البيت الأبيض يُعدّ إعلاناً للطوارئ لتمويل جدار المكسيك

"سي إن إن": البيت الأبيض يُعدّ إعلاناً للطوارئ لتمويل جدار المكسيك

25 يناير 2019
ترامب مصرّ على تمويل بناء الجدار (Getty)
+ الخط -
ذكرت شبكة "سي إن إن" التلفزيونية، الخميس، نقلاً عن وثائق داخلية، أنّ البيت الأبيض يجهّز إعلاناً للطوارئ قد يصدره الرئيس دونالد ترامب؛ كوسيلة لتجاوز الكونغرس، إذا لم يوافق المشرعون على تمويل جدار على حدود البلاد مع المكسيك.

وقال مسؤول بالحكومة للمحطة التلفزيونية، وفق ما نقلت "رويترز"، إنّه جرى تحديث مسودة الإعلان في الأسبوع الماضي. وذكرت "سي إن إن"، أنّ مستشاري ترامب لا يزالون منقسمين بشأن القضية.

ويأتي هذا التقرير، في الوقت الذي قدمت مجموعة من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تعديلاً في مجلس الشيوخ يفتح مؤقتاً الحكومة الأميركية، المغلقة جزئياً منذ 34 يوماً، بسبب طلب ترامب تمويل الجدار.

ولم يحصد اقتراح ترامب، لتجاوز أزمة الإغلاق الحكومي، تأييد العدد المطلوب من أعضاء مجلس الشيوخ للتصويت عليه، الخميس.

والاقتراح الذي يشمل رصد أموال للجدار الذي يُطالب ترامب بإقامته على الحدود مع المكسيك، إضافةً إلى تنازل يتّصل بمصير مليون مهاجر غير شرعي، كان يحتاج إلى ستّين صوتاً ليُحال على التصويت في مجلس الشيوخ، لكنّ الأمر كان متعذراً، لأنّ الجمهوريّين لا يملكون سوى 53 من أصل مائة مقعد في المجلس المذكور.


رمزيّاً، يدلّ إرجاء خطاب ترامب عن حال الاتّحاد، على الشّلل الجزئي غير المسبوق الناجم عن أطول "إغلاق" حكومي في تاريخ البلاد.

ويأتي تقرير "سي إن إن"، عن تجهيز البيت الأبيض إعلاناً للطوارئ، في ظل البحث عن طريقة للخروج من مأزق الميزانيّة الذي يُصيب ربع الإدارات الفيدراليّة الأميركيّة، و800 ألف موظف، وعدداً كبيراً من المتعاقدين، منذ 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويكمن جوهر النزاع في الجدار الذي يريد ترامب إنشاءه على الحدود مع المكسيك لمكافحة الهجرة غير القانونيّة. ويطلب من أجل بنائه أكثر من خمسة مليارات دولار.

وفي ما يتعلّق بهذه النقطة، كرّر ترامب، الخميس، القول "لن نستسلم!"، وفقاً لما أوردت "فرانس برس".


إلا أنّ الديمقراطيّين يرفضون قطعاً تمويل الجدار الذي يعتبرونه "غير أخلاقي" وغير فعّال. ويقترحون في المقابل تعزيز الأمن على الحدود، خصوصاً على نقاط التفتيش الحدودية حيث تمرّ "90% من المخدرات" وقسم كبير من المهاجرين غير القانونيين، بحسب ما قالته نانسي بيلوسي، الخميس.

ويدعو الديمقراطيّون، الرئيسَ والجمهوريّين، إلى الموافقة على قانون تمويل جزئي حتّى الثامن من فبراير/شباط، سيتيح الخروج مؤقتاً من المأزق، واعدين بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن أمن الحدود عندما ينتهي "الإغلاق".

في المقابل، يؤمّن الاقتراح الجمهوري تمويلاً حكومياً، حتى سبتمبر/أيلول، ويتضمّن ميزانية للجدار، وكذلك تنازلاً من جانب ترامب الذي عرض، السبت، إعطاء مهلة ثلاث سنوات لنحو مليون مهاجر معرضين للطرد من الولايات المتحدة بشكل مباشر.

"فليأكلوا البسكويت؟"

أثناء إعلانه، مساء الأربعاء، إرجاء خطابه عن حال الاتحاد الذي يعرض فيه الرؤساء الأميركيون كل عام برامجهم ورؤية كل منهم لمستقبل البلاد، أكد ترامب أنّه سيلقيه بعد انتهاء "الإغلاق"، في "مستقبل قريب".

لكن لا يبدو أنّ هناك موعداً حتى الساعة.

في الانتظار، باتت آثار الشلل حقيقية بالنسبة إلى الموظفين الفيدراليين الذين أُرغموا على أخذ إجازة غير مدفوعة، أو أُجبروا على العمل من دون أجر في حال اعتُبرت وظائفهم أساسية.

وكثيرون ممن يتقاضون أجورهم كلّ أسبوعين، حُرموا من رواتبهم، ويبدو مؤكّداً أنّهم لن يحصلوا على أجرهم الثاني، اليوم الجمعة.

ويعاني المتعاقدون أيضاً، إذ إنّهم على نقيض الموظفين الفيدراليين، لن يتقاضوا أجورهم بمفعول رجعي.


ولدى سؤاله عن الموظفين الذين لجأوا إلى المؤسسات الخيرية لتأمين طعامهم، قال وزير التجارة الأميركي ويلبور روس، إنّه "لا يفهم حقيقة لماذا" لا يمكنهم الحصول على قرض مضمون من الحكومة الفيدرالية.

واستخدم الديمقراطيون ردّ فعل الوزير المليونير، فوراً، للتنديد بإدارة ترامب الملياردير. فسألت بيلوسي: "هل هذا الموقف هو من نوع (فليأكلوا البسكويت)؟"، في إشارة إلى العبارة التي تُنسب إلى ملكة فرنسا ماري أنطوانيت.


ورفض وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، دعوة من الديمقراطيين ليتم الاستماع إليه أمام لجنة بشأن "الإغلاق"، الخميس، بحسب ديمقراطيين.

وأعرب مراقبو الحركة الجوية وطيارون وطواقم طائرات عن قلقهم المتزايد بشأن الأمن في النقل الجوي في الولايات المتحدة، من جراء الإغلاق الحكومي.

المساهمون