ماكرون يهاتف العبادي.. والمالكي غاضب

ماكرون يهاتف العبادي.. والمالكي غاضب

03 ديسمبر 2017
طالب ماكرون بحلّ "الحشد الشعبي" (فرانس برس)
+ الخط -




دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى حل الأزمة مع كردستان وفتح باب الحوار، بينما هاجم نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، الرئيس الفرنسي، معتبرا أنّه يتدخل في الشأن العراقي.

وقال مكتب العبادي، في بيان صحافي، إنّ "رئيس مجلس الوزراء تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جدد خلاله التأكيد على ثبات موقف بلاده من وحدة العراق وسلامة أراضيه، ودعمه لبسط السلطة الاتحادية على كامل الأراضي والحدود العراقية".

من جهته، أكد العبادي "أهمية توحيد الجهود كافة للاستجابة لتحديات البناء والإعمار ومستلزمات مرحلة الانتصار والتحرير، رغم الصعوبات المالية والاقتصادية التي تقتضي توزيع الثروات بشكل عادل لجميع أبناء الشعب العراقي، ووفقاً للاستحقاقات الدستورية".

كما أكد الرئيسان "ضرورة حل الإشكالات عن طريق الحوار، والالتزام بالدستور ووحدة الأراضي العراقية".

وفي السياق، أكد مسؤول قريب من مكتب العبادي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ماكرون بحث مع العبادي الأزمة بين بغداد وأربيل، وحثه على القبول بالحوار لحل الأزمة"، مشيراً إلى أنّ "الرئيس الفرنسي أكد للعبادي ضرورة طي هذه الصفحة، خصوصا وأنّ الكرد موافقون على شرط إلغاء الاستفتاء". بدوره، وعد العبادي  بحل الأزمة، وفق القانون والدستور العراقي"، وفق ما أفاد المصدر.

وجاء اتصال ماكرون، في وقت لا يزال فيه رئيس حكومة إقليم شمال العراق، نيجرفان البارزاني، في باريس، وكان قد بحث مع الرئيس الفرنسي الأزمة بين بغداد وأربيل، ودعاه للتوسط لحلها.

في المقابل، هاجم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الرئيس الفرنسي، معتبرا أنه "يتدخل بالشأن العراقي" من خلال مطالبته بحل مليشيات "الحشد الشعبي".

وقال المالكي، في معرض رده على أسئلة الصحافيين عبر نافذة التواصل مع وسائل الإعلام، إنّ "الدستور الفرنسي يتحدث عن عدم التدخل في شؤون دول العالم، لكنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون يفاجئنا بتدخل مرفوض في شؤون العراق الداخلية، ويطالب بحل مؤسسة رسمية قانونية هي هيئة الحشد".

واعتبر أنّ "هذه المواقف من فرنسا مرفوضة بشدة وهي تمس سيادة العراق ومؤسساته، وتتعارض حتى مع الدستور الفرنسي"، مضيفا أنّ "إرادة الحكومة صادقة بالتعاون مع جميع الدول الصديقة لمكافحة الإرهاب، ولكن لا نريد لأي دولة أن تفرض إرادتها على العراق وإرادة شعبه".

وأضاف المالكي أن "الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، هي قوات عراقية، تتمترس في خندق واحد، في حرب القضاء على داعش"، داعيا الكتل السياسية إلى "موقف موحد حيال أي تدخل في شؤون العراق، من أية دولة كانت، وبأي حجة أو تبرير".

وكان ماكرون قد أكد في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس حكومة الإقليم، نيجرفان البارزاني، أنّه يسعى لإيجاد آلية لبدء الحوار بين بغداد وأربيل لحل الأزمة بينهما، مشدداً على ضرورة حل مليشيات "الحشد الشعبي"، وألا تبقى مليشيات في العراق.