الوساطة المغربية تتحرّك في جولة خليجية

الوساطة المغربية تتحرّك في جولة خليجية: بوريطة يزور الكويت وأبوظبي ويتجه للدوحة

13 يونيو 2017
المغرب يسعى لرأب الصدع في الجدار الخليجي (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -
ضمن "المساعي الحميدة" التي أعلن المغرب عن استعداده لمباشرتها قبل يومين، لتشجيع حوار صريح وشامل بين أطراف الأزمة الخليجية، وصل وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، إلى الكويت ضمن جولة إلى العواصم الخليجية انطلقت ليل أمس من أبوظبي للتوسط في الأزمة.

واستقبل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في قصر بيان، الوزير بوريطة، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا".


وبحسب المصدر ذاته، نقل بوريطة رسالة شفوية من العاهل المغربي، الملك محمد السادس، عبّر فيها عن دعمه الكامل لمساعي وجهود أمير الكويت لرأب صدع البيت الخليجي واحتواء الأزمة الخليجية وإزالة الخلافات من خلال الحوار بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.


ووصل بوريطة إلى الكويت قادماً من العاصمة الإماراتية أبوظبي، في إطار المساعي التي أعلن المغرب عن استعداده لمباشرتها قبل يومين، "في سبيل تشجيع حوار صريح وشامل بين أطراف الأزمة الخليجية".


وكان "العربي الجديد" قد كشف، أمس، أن ناصر بوريطة سيزور قريباً عواصم المنطقة، ومن ضمنها الدوحة، وذلك بعدما أعربت الرباط عن استعدادها للتوسط.

وأعلنت الخارجية المغربية، مساء أمس، عن إبلاغ وزير الخارجية المغربي، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رسالة شفوية من الملك محمد السادس، من دون أن توضح فحواها. وبعد زيارته أبوظبي، توجّه بوريطة إلى الكويت، بحسب ما نقلت قناة "الجزيرة"، فيما يتوقع أن ينتقل بعدها إلى الدوحة.


وكان المغرب قد أعلن رفضه ربط موقفه إزاء الأزمة القائمة بين دولة قطر من جهة، ودول عربية من جهة ثانية، بمواقف "أطراف غير عربية، تحاول استغلال الأزمة لتعزيز تموقعها في المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول"، في إشارة ضمنية على ما يبدو لإيران.

وقالت الخارجية المغربية، في بيان لها، الإثنين، إن المغرب لا يحتاج إلى "تقديم دليل أو تأكيد على تضامنه الموصول مع الدول الخليجية الشقيقة، انطلاقاً من حرب الخليج الأولى (بين العراق وإيران بين عامي 1980 و1988)".

كذلك أشار البيان إلى "دعم الرباط سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى)، ثم قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، تضامناً مع مملكة البحرين، وأخيراً مشاركته في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث سقط شهداء مغاربة اختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم في الخليج".

واعتبر البيان أن الهاجس الرئيسي للمغرب يبقى "هو تدعيم الاستقرار في هذه الدول، وليظل مجلس التعاون الخليجي محافظاً على مكانته المتميزة، كنموذج ناجح للتعاون الإقليمي".

ولفت المغرب إلى أن موقفه إزاء الأزمة القائمة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وممكلة البحرين ومصر وبلدان عربية أخرى من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، "نابع من المبادئ الواضحة التي تنبني عليها السياسة الخارجية للمملكة".

وشدّد على أن هذا الموقف يستند أيضاً إلى "وشائج الأخوة الصادقة بين الملك محمد السادس، وأشقائه ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك إلى علاقات الشراكة الاستراتيجية المتميزة مع دول المجلس، والروابط المتينة القائمة بين الشعب المغربي وشعوب هذه البلدان".


ونأت الرباط بنفسها عن الانخراط في حملة قطع العلاقات مع قطر، والتي اتخذتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لتتبعها بلدان عربية أخرى، مفضلة بسط اليد للوساطة لحل الأزمة الراهنة.


وعزا المغرب موقفه بالحفاظ على الحياد الإيجابي، وترك مسافة زمنية كافية قبل إعلان قراره بمحاولة رأب الصدع في الجدار الخليجي، إلى "عدم الانزلاق وراء التصريحات، واتخاذ المواقف المتسرعة التي لا تقوم سوى بتأجيج الاختلاف وتعميق الخلافات".


(العربي الجديد)