبول، مشيراً إلى أنّ "هناك نوايا لإعادة تفعيل العملية التفاوضية بين المعارضة والنظام في الوقت القريب".

في غضون ذلك، أكّد "الائتلاف"، خلال مباحثاته، أمس السبت، مع ممثلي مجموعة أصدقاء الشعب السوري، والتي تناولوا فيها تطورات العملية السياسية والتحضيرات لمؤتمر فيينا 3 المقبل، على مرجعية بيان جنيف "كأساس للحل السياسي في سورية، والقاضي بإقامة هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تطيح بالرئيس السوري، بشار الأسد وزمرته الحاكمة عن السلطة".

وأشار عضو الهيئة السياسية لـ"الائتلاف"، خطيب بدلة، في تصريح صادر عن مكتب "الائتلاف" الإعلامي، إلى أنّ الأخير "ملتزم بالاستمرار في العملية السياسية وفق المرجعيات الدولية لإيقاف شلال الدم الذي ينزفه الشعب السوري على أيدي قوات نظام الأسد والمليشيات المقاتلة إلى جانبه، وأخيراً العدوان الروسي".

وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، قد قال عقب اجتماع خوجة مع مسؤولين فرنسيين، في مقدمتهم وزير الخارجية، لوران فابيوس، أوّل من أمس الجمعة، "يجب أن يقوم الائتلاف بدور أساسي في توحيد المعارضة خلال أي محادثات مقبلة".

اقرأ أيضاً أفكار لقاءات فيينا السورية: حكومة انتقالية ومجلس عسكري