لقاء نتنياهو-السيسي تزامن مع صفقة "تيران وصنافير" وزيارة سلمان

لقاء نتنياهو-السيسي- هرتسوغ تزامن مع صفقة "تيران وصنافير" وزيارة العاهل السعودي

15 يونيو 2017
ملك السعودية والسيسي في القاهرة، إبريل 2016 (الأناضول)
+ الخط -
لم تُعلق القاهرة على المعلومات التي نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوم الاثنين 12 يونيو/حزيران 2017، والتي كشفت فيها عن لقاء سري، عُقد في إبريل/نيسان من العام الماضي 2016 في القصر الجمهوري بالعاصمة المصرية، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ.

ويرى مراقبون مصريون، أن عدم نفي رئاسة الجمهورية في مصر، وحالة الصمت تجاه تلك المعلومات يرجّحان صحتها، كما يرجحان وجود كواليس وتفاصيل أخرى متعلقة بهذا اللقاء لم يتم الكشف عنها بعدـ ومن الممكن أن تواصل الصحيفة الإسرائيلية كشفها تباعاً، كما فعلت في السابق عندما نشرت تفاصيل اللقاء الذي عُقد في فبراير/شباط 2016 في مدينة العقبة الأردنية والذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، على حلقتين متتاليتين.



وتُظهر التواريخ أن اللقاء الذي عُقد في القاهرة وجمع السيسي ونتنياهو وهرتسوغ جاء بعد شهرين تقريباً من "لقاء العقبة". كما تظُهر التواريخ أيضاً أن لقاء (السيسي - نتنياهو - هرتسوغ) بالقصر الجمهوري في القاهرة تم في الشهر نفسه الذي زار فيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز العاصمة المصرية، إذ وصل الأخير إلى القاهرة ظهر الخميس السابع من إبريل 2016 آتياً من الرياض، في زيارة رسمية تلبية لدعوة السيسي.

التواريخ تشير أيضاً إلى أنه في اليوم التالي لوصول العاهل السعودي إلى القاهرة وهو الثامن من إبريل 2016، تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الحكومتين المصرية والسعودية، وشهد ذلك كل من السيسي وسلمان، وكان من بين تلك الاتفاقيات، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي بموجبها تتخلى مصر للسعودية عن جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين جنوب شبه جزيرة سيناء. وهي الاتفاقية التي أثارت جدلاً واسعاً داخل مصر، وصدر بشأنها حكم نهائي وباتّ من المحكمة الإدارية العليا في مصر، يقضي ببطلان توقيع الحكومة المصرية على الاتفاقية. وعلى الرغم من ذلك تمت الموافقة على مناقشتها وعرضها داخل مجلس النواب، ما أثار غضباً شعبياً واسعاً في مصر وصل إلى حد تخوين السيسي وحكومته واتهامهم بالتفريط في جزء من أرض مصر في إطار صفقة سرية بين مصر والسعودية وإسرائيل برعاية أميركية، تؤدي في النهاية إلى إنهاء سيادة وسيطرة مصر على الجزيرتين اللتين تشكلان أهمية استراتيجية كبرى في البحر الأحمر، وذلك يصب في النهاية في صالح إسرائيل.

دبلوماسي مصري سابق، وخبير في الشؤون الإسرائيلية لم يستبعد أن يكون قد حدث تفاهم مصري إسرائيلي سعودي، بشأن مسألة الجزر في اللقاء الأول الذي تم في العقبة واللقاء الثاني الذي عُقد في القاهرة. وكانت "هآرتس" قد قالت إن نتنياهو وهرتسوغ، سافرا سراً إلى لقاء مع السيسي في القصر الرئاسي، وذلك في إطار اتصالات سرية جرت لإمكانية ضم حزب "المعسكر الصهيوني" برئاسة هرتسوغ إلى الحكومة الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن نتنياهو، ومستشاريه، وهرتسوغ وفريقاً أمنياً، سافروا مباشرة إلى القاهرة ليلاً من قاعدة في وسط إسرائيل، في طائرة خاصة، وتم نقلهم إلى القصر الجمهوري في مصر. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن السيسي "ضغط عليهما لاتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل دفع عملية السلام، وقد عادوا إلى إسرائيل قبل الفجر". وأقرّ نتنياهو وهرتسوغ ولم تنفِ مصر، بالمشاركة في اللقاء السري الذي عُقد بالعقبة في فبراير شباط 2016.

المساهمون